فِي الأَهراماتْ

82 3 2
                                    


في يوم مشمس، ذهبت مع قافله لكي أعرف وجهتي، كنا في طريقنا نسلك الطرق الطويلة والصعبة، نتمرر فيها بصحراء ثم بوادٍ شاجن ثم نعاود الصحراء، فأفل الليل، ونام الجميع عدا أنا، كان من المعسر جدا المبيت في هذا المكان، كان قاحلا من الأشجار، ورماله تتطاير كالرذاذ، نظرت إلى الجميع وكان كلاً منهم في سبات عميق، نهضت ونفظت عني الغبار، جلست تحت صخره انظر الى السماء، كانت كالدملوك يتخللها نقاط بيضاء لامعه، وبينما كنت أتأمل غطت في النوم.

أستيقظت وكان كل شيء ظلام دّجدّاج، لم أستطع الرؤية قط، كل ماعلي التحسس فقط، جاء بريق من نورٍ خافت، ثم أختفى، عاد مرةً أخرى وأختفى، مكث على هذه الحاله ولكن عندما يعود يكون البريق أقوى من ذي قبل، أستمر حتى أتسق الضوء، نظرت حولي بشغف وكأني ضرير للتو أبصر، كل شيء يستحوذة اللون الذهبي، الحائط تملأه طلاسم ورموز الفراعنه، موزعه في زوايا الغرفة تماثيل للمومياءِ والخنزوان!، بدأت أخطوا للأمام اتحسس هذه الطلاسم، لامستُها وكانت منحوته جيدا،أختفى الضوء فجأه مما سبب لي الخوف، بدأ يظهر وميض أبيض ناصع واختفى مرةً أخرى ثم عاد، نظرت حولي ووجدت بوابة كبيره تؤدي الى الخارج، كان ليل قاتم السواد، وهناك جبال مرصوصة كالسلسلة المتشابكه، وجدت حيوان غريب ينظر إلي من فوق الجبل البعيد، حين لاحظ تدقيقي إليه ترمع واختفى، جريت الى الخارج كان المكان كالوادي الذي لم تكن فيه حياة، جريت نحو الجبال، فبالتأكيد هناك حيوان أشبه باليلقة فهناك حياة، بينما وانا اجري التفتُّ ليمنتي كان هناك من يراقبني، اغمضت عيني لكي لا أخاف فبهذا لا أستطيع النجاة، فجأه استوقفني صوت منبثق من احدى الجبال، كان عاليا مهيبا، بحثت عنه، وجدت احدهم يقف فوق أعلى قمة الجبال، كان من الواضح انه جرهس بطولة المهيب، قال لي يخاطبني:
"الرمسيس يكيد لكِ ولمن هم هنا على تقصيرهم"
لم أفهم مايعنيه، نظرت حولي ولم أجد سواي، أجبته:
"لم أفهم، فلا يوجد الا انا في المكان"

"والخناز المنتشرة؟!"
لم تكن هناك أي خناز، تسفهت الرياح فجأه، مما جعل شعري يتطاير:
"دخرص لي الأمر"

"الخروج غاية لاتدرك"
كلماته تزيدني رعب، ولكن فهمت مغزاه، أجبته فورا:
"ان كنت تستطيع فأفعل وان لم تكن كذلك فلا ترهقني"
أجابني فورا:
"هناك فجاج في هرم خوفو كثيرة، أبحثي عن بوابة تكنى ببوابة خفرع، قطة ذهبية تتوسطها مهو، هذا هو المطلوب"
فأنباص الرجل، احسست بصدمة على قدميّ، نظرت ووجدت اناء مملوء بالماء فأجتفت مافيه كله، بدأت اكمل سيري اترقب المخرج، جلست أستريح قليلا واغمضت عيني، فتحتها وقد اصبحت في مكان غير الذي كنت فيه، بدأت افتح الابواب؛ هل أسميها أبواب؟ بل بوابات تستهلك كل القوى، وصلت لبوابه وفتحتها دون قراءة اسمها، انتفض الغبار متطايرا لتدخل حبيباته في مجرى تنفسي مما جعلني أسعل بقوة، نظرت للغرفه، لاحظت بريق في أقصاها، سرت حتى مددت يدي فأختطفت المجسم، لم أكن أعرف ماهو ولكن كنت أضنه مجسم من الروازق!، خرجت ومعي المجسم بيدي، نظرت إليه وكان بالفعل هو!!، إنه القطة الذهبية المزعومه، ابتسمت بالإنتصار، جريت ابحث عن المخرج حتى وجدته، ذهبت الى المكان الذي كنت أخاطب به الغريب، صرخت:
"لقد وجدتها بالفعل، القطةُ نفسها"
بدأ شيء أمامي بالتشويش لم يلبث الا وهو في نفس مكانه قائلا:
"وهل تعتقدين خفرع سيغفر"
تلاشت ابتسامتي :
"ألم تقل انني إن وجدتها سأجد المخرج؟"

Golden Catحيث تعيش القصص. اكتشف الآن