بخطاً خفيفة عادت وهي تحمل كوبها المعتاد ..
وقفت أمام واجهة شرفتها ترقب المارة وأضواء السيارات الآتية من بعيد .
رشفةٌ تتلوها ثانية وتنهيدةٌ طويلة ..
تجوب بعينيها لتستقر فوق مقعدها حين يدعوها للارتخاء ..
تجلس بهدوء صمت المكان .. ظلامٌ دامسٌ من حولها لا يكسره إلا ضوء شمعةٍ خافت بجانبها يرتجف وزفير أنفاسها .يشتد البرد مع انقطاع الكهرباء ..
تتناول وشاحها الطويل .. تلفه حول عنقها مغطيةً أكتافها وبعضاً من أجزاء جسدها .. مازال البرد متمكناً منها , تحتوي بكلتا يديها فنجانها تطلب دفء أناملها ..
.شريدة الفكر , وحيدةً مع شريط ذكرياتها أيامٌ مضت علت فيها ضحكات الصغار واشتد مع الوسائد الشجار.
لهوٌ ومرحٌ لا يخلو من المناوشات .. صورٌ تتوالى وأصواتٌ تتعالى وفي البال لحظات
فأين هي الآن من كل تلك الأوقات ؟؟
تسيل من عينها دمعة شوقٍ لغدٍ ربما آت
كم أنت قاسيةٌ أيتها الحياة
حين تنزعين عن ثغرها تلك البسمات
.
....بقلمي .. وألمي ..