أجنحة ديدالوس؛ قراءات في السرد العربي المعاصر

100 2 0
                                    



أجنحة ديدالوس

محمد يوب

كتاب نقدي

2015M02723

978-9954-35-971-6 مطبعة البوغاز - مكناس

مستهل تعريفي لابد منه

عندما نقرأ نصوصا سردية نزداد معرفة بمعيشنا اليومي وبمسلسل حياتنا وهي تمر أمامنا في شكل متواليات سردية متخيلة؛ وعندما نحلل هذه النصوص ونفكك مفصلياتها؛ نزداد عشقا وحبا لها؛ هذه المتعة وهذه اللذة لا يمكن تحقيقها إلا بواسطة النقد الأدبي الذي يفتح لنا مجالات أوسع لكشف مغاليق هذه النصوص واقتفاء أثر محمولاتها؛ لأن النقد الأدبي هو أكسيد التفاعل بين النص الأدبي و القارئ.

والكتاب الذي بين أيدينا هو وليد نقاش طويل مع الأديب أنيس الرافعي الذي أشار إلي بالكتابة عن أدباء عرب لم تحترق أجنحتهم كما ديدالوس؛ فكان عبارة عن مساحات نقدية لأعمال هؤاء الأدباء الديدالوسيين؛ حاولت من خلاله إطلاع القارئ العربي على نماذج من السرد العربي المعاصر؛ رواية وقصة قصيرة وقصة قصيرة جدا؛ لأدباء معاصرين؛ راهنت عليهم؛ ومازلت أتتبع خطاهم؛ ومسيراتهم الإبداعية؛ محاولا معرفة من سيكون ديدالوس الذي يقترب من كبد السماء؛ يجانب أشعة الشمس وبريقها دون الاحتراق بلهيبها.

سأتتبع من خلال هذا التيه السردي مسيرة بعض الأدباء العرب؛ وهم يخوضون غمار هذا العالم المتخيل المدهش الذي شغل البشرية على مر التاريخ؛ لأعرف من منهم "ديدالوس" الذي يصنع أجنحة له؛ يطير بها وينجو بنفسه؛ وبمواهبه؛ ومن منهم "إيكاروس" الذي يغتر بجناحيه؛ ويحترق بلهيب الشمس وأشعتها.

ووسيلتي في دخول رحاب السرد العربي المعاصر؛ اعتمادي على منهج منفتح على كثير من الأدوات والميكانيزمات النقدية؛ مستخدما إياها بطريقة مرنة تتلاءم وطبيعة النصوص المقروءة؛ وبحسب ما تتيحه هذه النصوص من بنيات ودلالات.

وأشير بأنني لم أعتمد في هذا الكتاب على فرش نظري؛ لأنني أومن بأن الكتابات النظرية عن النقد الأدبي بالرغم من أهميتها؛ لايمكنها أن تكشف لنا ما نبتغيه من هذه النصوص السردية؛ لأن هدفنا هو إنماء ملكة التحليل النقدي في نفوس قرائنا.

وأملي أن يشاركني القارئ العربي متعة القراءة؛ ولذة التحليل؛ مستمتعا معي بما تجود به هذه النصوص السردية من تتبع وتقصي لتفاصيل وفسيفساء الواقع والغوص في نفسيات من يكتوي بناره.

الشخصية الثائرة والبعد التراجيدي

في رواية " الثائر" للأديب محمد الغربي عمران

إن العنوان في أي عمل أدبي يمثل في أحد مستوياته استباقا سرديا يكثف محتوى ودلالات النص الأدبي؛ وفي مجال التلقي يوجه القارئ إلى القراءة المحددة التي يتغياها الكاتب؛ لأنه يتخذ كمنطلق أساسي افتراض القارئ الذي يريد. والروائي محمد الغربي عمران يريد قارئا متتبعا لتاريخ اليمن السياسي في فترة زمنية محددة هي فترة الثورة على الإمامة من أجل تغيير النظام من الإمامة إلى الجمهورية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 05, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أجنحة ديدالوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن