1:55 AMفي سابع أيامِ شهرِ يوليو الحار ، خارجاً من عمله بـالخطواتٍ ثقيله ، حاملاً حقيبته الرياضية ، تنفسهُ خشن ، وقدماهُ تَنِبضُ من التعب ، جسدهُ يبحثُ عن الراحةِ اللامتناهيه ، بالكادِ إنتهى من جدولِ أعمالهِ لليوم ، ودّع أصدقاءه وشق طريقهُ نحو منزله ، او لنقلْ شِقّتهُ الخاصّه.
حين وصوله ألقى بالحقيبةِ امامَ الباب وإنحنى ليُخرِجَ المفتاح ، ظلّ يبحثُ ويبحثْ ، ولكن المفتاح أبَى الخروج ، " أين سيكون بحق حظي السيء " تمتم بإنزعاج وظل يضرِبُ رأسه الفارغ بقلّةِ حيلة ، " ربما نسيته في غرفةِ التدريب " قال ذلك لنفسه قبل ان يقوم بإغلاقِ حقيبته ويحملها.
" يستحيل العودةُ الى الشركةِ مرّةً اخرى " هَمَسَ كلماته وهو يَخْرُجُ من العمارة.
-
-تيك تيك تيك- طرَقَ احد أبواب المنازل من ذوي الطبقةِ الوسطى ، ظل يَطرُقُ ويطرق حتى اصبح الأمر مُزعجاً بالنسبةِ له.
فُتِحَ الباب وظهر خلفُه فتاةٌ في العشريناتِ من عُمُرُها ، يرقدُ الجمالُ في انحاءها ، مُرتديةً ثوبَ النومِ الحريري وفوقَهُ رداءهُ الخاص ، تُنزِلُ أصابعها الرقيقة على طولِ شعرها الطويل ، بمُجرّدِ النظر اليها يتّضِحُ انها إستفاقت للتوّ من نومها.
" تشـاان ؟؟! " فُتِحَت عيناها الواسعتينِ على مِصراعيها بتفاجؤ ، " ماذا تفعل هنا .... في هذا الوقت " همست بكلمتها الاخيرة ، " آسف ، في الحقيقةِ اواجهُ مشكلةً الآن " نطق وكأنه طالبٌ يقِفُ امام مديرِ المدرسة ، تنهدت هِيَ وأغلقتْ عيناها ثم فتحتهم مرةً اخرى عليه ، " لا أزال غاضبةً منك " همَستْ بهدوء ، " أعلم " قال ، " هل جئتَ لتعتذر ؟ " قالت متظاهرةً انها كانت تتنبأُ بهذه اللحظة ، نظر اليها والتوترُ يكسوا نظرته ، " أا-آمم في الحقيقةِ إن الأمرَ... " ظلّ يُتأتِأُ في حديثه ، " هل أدركتَ خطأك ؟ " قالت بحنيّةٍ بينما أمالت رأسها للجانب ، " يولّين-آه ارجوكِ الأمرُ ليس كذلك اسمعيني رجاءاً وبدون غضب " قَالَ بقِلةِ حيلة وحاول إبعاد ذلك التوتر عنه ، نظرتْ له بإنتظار وقطّبتْ حاجبيها في وجهه بـ شك ، " خرجت من الشركةِ منذُ حوالي ساعة ذهبتُ لشقّتي واتّضَحَ اني نسيت المفتاح في غرفةِ التدريب ... او أيًّا كان مكانُه " قلَّب عينيه بِغَيْرِ إهتمام حالما نطقَ جُملَتهُ الأخيرة.
" بارك تشانيول انت حقاً رجلٌ أحمق " صرخت بِغضبٍ في وجهه ، وأمسكت الباب لإغلاقه ، لكنه وقف أمامهُ لمنعها.
" توقفي ارجوكِ إستمعي اليّ حتى النهـ- "
" لا و لا وألفُ لا ، إبتعد " قاطعته محاوِلةً إغلاق الباب ، هي تضعُ قوتها الكامنه في يديها لإغلاقه وهو يُمسِكُ بهِ فقط بذراعه اليُسرى.
" سأبيتُ الليلةَ عِندَكِ " انه يأمرُ بفارغِ صبر.
" وهل سَمَحتُ لك ، إذهب لإحضارِ مفتاحك .. ارحل فقط " نطقت بتوبيخ وهي تحاول دفعَ البابِ بقوه.
" الشركةُ بعيدةٌ جداً ، وحتى لو ذهبت بالتأكيدِ انه تم إغلاقها "
" إكسِر باب شِقّتِكَ إذن "
" البابُ من حديد "
تنفّس الصعداء " يولّين-آه أرجوكِ " بِصدقٍ نظر في عينيها الشرسه ، لأنه هو الوحيد الذي يَعلُم كيف يُذيب هذا الجليد.
إرتختْ قوةُ الباب وبدأ الغضبُ يتشتت.
" والدايَ هنا " وضعت بعضاً من شعرها خلفَ أُذُنِها وهي تنظرُ للأسفل ، دَنى منها وهي خطت للخلف حتى أصبحَ هو داخِلَ المنزل ، إقترَبَ حتى ظهَرَ فرقُ طولهِ عن طولها الأنثوي ، أمسكتْ أصابِعه الطويلةُ ذِقنها الصغير ورفعها للأعلى حتى تقابِلَ عيناه.
" لاتكذبي أَعْلَمُ أنهما مسافران منذ شهر " همس بتلكَ النبرةِ التي هي تحِبُّها ، إبتَلعت ريقها لتبدأ بالكلام ولكن لاشيء يخرج سوى تأتأتها ، انها متوترةٌ الآن.
" ح-ح-حسناً " دمدمت مُتجنّبةً نظرهُ إليها ثم دخلت الى الداخِلِ اكثر ، قهقه هو بدوره ، " لأن حظي سيءٌ جداً فاتني رؤيةُ وجهكِ الأحمر بسبب الظلام " قال لنفسه وإتكأ على الباب خلفهُ ليُغلِقه جيداً ثم تَبِعها حتى وصل الى غرفةِ المعيشه ، وجدها هناك تُشعِلُ الأضواء له ، لأنها تَعرِفُ انه لايستطيعُ النوم في العُتمه.
" ستنامُ هنا وسأذهب لإحضار وسادة ومُلائةٍ لك " نطقت وخطاها تسيرُ نحو الأعلى ، انها لاتزالُ تتجنّبُ النظرَ اليه.
جَلَسَ هو على الأريكةِ الطويلة لينتَظِرها ، لم يَمُرَّ الوقتُ طويلاً حتى سَمِع صوتُ خطواتها تقترِب.
ظهرت وهي تُمسِكُ مافي يدها بصعوبة ، ألقت بهما بتعبٍ على الأريكةِ التي يجلسُ عليها.
" انت تَعْلَمُ أين يمكنُكَ إيجادُ المطبخ ودورةِ المياة *وانتم بكرامة* " قالت وهي تُرتّبُ ماوضعته على الأريكة لتتجنّبه ، ومن يراها لن يرى انها تحتاج لترتيبٍ أصلاً ، مجردُ عُذر.
أنت تقرأ
HE and SHE
Randomهو : هل من سبيلٍ إليها ؟ هي : كيف السبيل إليه ؟ كيف أفتعِلُ اللقاء. وأوقِفُ رجفةَ الوقت وأُزيلُ خجَلَ اللحظة وأرتّب احتدام المشاعِر وأُهديهِ إياهُ على شكلِ قبلة. ( ندى الهذال )