تبدأ الرواية من يوم الاعلان عن أكبر حدث شهدته المملكة وهو المنافسة على لقب الملك الجديد، مبارزة بين أقوى الأمراء والمبارزين الذين عرفوا آنذاك من أجل الظفر بشرف الجلوس على كرسي العرش.
لكن في الحقيقة كان الكرسي محجوزا مسبقا وكان مقررا ان يكون امير المملكة العباسية خليفة وهذا لتعزيز العلاقات والاستنجاد بهم لتحسين اوضاع المملكة التي كانت في تدهور مستمربعد التفرقة والفتنة في أوساطها، فقد أصبح الشعب لا يثق في حكامه ولا حتى جيرانه، كان دوما هناك تخوفات وشكوك وريبة بادية على وجوههم الامر الذي زاد من حجم الفجوة والانقسام الذي تم في المملكة. حيث كان هناك مملكتين شمالية وجنوبية وهذا منذ سنين.
رغم جهودات المبذولة لفتح الحدود بين الطرفين الى ان هناك دوما أطراف تقف عائقا وتحول الى تجميد المحاولات ..... الى ان كبرت الاميرة سهيلة، اميرة مملكة الشمال واصبحت في سن الزواج. الاميرة لم ترضخ للواقع، كانت تندد دوما بالتذلل وطلب المساعدة من الملوك المجاورة كانت تجد ان الوحيد الذي سينقذ المملكة هو شعبها فقط، في نظرها فكرة الزواج حتى ولو مصلحة فقط كانت مساسا بكرامتها وكرامة شعبها، لكن المجلس لم يغير رأيه مهما حاولت ....الى ان جاء اليوم الموعود، يوم اعلان خطبتها امام اهل المملكة كان الخطاب ديبلوماسيا وسياسيا اكثر مما هو مناسبة مفرحة والجميع توقع الخبر بعدما تم تداوله لشهور ، لكن الفتاة لم ترضخ وتصدت له بقولها : "أنا سأقبل بمن سيختاره شعبي لي انا أعلم ان حبهم لي هو من حبهم لمملكتنا ولهذا انا ادعو الجميع هنا واكرر، قراركم سيحدد مصير المملكة ومصيركم قبل مصيري وانا سأثق بقرار أهلي".
لقد تلقت الاميرة بكلامها غضب وسخط الجميع من مجلس الشيوخ لكنها لم تيأس، ارادت ان توضح مبدأها....لما لايكون هناك منافسة نزيهة بين اقوى المبارزين لتحديد الزوج المثالي الذين تدَعونه، لما لاندع الشعب يشارك في القرار هذا سيعيد ثقتهم فينا وانا لن اجادل من، هذا وعد حتى وان فاز اميركم المنشود، ألن يكون هذا عادلا؟ سيستفيد الجميع واولهم نحن، ألا توافقونني؟ .....الاميرة كانت ذكية كفاية لاقناع بعض اعضاء المجلس لكن رغم هذا البعض الآخر رفض الفكرة وندد بها....... الى يوم زيارة وفد المملكة العباسية وعلى رأسهم أميرها وكان من المقرر تحادث الاميرين في امور الزواج، لكن مجددا الاميرة لم ولن تستسلم وعلى مأدوبة العشاء قامت امام الجميع وطرحت فكرتها بثبات، تعجب الوفد من الامر وحاول المجلس تفسير الوضع على ان الاميرة مرحة وتحب الترفيه، لكنها لم توقف الموضوع وواجهت الامير"ان كنت حقا تريد عرش والدي عليك ان تثبت جدارتك امام شعبي وانا متأكدة انك ستتمكن من ذلك، هل انا مخطئة؟" تحدته بكلامها الذي قابله بابتسامة باردة "أهذا ما تريده زوجتي المستقبلية؟" لقد كان في كلامه شيء من الاستفزاز الذي لم تتحمله....حاول المجلس تهدأة الوضع واسكاتها لكن الامير وقف بالمرصاد على انه لم ينزعج ولايجوز ان يتدخلوا في حديثهما. الامير كان قوي الشخصية وداهية وكان لكل كلمة عنده وزن كبير "دلال الأميرات معروف وان كان هذا طلبها فانا اقبله بصدر رحب، آآتوني بأي فارس أردتم من المحيط الى الخليج لايهم عددهم فأنا حجزت مكاني مسبقا وسأحجزه في قلبك هذا قريبا جدا" ...... الاميرة لم ترتح لكلامه.....هي ببساطة لم تحبه......
أنت تقرأ
المملكة السوهابية
Historical Fictionالمملكة السوهابية ماهو الا اسم لأكبر تجمع شعبي موحد، هي مملكة ظهرت وسط نيران الفتنة وبقيت صامدة وشامخة، هي مملكة تآمر عليها الكثير وحاولوا جاهدا اسقاطها لكن الأميرين تصدا لهم وضحوا لحماية مابني بين شعبيهما....أميرين بعظمة اسميهما ولدت المملكة السوها...