عالم أسود

40 5 1
                                    


لازال مارك يجلس في تلك الغرفة المضلمة التي خصصها للراحة فقط ، غرفة فارغة موجود في القبو كل شيئ موجود في تلك الغرفة كئيب جدا, مجرد الدخول إليها قد يعكر مزاج أي شخص في هذا العالم حتى الهواء الموجود بهاته الغرفة رائحتة غريبة, مجرد استنشاقه يجلب النوم لزائرها والبقاء فيها لمدة طويلة قد يؤدي للإكتئاب ، لكن مارك لم يكن يدعو أي شخص لدخول غرفته ، في الوقت الدي كان مارك جالسا به في غرفته جائته مكالمة لم يكن يتوقعها .

مارك : مرحبا طوني لقد قلت لك لم أنه العمل بعد .

طوني : مذا أقول لك أيها الحقيرأنا مديرك لمذا تناديني بإسمي .

مارك : حسنا مذا تريد مني الآن .

طوني : تعال الى مكتبي غدا صباحا , من الأفضل لك أن يكون الحديث هذه المرة ممتعا أكتر من السابق.

مارك : حسنا .

مارك الدي صنع ثروة لابأس بها من صنع تطبيقات و ألعاب الهاتف لم يكن يحب العالم و هدا هو سبب اشتهار بعض ألعابه التي تضهر شر البشر .

لاطالما كان يرى أن هدا العالم مليئ بالسواد والنفاق .

لذلك كان مارك يتجنب جميع المناسبات العامة ليذهب لملاذه الآمن - غرفته السوداء - بعيدا عن عالم النفاق الإجتماعي الذي أعطوه اسما محترما بدوره ليصير الذكاء الإجتماعي الكل يعرفه لكن قليلون فقط من يسمونه باسمه الحقيقي, تبا لهم عالم متسخ جدا لو لم يكن قتل النفس محرما في الديانة الإسلامية لفعلها مارك بدون تردد .

لكن هذا لم يمنعه من محاولة ذلك .

اااه لقد تذكرت الآن متى كانت آخر مرة حاول فيها مارك الإنتحار ؛ في ذلك اليوم المشمس الجميل في فصل الربيع انفصل مارك عن صديقته ليندا التي أحبها كتيرا في الحقيقة هي لم تكن صديقته بل هذا فقط ما كان يضنه ذلك الغبي أما الحقيقة فهي أنه كان الوحيد المتيم بحبها نعم كان حبا من طرف واحد لكن تلك العاهرة كانت تعطيه أملا أنها ستكون حبيبته فقط لأنها كانت تجده لطيفا ، وعندما توقفت عن ذلك حطمت آخر قطعة صالحة للحياة من قلب مارك .

عندها حاول الإنتحار وقبل أن يحاول مرت عليه أسابيع سوداء مطاردا بصورتها المختبئة في عقله لقد كان يبكي لساعات لكن البكاء لم يخفف عنه ولو قليلا من الألم الذي كان يحس به عندها حبس نفسه في ذلك القبو المظلم يعيش على البكاء وأكل المعكرونة المجففة حتى صار جسمه نحيلا جداً .

حينها قرر تصفية نفسه كتب رسالة انتحار تقول عائلتي وأصدقائي يؤسفني ترككم, عندها تذكر أنه وحيد بالكامل, لقد كان الأمر مدمرا كأن العالم يقول له لا يحتاجك أحد يمكنك الرحيل, إفعلها بسرعة.

نهض مارك مسرعا الى الطابق الأرضي وأخد علبة الأقراص المهدئة ثم شربها بالكامل , خمس دقائق بالظبط سقط مارك على الأرض . هذا الغبي ضعيف جدا لقد حاول التخلص من نفسه للتو . لم تكن تكن ليندا السبب الوحيد لإقدامه على هذا الفعل الشنيع . لكنها كانت تلك القطرة الأخيرة التي تجعل الكأس يفيض . حمداً لله فعلبة الأقراص المهدئة لم تكن تحتوي سوى على خمس حبات .

لم تكن تلك الخمس حبات كفيلة بقتله لكنها جعلته يعدل عن فعل ذلك لقد كان من المحبط جدا التعامل مع كل تلك الذكريات المختبئة في جمجمته.

ومنذ ذلك الوقت وهو يعيش وكأنه ميت . الشيئ الوحيد الدي يواسيه هو صناعته لألعاب تضهر العالم الأسود على حقيقته .

مارك لم يكن شريرا لكن ألعابه كانت تضهر الشر فقط . الشر الدي نتضاهر بعدم رؤيتنا له هذا الشر جميل جدا لأنه يلمس كل ما نحب لذا صرنا بدورنا نحبه .

قرر مارك على غير عادته أن يخرج من تلك الغرفة ويدهب إلى مكتب المدير طوني , الذي إخبره أنه يحمل له أخبارا ً سارة .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 01, 2016 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

قلوب السيلوفانWhere stories live. Discover now