ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻀﺎﺭﺓ
ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ -:
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ ( ﺳﺎﻡ ﻭﺣﺎﻡ ﻭﻳﺎﻓﺚ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺴﺖ
ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﻟﻼﻋﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ
ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻫﺪﻡ ﺻﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﺳﺖ ﺍﻟﻜﻮﺷﻲ Cushitic
Caste ﻫﻮ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ( ﻗﺪﻣﺎﺋﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ
ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻗﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻋﺮﺍﻕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﺑﺮﺯﻭﺍ ﺍﻥ
ﻟﻮﻧﻬﻢ ﺍﻻﺳﻤﺮ ﻫﻮ ﺍﻻﻓﻀﻞ ﻭﺳﻤﻮﺍ ﺍﻧﻔﺴﻬﻢ _ ﺭﻳﻤﻮﺗﻮ _ ﻭﺗﻌﻨﻲ
ﺧﻴﺮ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ
ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻻﺟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺭﻋﻤﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ 1168-1198
ﻕ . ﻡ) ﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺎﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ
ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ( ﻣﻠﻮﻙ، ﻛﻬﻨﺔ،
ﻧﺒﻼﺀ، ﻋﺎﻣﺔ) ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﺑﻨﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ .
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺑﺈﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﺘﻤﺎﻳﺰﺓ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻣﻮﺭﺛﺔ
Genetically Transmitted ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻬﻢ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
ﻣﺘﺤﺪﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﺻﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ Homo
Sapiens ﻛﻤﺎ ﺍﻭﺿﺢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ
ﻃﻮﻳﻞ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻷﺳﺎﺱ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻭ
ﺟﻴﻨﻲ ﻟﻸﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻤﻮﺭﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ
ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﺑﺎﻻﻋﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﻧﻮﻉ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﻌﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻧﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻧﻈﺮﻳﺔ
ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ
ﺍﻻﻳﺤﺎﺀ ﺑﻪ ﺑﻤﻘﻮﻟﺘﻬﻢ ﺍﻥ ﻟﻮﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻣﻼﻣﺤﻪ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻱ
ﺫﻛﺎﺋﻪ ﻭﺍﺑﺪﺍﻋﻪ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻣﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﻦ
ﺍﻻﺻﻔﺮ ﻭﺍﻻﺳﻮﺩ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ( ﻗﺮﻧﻲ ﺍﻟﻜﻠﻮﻧﻴﺎﻝ)
ﺍﺷﺘﺪﺕ ﻭﻃﺄﺓ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺮﺑﻂ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ
ﻭﺍﻻﻳﺪﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﻻﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ Physical Anthropology ﻓﻈﻬﺮﺕ ﻧﻈﺮﻳﺔ
ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﻭﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻋﺮﺍﻕ ﻧﻘﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ
ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻦ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﻨﺬ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻲ
ﻧﻘﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ( ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻳﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺩﻋﺖ ﺗﻔﻮﻕ
ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻵﺭﻱ ) ﺛﻢ ﺗﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻋﺮﺍﻕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻱ ﺍﻻﺑﻴﺾ
ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻲ ﺍﻻﺻﻔﺮ ﻓﻲ
ﺷﺮﻕ ﻭﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﺓ
ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ ﻭﺯﻋﻢ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻱ
ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﻓﻀﻞ ﻭﺍﻟﻤﻬﻴﺄ ﻓﻄﺮﻳﺎ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﺻﻔﺮ ﺗﺎﺑﻊ ﻛﺴﻮﻝ (ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺟﻮﻥ
ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ) ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻻﺳﻮﺩ
ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺍﻱ ﺍﺳﻬﺎﻣﺎﺕ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﻛﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﻟﻜﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺿﻌﻔﺖ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺭﻭﻳﻨﻴﺔ
ﻭﺗﻢ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻘﺴﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻲ ﺗﺴﻌﺔ ﺍﻋﺮﺍﻕ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻇﺮ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺳﺘﺮﺍﻟﻲ ﻭﺍﻷﺳﻴﻮﻱ
ﻭﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻭﺍﻟﺒﻮﻟﻴﻨﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﻴﻼﻧﻴﺰﻱ ﻭﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻧﻴﺰﻱ
ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ .
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﺍﺷﺘﺪ ﻭﻃﺌﻬﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﻤﻖ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻊ ﺣﻤﻠﺔ ﻧﺎﺑﻮﻟﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ
ﺍﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻧﺬﻫﺎﻟﻬﻢ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﺩﻟﺔ
ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺻﻨﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ
ﺑﺨﺴﻮﺍ ﺣﻘﻪ ﻓﺈﺑﺘﺪﺃﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻋﻠﻲ
ﺍﻱ ﺍﺭﺿﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺭﺻﻴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ
ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ
ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ
( ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺍﺭﺑﻌﺔ ﺍﻭ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺟﻢ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻋﻴﻨﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻴﻔﺤﺼﻮﻧﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻤﺜﻼ ﺑﻌﺪ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺍﺫﺍ ﺍﺗﻲ ﻋﺎﻟﻢ
ﺍﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﻓﺤﺺ ﺍﻟﺠﺜﺎﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
2 ﺳﻴﺨﻠﺺ ﺍﻟﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ؟ .(!
