صفيح دلهمو

23 1 0
                                    

انتبهت من نومي، كان سعال ابنتي هو السبب، نهضت من فراشي إلى غرفتها، كالعادة وجدت غطاءها ملقى على الأرض، رفعته ووضعته فوقها في هدوء شديد حتى لا أقطع نومها.
وجدت هاتفي المحمول إلى جوار وسادتها، فابتسبت متعجبا من عدم يأسها من محاولة فتحه للعب به ولتصوير كل ما حولها من خلال الكاميرا الملحقة به.
- سأشتري لك واحدة رقمية حتى تتركك وشأنه.
هذا ما قلته لهاتفي وأنا أحمله في كفي
أنرت شاشته ثم ضغطت كلمة المرور كما أفعل دوما كلما جاء الهاتف في كفي
فلما انفتح وجدت كاميرا الهاتف في وضع الاستعداد
هالتني فكرة أن تكون ابنتي قد استطاعت فعلا تشغيل الهاتف وتشغيل الكاميرا، "كيف يمكن لصغيرتي أن تكون بهذه العبقرية؟ ربما أمها هي من فعلت ذلك، نعم إنها أمها بالتأكيد"
وانقضت دهشتي لأجدني أتمدد إلى جوارها فوق سريرها الصغير الذي أن تحت وطأة وزني الثقيل
وأغمضت عيني مع إغلاقي شاشة الهاتف وتمنيت لو عدت إلى النوم
وهنا قفزت من نافذة عقلي صور ما حدث صبيحة أمس في غرفة العمليات
كل ما حدث بالتفصيل ظل يعاد ويتكرر أمام عيني وكأنه يحدث مرة أخرى.

كان صوت أظافر أقدام ابنتي وهي تحتك بفراشها يزيد من توتري، "كيف لأمها أن تترك أظافرها لهذه الدرجة دون أن تقصها؟!"

وهكذا ظل عقلي تتقاذفه صور حادثة غرفة العمليات وحفيف الأظافر الذي زادت حدته بشكل افزعني، فرفعت رأسي بشكل تلقائي ناظرا إلى ناحية نهاية السرير لأجد نفس المسخ الشائه متشبثا بفراش ابنتي وكأنه يريد الصعود، كانت أظفاره هي سبب هذا الصوت وليس ابنتي، انخلع قلبي وكدت أن أموت بسكتة قلبية من شدة الفزع.

لم أقو حتى على أن أنتفض من السرير، كان ذلك الطيف الشائه يحدق في وجهي مباشرة وملامحه الشائهة مملوءة باللوعة والحقد، وهو يواصل محاولة الصعود إلى سرير ابنتي، وأنا مشلول ولا أستطيع الحراك ولا أقدر حتى على التنفس

ودفعة واحدة، نجح الطيف في تسلق السرير وصار فوق صدري وصرخ في وجهي بذات اللوعة والحقد بكلمة واحدة: "دلهمو"

فوجدتني أغمض عيني من الرعب، محاولا إبعاد وجهي عن وجهه، حتى ارتطمت رأسي بالسرير، فتوقف صوته، وارتفع ثقله من فوق صدري، فتحت عيني متمنيا أن يكون الأمر كله كابوس وانقضى
ولكن

حمايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن