*ﺍﻗﺘَﺮَﺑﺖ ﻣِﻦ ﻧﺎﻓَﺬﺗﻬﺎ ﻭ ﻧَﻈَﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷُﻓُﻖ ﺇﻟﻰ ﻏُﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸَﻤﺲ..ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀٍ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﺑِﺄﻟﻮﺍﻥ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤِﺌﺔ..ﺍﺗَﺴَﻌﺖ ﺍﺑﺘِﺴﺎﻣَﺘُﻬﺎ ﻭ ﻧَﺒَﺾَ ﻗَﻠﺒُﻬﺎ ﻋِﺸﻘﺎً ﻭ ﻫَﻲَ ﺗَﺘَﺨَﻴﻞ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻓﻲ ﻋُﺮﺽ ﺍﻟﺴَﻤﺎﺀ..ﻫﺎﻣﺖ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌِﺸﻖ ﻭ ﺃﺧﺬ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﺣﺒﺎً ﻭ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﻜﺘﺒﺎﻥ ﻏَﺰَﻻً...
ﺩَﺧَﻞَ ﺍﻟﻤَﻨﺰِﻝَ ﻣُﺘَﺴَﻠِﻼً ﺣَﺘﻰ ﻻ ﺗَﺴﻤَﻌَﻪ ﻭﺃﺧَﺬَ ﻳَﺒﺤَﺚُ ﻋَﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤَﻨﺰِﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻘﻂ ﺭﺍﺋِﺤﺔ ﻋِﻄﺮﻫﺎ ﻓَﺘَﺒِﻌﻬﺎ ﺑﺄﻋﻴُﻦٍ ﻣُﻐﻤَﻀﺔ ﻭَ ﻗﻠﺐٍ ﻣﺘﻠﻬﻒ..ﺩَﻟَﻒَ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﻏﺎﺭِﻗَﺔً ﺑِﺘﺄﻣُﻼﺗِﻬﺎ..ﺍﻗﺘَﺮَﺏَ ﻣِﻨﻬﺎ ﺭﻭﻳﺪﺍً ﺭﻭﻳﺪﺍً ﻭ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺭﺩﺗﻲ ﺟﻮﺭﻱ ﺣﻤﺮﺍﻭﺍﻥ ﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪَﻡ..ﻫﻲ ﺗَﻌﺸَﻖُ ﺍﻟﺠﻮﺭﻱ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻐﺪﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮﺭﻱ ﻛﻲ ﺗﻐﺮﻕ ﺑﻪ ﻋِﺸﻘﺎً...
ﺗَﺴﻠﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺠﻮﺭﻱ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻇﻨﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺨﻄﺌﺔ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﻋﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻓﺄﻛﻤﻠﺖ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﺑﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺒﺎﺳﻢ ﻳﺰﻳﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ...
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺃﺣﺎﻃﻬﺎ ﻣﻦ ﻇَﻬﺮِﻫﺎ ﺑِﺬﺭﺍﻋﻴﻪ..ﺍﻧﺘﻔﻀﺖ ﺛﻢ ﺳﻜﻨﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ...ﺃﺩﺍﺭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﺘﻘﺎﺑﻞ ﻋﻴﻮﻧﻬﻤﺎ..ﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺗﺘﻜﻠﻢ..ﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻬﺎ..ﺛﻢ ﻗﺒﻠﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺟﻨﺔ..ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻄﻒ ﻗﺒﻠﺔ ﺑِﻤﺬﺍﻕ ﺍﻟﻜَﺮﺯ ﻣﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ...ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻟﺘﻀﺞ ﺃﻧﻮﺛﺔ ﺑﺜﻮﺑﻬﺎ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻦ ﺧﺼﻼﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ..ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻛﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻗﺎﺋﻼً:ﻓﻠﻨﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺤﺐ !
ﺃﻋﻄﺘﻪ ﻳﺪﻫﺎ ﻭ ﻃﻔﻘﺎ ﻳَﺮﻗَﺼﺎﻥ ﺑِﺨﻔﺔ..ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺗُﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ..ﺩﺧﻞ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﻋﺎﺷﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻣَﺴﺮﺡِ ﺍﻟﺤﺐ..ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻣﻊ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﻛﺎﻟﻌَﺴَﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻰ...
ﻟَﻤَﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺤﺐ ﻭ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺰﻳﻼً ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻗﺎﺋِﻼً:ﺇﻥ ﺍﻟﻘَﻤَﺮَ ﻳﻐﺮﻳﻨﻲ ﻷﻟﺘﻬﻢ ﺷﻬﺪﺷﻔﺘﻴﻚِ ﻭﺭﺩﺗﻲ..ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻞ ﻟﺜﻢ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺑﺠﻨﻮﻥ..ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻟﻴﺴﺘﺮﺩ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻟﻴﺠﺪ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﺗﺤﺘﺮﻗﺎﻥ ﺣﻤﺮﺓ ﻭ ﺧﺠﻼً..ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺨﺒﺚ:ﻻ ﺗﺨﺠﻞِ ﻭ ﻻ ﺗﺴﻤﺢِ ﻟﻮﺟﻨﺘﻴﻚِ ﺑﺎﻟﺘﻮﺭﺩ..ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﻛﺒﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑِﺸَﻔَﺘﻴﻚِ ﻭ ﺧﺠﻠﻚِ...
ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺰﻳﺪﺍﻧﻬﺎ ﺧﺠﻼً ﻓﺎﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻗﺒﻠﺘﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻟﺘﺴﻜﺘﻪ ﻭ ﻟﻢ ﺗِﺪﺭِ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺠﺮﺃﺗﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌِﺸﻖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ...
ﻣﻀﺖ ﻟﻴﻠﺘﻬﻤﺎ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺐ...
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﺘﻪ ﻭ ﺣﻀﺮﺕ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ﻭ ﺟﻠﺴﺖ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ..ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﻭ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺎﻣِﺴﺎً ﺑِﺄﺫﻧﻬا ﺃﻧﺖِ ﻋُﻤﺮﻱ ! **
