(الجزء الثالث و الثلاثون .. فوت كومنت شير .. عندنا مطر و اجازة و حركتات ، احب الحياة )
•••
"أبي!" قلت بصوت مرتجف ليبتسم هو إبتسامة ضعف ممزوجة بسعادة صغيرة
"إٱمر" قال بهمس
"أمي توفيت ؟" سألته و أنا ٱمرر لساني على شفتاي
أخفض رأسه "منذ ولادتك" قال و بعدها تحررت قيود أنينه و شهقاته الخافتة "لقد تحَملّت الكثير و صبرت من أجلك ، عانت في يوم و لادتك حت ماتت"
إنعدمت ملامحي لأصبح ضائع تماما في إحكام أمري
"لـ-ل-لقد تركتك هناك ، بالقرب من الدار حتى أخذوك ، و عندما علمت بأمر تربيتك في ذاك الدار خالجني شعور الراحة و الطمأنينة و كأن هناك جبالاً كبيراً ٱزيح من على كاهليّ ، و لكني كنت أراقبك ، أراقب كل أفعالك ، خروجك و دخولك إلى الدار ، ضحكاتك و سخريتك مع أصدقائك ، بقيت على هذه الحال حتى إنتقلتم ، آنذاك كنت أراقب المكان جيداً ، و للأسف ، لم أراك تضع حقيبتك المهترئة عند بوابة الدار الرئيسية مع حقائب أصدقائك ، بل رأيتك تخرج برفقة رجل غريب و تذهب معه في سيارة خاصة ، و كانت ملامح السعادة منقوشة في كل قسم من تقاسيم وجهك!"
بلع ريقه و تنفس الصعداء "و بعدها ذهبتُ الى الدار المقصود و لم آراك مع رفاقك ، حزِنت كثيراً حينها ، لأن الدار الذي ذهبوا إليه بعيداً جداً عني و سيكون أمر مراقبتي لك صعبة ، و لكنك أصبحت تأتي لهنا مراراً و تكراراً لرؤية بِن ، حتى علمت بالأمر ، و ها قد حدث ما حدث" هز رأسه و غاص مرةً ٱخرى في بكائه و أنينه الذي يحاول في أن يكبته
وضعتُ يداي على وجهي لحجب كل ما أراه ، أخذتُ أتنفس بعمق غريب و من يراني يظن بأنني أودع الحياة .
"انا لا ٱريد منك سوى أن تكون سندي و عكازي الذي أرتكي عليه" حاله مغلوب عليه ، انه مهموم و مستاء
"لا أظن ذلك" قلت بشرود ، ليرفع رأسه و يثبت عيناه الحمراوتان كحمرة الدم عليّ
"كنت أعلم" قال بأسى هازاً رأسه بغير تصديق في يمناه و يساره "ليس لدي طاقة التحمل على أيةَ حال" أرخى ظهره على الحائط الذي خلفه بإنهيار
تنهدت و أعتمدت على رجلاي الضعيفتان "و-- ود- وداعاً" بقوة عجيبة نطقت ثم خرجت مسرعاً من المنزل دون أن ٱبالي بأمره
أغلقت معطفي و حميت يداي بداخله ، ثم أخذت أمشي مبتعداً عن كل من أعرفهم ، إلى مكان خالي في هذا الأفق البعيد ، إلى مَن كان مِن أولوياتي ، يا ترى من سيفهمني غيرها؟
إن ذهبت إلى بن ، سيقول لي هذه حقيقتك
إن ذهبت إلى روز ، ستقول تفاهات و أكاذيب
إن أخبرت أمي ، ستغضب و تنهرني
قمت بفتح السياج بهدوء و تقدمت للداخل ، فرأيتها تخطو بخطوات صغيرة من الفناء الخلفي متخذتاً طريقها لداخل منزلها و في يدها عصا صغيرة جداً و قطعة قماش .
أنت تقرأ
Foundling | لقيط
Novela Juvenilحياتي هي مجرد لعنات فقط هل تريد ان تجرب إحداها؟ All Rights Reserved © by Bashair18