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﺮﺯﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺤﺪﺩ ﻧﻮﻋﻴﺔ
ﺍﻋﺮﺍﻕ ﺳﻜﺎﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻻﻭﻝ (ﺍﺳﻮﺍﻥ) ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ
(ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ) ﻭﺗﺨﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻭﻛﺮﺩﻓﺎﻥ
ﻭﺳﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﻫﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﺻﺮﻱ
ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻻﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ
ﻫﻲ -:
-1 ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻻﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻲ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﻕ
ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻱ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻨﻈﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﺇﻟﻴﻮﺕ ﺳﻤﻴﺚ
ﻭﺩﻭﻏﻼﺱ ﺩﻳﺮﻱ ﻭﻫﻴﺮﻣﺎﻥ ﻳﻮﻧﻜﺮ ﻭﻛﺮﺳﺘﻴﻦ ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ
ﻭﺳﺘﺮﻫﻮﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻜﺮﻭ ﻭﻧﺒﺘﺔ ﻭﻛﺮﻣﺔ ﻭﻧﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﻞ ﻭﻣﺮﻭﻱ ﻭﺍﺳﺘﻨﺪﻭﺍ ﻛﺬﻟﻚ
ﻋﻠﻲ ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺭﺍﻳﺰﻧﺮ ﻭﻣﻜﻤﺎﻳﻜﻞ ﺍﻥ ﺍﺻﻮﻝ ﺳﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﻗﻮﻗﺎﺯﻱ ﺍﺑﻴﺾ ﻭﻋﺮﻕ ﺍﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﺳﻮﺩ
ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﺖ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻳﻴﻦ ﻭﺍﺧﺘﻼﻃﻬﻢ
ﻛﻤﺎ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﻣﻠﻮﻙ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ
ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻱ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﻐﻄﻮﺍ ﻋﺠﺰ ﻧﻈﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻲ
ﺑﺤﻮﺙ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺭﺻﻴﻨﺔ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻌﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻱ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻲ ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻴﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ
ﺑﻌﻘﻞ ﺧﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺒﻖ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻠﻢ
ﺍﻻﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﻓﻲ
ﺍﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .
-2 ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﺷﻬﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻵﺛﺎﺭﻱ
ﺃﺭﺍﻛﻞ ﻭﻫﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺑﺴﻴﻂ
ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﻌﺪ ﺁﺭﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻱ ﻭﺍﺧﺘﺮﻉ ﻋﺮﻕ ﺑُﻨّﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ
ﺳﻤﺎﻩ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻭﺧﻠﻄﻪ ﻣﻊ ﻋﺮﻕ ﺯﻧﺠﻲ
ﻣﺤﻠﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻥ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﻳﺮﺟﻊ
ﻣﺼﺪﺭﻩ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ( ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻧﻪ ﻋﺮﻕ ﺳﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻭﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻻﺷﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺦ ... ) ﻭﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﺸﺎﻣﺒﻮﻟﻴﻮﻥ ﻣﻔﻜﻚ ﺷﻔﺮﺓ
ﺣﺠﺮ ﺭﺷﻴﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺒﺮﺭ ﺑﻬﺎ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻱ ﺍﺛﺮ ﻟﻠﺮﺟﻞ
ﺍﻻﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺘﻬﻢ ﻫﻮ ﻭﺯﻣﻼﺋﻪ
ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺎﺕ ﻓﺈﺧﺘﺮﻉ ﺟﻨﺲ ﺍﺳﻄﻮﺭﻱ ﺯﻧﺠﻲ ﺍﺑﻴﺾ
ﺍﻟﻠﻮﻥ؟ .!
-3 ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻭﻣﻦ ﺭﻭﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮﻳﻦ ﺍﻻﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﻴﻦ ﻗﺮﻳﻦ
Greeneﻭﺟﺮﻓﻦ Gerven ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻋﻠﻤﻲ
ﺭﺻﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻨﺒﻄﻮﺍ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ
ﺧﺒﻂ ﻋﺸﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺗﻔﺘﻘﺮ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺯﻣﻨﻲ ﺩﻗﻴﻖ ﻭﺭﻏﻢ
ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﺟﺎﺑﺎﺕ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﺻﻞ
ﺷﻌﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻘﻂ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺍﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻁ ﺑﻌﺮﻕ ﺧﺎﺭﺟﻲ
ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪ ﻭﺍﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﺴﺤﻨﺎﺕ ﻭﺣﺠﻢ
ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ ﻭﻧﻮﻉ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻧﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺭﻭﻳﻨﻴﺔ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻻﺕ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻻﻟﺘﻘﺎﻁ ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺘﺠﻮﻟﺔ ﺍﻟﻲ ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮﺓ .
