Foundling | لقيط

37

(الجزء السابع و الثلاثون .. فوت كومنتز شير)

•••

"لقد قررت" همست و أنا أخرج من الحمام متخذاً قراري المصيري معي

تقدمت إليهما و رأيت كريس مستند بظهره على الجدار و مغمض عيناه ، بينما بوب مازال مكانه ينظر للاشئ ، حزمت نفسي و لممت رباطة جأشي

"لقد" قلت ليفتح أبي عيناه بسرعة كبيرة و ينظر لي ، أما عن بوب رأيته يخفض رأسه و يوحي للناظر له بأنه يدعوا الرب

"لقد إتخذت قراري" همست

"هيا نايل" قال أبي بحاجبان مقرونان

"و لكن يجب أن تنفذا ما أقوله ، كلاكما" رفعت سبابتي كتنبيه لهما ، أومأ ابي بينما رد بوب قائلاً "سأنفذ"

"انا سأبقى" قلت ثم إستجمعت حروفي لتنطلق كلماتي و نطقت قائلاً "انا سأبقى مع كريس ، و لكن كريس إيك و أن تمنعني من زيارة بوب في أي وقت أريد ، و أيضاً مناداته بأبي"

أطلق كريس زفير راحه و أبتسم بسعادة و من ثم أخذ يتمتم بقول "حمداً لله"

إرتسمت البسمة على ثغر بوب دليلاً على راحته هو الآخر ثم قال "أنت إيجابي بُني" ثم أخفض رأسه و عاد لهدوئه

"و لنفعل تحاليل الحمض النووي ، لأوقن بأن بوب والدي حقاً" قلت ، ليصمت كلاهما

"لا داعي يــ"

"بلا" قاطعت بوب "يجب أن أكون متأكداً من الأمر ، لا أريد أن أسبح في الشكوك و الأوهام"

نظرا الإثنان لبعضهما بتردد ثم قال أبي "يستحسن لك أن تلغي قرارك الأخر" وجه إهتمامه لي "ثم أنت لن تعود لـ"

"أرجوك أبي ، أريد إثباتا حقيقياً عن الأمر ، لا أريد علامة بأسفل معدتي أو صورة مجهولة لتنسب لي ، أو قصة قد تكون مشبــ"

"و لكنك إبني" زمجر بوب بغضب و هو يقف "أنا والدك الذي أتيت من صلبه" رفع قبضة يده بإنفعال ضاغطاً بأصابعه بقوة كبيرة "لا يجب أن تنكر" نطق بحدة

تجرعتُ هوائي بإندهاش من ردة فعله و تجردَتَ تعابيري من التوتر إلى الهلع

"أنا هو والدك ، لا تناديني بأبي ، لأنه لا يهمني" ضرب صدره بقبضة يده لثلاث مرات متتالية جعلتني أجفل "و لكن لا تنكر" همس بضعف و هو يرخي يده و ينظر لي بيأس ممزوجاً بالحزن

فجأة تجمد مكانه و يسراه تحوط رأسه بوجع ، ليقترب أبي منه "هل أنت على ما يرام؟" سأل بخوف من أن يصيبه شئ

"بخير" همس

أمسك أبي بذراعه ليقوده إلى كرسيه و يجعله يجلس ، ثم جثى أبي أمامه "ما بك ، ما الذي أصابك؟"

"أظن بأن السكر في إنخفاض" قال و يداه ترتعش "أريد شيئاً حالياً ، عصيراً ، سكر مع الماء ، أي سائل فيه سعرات حرارية عالية"