خرج سعد من قاعة ألامتحان مسروراً
،فلقد كان اليوم آخر يوم في الامتحانات ،وقد أبلى بلاً حسناً،وهو راضي عما قدمه في الامتحان .
تنهد سعد قائلاً:الحمد لله لقد انهيت الامتحانات ،لم انم جيداً هذا الاسبوع سوف أنام وانا مرتاح الآن .
وبينما سعد يسير في طريقه الى البيت سمع شخص يناديه :سعد انتظر
التفت سعد ليرى من صاحب هذا الصوت المالوف لديه إنه قاسم زميله في الصف وجاره.
قال قاسم:هل حليت جيداً في الامتحان ؟
سعد :نعم ،سال سعد وماذا عنك هل حليت جيداً؟
قاسم:نعم .
قال قاسم وهو يتنفس الصعداء لقد انتهت الامتحانات وهاهي الإجازة مقبلة.
ثم أردف قاسم قائلاً:أين سوف تقضي الإجازة هذه السنة ياسعد؟
سعد:لست ادري ربما لن أذهب لأي مكان .
قاسم:اما انا سوف أقضي الإجازة في المدينة الساحلية ،وسوف اسمتع بماؤها وهواءها .
سعد:بالتوفيق ،أتمنى لك عطلة سعيدة .
ومضى الزميلان في شوارع قريتهما الجميلة بين اشجارها وازقتها وهواءها العليل ينسنس عليهما إلى بيتهما .
سعد ولد في الثامنة عشر من عمره يتيم ألابوين يعيش في منزل خاله الذي تكفل برعايته بعد موت والديه ،وخاله ليس لديه اولاد لذلك فهو يعتبر سعد ابنه ،وهو ولد مجتهد ومؤدب ومحبوب لدى الجميع .
قاسم ولد في الثامنة عشر من عمره لديه اخ واخت ويعيش مع والده ،ووالدته في بيتهم الذي يجاور بيت خال سعد،ووالده يعمل ممرضاً في مستشفى القرية الوحيد ،وهو ميسور الحال.
دخل سعد بيته ،وهو مغموم لإنه لايستطيع ان يذهب للمدينة الساحلية من اجل قضاء الإجازة هنالك .ولكنه لم يظهر حزنه امام خالته التي استقبلته قائلة :اهلاً أبني سعد كيف كان الامتحان ؟
أجابها سعد :الحمدلله لقد أبليت فيه بلاً حسناً .
خالته إمراة في الأربعين من عمرها فهي التي ربت سعد بعد وفات أمه وابيه ،وهو يحبها كثيراً.
الخالة :إذهب وبدل ملابسك ،ثم اذهب للمسجد كي تصلي وإرجع للغذاء بعد الصلاة .
نعم اجابها سعد .
بدل سعد ملابسه ،ثم خرج للصلاة ،فوجد خاله قد اتى من عمله في المزرعة، ساله خاله عن حاله ،ثم قال له:انتظرني سوف ابدل ملابسي ،واتي معك للمسجد. أوما سعد براسه قائلاً نعم .
ثم ذهب خاله وبدل ملابسه ،ثم ذهبا إلى المسجد معاً.
وبعد الصلاة وهم في طريق عودتهم الى البيت نظر سعد الى قاسم وهو يغسل سيارتهم فرحاً،وذهب سعد اليه ليساله :لماذا تغسل السيارة الآن في هذا الحر الشديد؟
قاسم:لقد وعدنا أبي بإنه سوف يذهب بنا إلى المدينة عصر اليوم ،وقد تطوعت كي أغسل السيارة .
فودعه سعد وتمنى له رحله سعيده .
اكمل سعد طريقه مع خاله الى البيت ساله خاله:إلى أين سوف يذهبوا جيراننا ؟
سعد:سوف يذهبوا الى المدينة كي يقضوا الإجازة هنالك .
شعر الخال بأن سعد يتشوق للذهاب الى المدينة ولكن ليس لديه نقود تكفي . سكت خاله وهو يعلم ان سعد يقدر وضعه المادي لايسمح لمثل هذه الرحلات .
وصلوا إلى بيتهم ،ثم تناولوا الغذاء ،ثم استاذن سعد خاله لكي يذهب إلى غرفته كي ينام ،فأذن له خاله.ذهب سعد لغرفته ورمى بجسده على الفراش وهو مرهق من اسبوع الأمتحانات استسلم سعد لنوم عميق.
أستيقظ سعد على صوت أذان العصر
،فخرج مع خاله للصلاة ،ثم عادوا إلى البيت بعد الصلاة فاستاذن سعد خاله بان يذهب إلى المزارع لكي يرفه عن نفسه.
ذهب سعد إلى المزارع وتمشى وحيداً بين الحقول والاشجار ،ثم أحس سعد بتعب ،فجلس على ربوة تطل على القرية ليسمتع بمنظر قريته الصغيرة ،وبينما سعد جالس نظر إلى الطريق الذي يربط قريتهم بالمدينة فلمح سيارة ابا قاسم وهي تغادر القرية متجهة إلى المدينة .
أغتم سعد لذلك فهو يريد ان يذهب للمدينة ،ولكنه لايملك النقود.
وبينما هو كذلك إذ به يرى شي مدفون جزئياً تحت احد الأشجار ، ذهب سعد إلى تحت الشجرة وبلا تردد أخذ ذلك الشي الغريب .
قال سعد متسائلاً:ماهذا؟؟
لقد كان جهاز يشبه الجوال لكنه أصغر منه وفيه زرين ،زر لونه احمر،وزر لونه اخضر ،وقد كان تحت الزر الاحمر صورة ذباب ،وتحت الزر الاخضر صورة إنسان .لم يعلم سعد ماهذا فهو ليس بجوال أو اي شي مالوفاً لديه لكن سعد ضغط على الزر الاحمر وفجاة راى سعد نفسه ذباب يطير في الهواء!!!!
تعجب سعد ثم ضغط على الزر الاخضر فعاد إلى صورته الاولى ،اخذ سعد يبحث عن الجهاز في يده فلم يجد ًولكنه احس بشي ملتصق بصدره ، إنه الجهاز التصق بصدره حاول سعد ان ينزعه ولكن دون جدوى اغلق سعد زر قميصه وهو متعجب ومذهول من هذا الامر الذي حدث له .
لكن سعد ادرك بان ذلك الجهاز سوف يفيده بتحقيق حلمه للذهب الى المدينه .عاد سعد قبل غروب الشمس الى البيت ،ووجد خاله وخالته فسلم عليهما ثم جلس يستمع الى احاديثهم ،ثم قال لخاله: ياخال اريد ان اذهب للمدينة .
نظر الخال الى سعد متعجبا ثم قال:ولكنك لاتملك نقود لكي تذهب للمدينة .
قال سعد:سوف اذهب كي اعمل .
الخال:هل قصرت عليك في شي كي تعمل ؟
سعد:يشهد الله إنك لم تقصر على في شي وإنك عاملتني كابنك ،ولكنني ياخال اريد ان اعمل لكي اعتمد على نفسي .
فوافق خاله بعد الحاح من سعد ،وقرر ان يترك سعد يقرر مايريد فهو يريده ان يعتمد على نفسه.