chapter 1

3.5K 109 21
                                    

حين يكرهك الجميع ،حين تصبح منبوذا من قبل الجميع ،حين تشعر بالوحدة، لاتوجد ذكريات جميله ، لاتجد احداً بجانبك ، تفتقد شخصاً لاتعلم من هو ، ،هكذا يشعر ذالك الفتى الذي يبلغ السادسة عشر من عُمره ، لقد كان تعيساً طِوال حياته ، تعذب على ايدي والده او بالصيغة التي يسميها هو "السفاح" ، تركته والدته عند والده و ذهبت مع رجل آخر

كان صغيرا حينها لم يكن يعلم مالذي كان يجب فعله لقد كان بعمر الخامسة  ،لقد اشتاق الى حنان وعطف والدته كثيراً

في ذالك الوقت تمنى لو أنه حظي ببعض اللمسات منها قبل رحيلها، تمنى اشياء بسيطه لا يعتقد انها سوف تأثر كثيرا على رحيلها لكنه عندما كبر فهم كل شيئ ؛

والآن هو يجلس على تلك الأرضية القارصة البروده يرتدي ملابس خفيفة ، يصرخ بإسم ابيه ويرتعش من البرد ، جلس وضم ساقيه الى صدره ، أمال رأسه قليلاً وأسنده على الحائط ،استجمع انامله الصغيره ونفخ فيها،لعله يدفِئ نفسه قليلا، إغرُقَّت عيناه العسليتين بالدموع  ثم تحدث بصوت مرتجف وهادئ "لما لا تريدني؟ مالذي فعلته لك؟ أنا لم افعل شيئ خاطئ " ثم صرخ بقوة"انا لم افعل شيئاً خاطئاً!" ثم انهمر بالبكاء واصبح يردد "اريد الموت اريد التخلص منك"

كان مشوش الذهن لم يعلم ماللذي يفعله، وكان صوت شهقاته المتداوية عالٍ جدا، وكأنما الجدران كانت تواسيه بصمتها

سمع صوت اقدام تتجه نحو الباب ، علم ذالك الفتى ان تلك هي نهايته ، أصبح يرتجف بقوه سرعان ما زحف الى زاويه الغرفه ووضع يديه فوق رأسه ليحمي نفسه ،هو يظن انه سيحمي نفسه بتلك الطريقه لكن هنالك شي بداخله يخبره أنه سوف يلقى حتفه هذه الليله لامحاله

صوت المفاتاح يقتحم المقبض ويفتحه ببطئ شديد ،هذا كافي لدبّ الرعب داخل قلب الصغير

ظهر رجل عمره مايقارب الأربعين ويحمل عصى من الخيزُران في يده اليسرى

صرخ الرجل موجهاً كلامه للفتى "أيها العاهر لما تصرخ هكذا؟، لقد افسدت متعتي"

واخيرا ذالك الفتى استجمع قواه ولأول مرة في حياته يواجه والده " لما تحتجزني هنا؟ لمَ لا تحبني؟ انا لم افعل شيئا خاطئاً " ثم صرخ"ألست أبنك ؟"

توسعت عين الرجل وترنح قليلا كأنما هو مخمور، لقد كانت رائحه الخمر تفوح منه بالفعل ، ضحك بسخرية ثم تحدث بستنكار" انت؟ ..انت هل قمت بالرد علي؟"

تحدث الفتى بكل قوته رغم الخوف المسيطر عليه "اجل ، انا حقا سئِمت من معاملتك"

ركض ذالك الرجل قوي البنية نحو ذالك الجسد الصغير ، و بدأ يضربه بتلك العصى التي تفوق جسده حجما ، صرخ الفتى بصوت مرتجف"اتركني! "ثم اردف بصوت مهزوز "ارجوك"  لم يستمع والده له بل ظل يزرع علاماته التعنيفيه في جسد الصغير وكأنما هو دميه يفرغ غضبها عليه ، بعد مده لم يبدي الفتى اي ردة فعل فقد تخدر من الألم ؛

لا مفر منه bxbحيث تعيش القصص. اكتشف الآن