-4 ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺑﻴﺘﺮ ﺗﺸﻴﻨﻲ ﻭﺑﻌﺾ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮﻭﺍ ﺑﻤﺨﺮﺟﺎﺕ
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﻓﺘﺤﺎ ﻣﺬﻫﻼ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺍﻟﻲ ( ﺍﻥ ﺷﻌﻮﺏ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻫﻢ ﻧﻮﻉ ﺍﺳﺎﺳﻲ ﻭﻣﺘﻤﻴﺰ ﻭﻇﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻗﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﺒﻬﻮﻥ ﺍﻟﻲ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ) ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻗﺒﻮﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻹﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺃﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺔ
ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﺗﺠﻨﺒﻬﺎ ﺍﻏﻼﻁ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻱ ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﻨﻴﺪ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺆﺭﺧﻴﻦ ﻣﻤﻴﺰﻳﻦ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺑﺮﻧﺎﻝ
ﻭﺟﻮﺭﺝ ﺟﻴﻤﺲ ﻭﺍﻧﺘﺎ ﺩﻳﻮﺏ ﻭﺍﻳﻔﺎﻥ ﻓﺎﻥ ﺳﻴﺮﺗﻴﻤﺎ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ
ﺟﻮﺧﻨﺎﻥ ﻭﻓﺮﺍﻧﻚ ﺳﻨﻮﺩﻥ ﻟﻺﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﻔﺖ
ﺍﻻﺻﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺑﺴﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﺗﻌﻀﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻵﺛﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ (ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻷﺛﺮﻱ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻌﻔﺎﺽ ﻭﺍﺭﺟﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻲ 70000 ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ) ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺟﻢ ﻭﻫﻴﺎﻛﻞ ﻋﻈﻤﻴﺔ
ﻭﻣﺴﺘﺨﻠﺼﺎﺕ ﺷﻌﺮ ﺍﺿﺤﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﻳﺜﺒﺖ
ﺍﻛﺜﺮ ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺍﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺈﻣﺘﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻣﻦ ﺍﺳﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻲ ﺳﻨﺎﺭ ﻭﻋﻠﻲ ﺿﻔﺘﻲ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ ﺍﻷﺯﺭﻕ
ﻭﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺳﻬﻮﻝ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻭﺳﻨﺎﺭ
ﻭﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻫﻢ ﺷﻌﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪ ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﺗﻄﺮﺃ
ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﺇﺛﻨﻴﺔ (ﻋﺮﻗﻴﺔ) ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ
ﺿﺨﻤﺔ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﻣﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ
ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻻﺭﺽ .
ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻷﻋﻢ ﻭﺍﻷﺷﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫ ﺑﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ
ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ
ﻳﻘﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻻﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻻﺧﺮﻱ ﻭﺍﻥ
ﺍﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻪ ﻫﻲ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻫﻲ
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ Out of Africa ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ
ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﻋﻠﻲ ﻣﺮ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻴﻌﻢ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺧﺮﻱ ﻭﺑﺼﻔﺔ ﺍﺳﺎﺳﻴﺔ
ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ، ﻭﺗﻘﻒ ﻗﺒﺎﻟﺘﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ
ﻓﻲ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻢ ﺗﻔﻨﻴﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﺣﺘﻲ ﺍﻵﻥ
ﻋﻠﻲ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻋﻈﻤﻴﺔ ﺍﻗﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﺳﻴﺎ
ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻭﺿﺢ ﺍﻥ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﺣﺘﻲ 8500 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺳﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻛﺼﻴﺎﺩﻳﻦ ﻓﻲ
ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺛﻢ ﺍﺗﻲ ﻋﺮﻕ ﺍﺳﻤﺮ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻦ
ﺍﺳﻴﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻴﻨﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻓﺈﺧﺘﻠﻂ ﺑﻬﻢ ﻓﺘﺒﻴّﻀﻮﺍ ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻊ
ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺧﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻻﺻﻘﺎﻉ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ .
ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ -:
** ﻭﺭﻗﺔ ﺑﺤﺚ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻻﻭﺳﻂ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺳﺎﻣﻴﺔ
ﺑﺸﻴﺮ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ
2013 ﻡ .
** ﺁﺭﺍﻛﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ 1960 ﻡ .
** ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺑﺮﻧﺎﻝ، ﺍﺛﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﺍﻟﺠﺰﻭﺭ ﺍﻻﻓﺮﻭﺁﺳﻴﻮﻳﺔ
ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ، ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ 2004 ﻡ .
** ﺷﻴﺦ ﺃﻧﺘﺎ ﺩﻳﻮﺏ، ﺍﻻﺻﻞ ﺍﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ 1974 ﻡ .
** ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ، ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ .
** ﺍﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ، ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻣﻨﻈﻮﺭ
ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ 1990 ﻡ .
** ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻛﻠﻮﺩ ﻟﻴﻔﻲ ﺷﺘﺮﺍﻭﺱ، ﻛﺘﻴﺐ ﻟﻸﻭﻧﺴﻜﻮ
1952 ﻡ .
أنت تقرأ
حضارة وادي النيل
Historical Fictionحقائق ومعلومات قام بجمعها واعدادها شمس الدين حسين جبارة /جامعة الجزيرة بجمهورية السودان