69 : || الخبر. ||

498 58 20
                                    

.:: الفصل التاسع والستون ::.

الخبر. 🍃

..
..

يراه أمامه ... يبتعد عنه ... و يغلق الباب في وجهه بعيدا عن أخاه ... أخاه الذي لم تلده أمه !

كان قليل الحيلة ... لم يعرف ما يفعله ... كيف له أن يتصرف ... لماذا يشعر بكل هذا الألم ؟ ... لماذا همسات كاورو له قبل دخوله علقت بهذه الطريقة في أذنه ... كيف لهذا أن يحدث ؟؟ ... كيف للأمور أن تؤول بهذه الطريقة ؟؟

كان تداسي جالسا دون أن يعرف كم من الوقت مضى و هو ينتظر ... إنه فقط يجلس كجثة بلا روح ... يجلس بحزن شديد و مهما حاول سوما التحدث معه لم يكن يصغي إليه.

سمع تداسي ممن حوله بأن الثلج بدأ يتساقط ... فقال في نفسه بصوت يائس حزين : كاورو ... لقد بدأ الثلج يتساقط ... إنه الثلج الذي تمنيت رؤيته قبل أن تموت ... أرجوك ... كن بخير !

بعد فترة لا يعلم مقدارها ... خرج الطبيب من الغرفة و على وجهه علامات الأسى ... حينما رآى نظراته شعر بوخز و ألم لكنه قرر أن يكون متفائلا ...

أعلمهم الطبيب بالخبر الأليم ... الذي نزل كالصاعقة على والديه ... فجثت الوالدة على ركبتيها منهارة و أخذت تبكي بكاء شديد و والده يكذب كل حرف قاله الطبيب !

نظر تداسي لهم بصدمة بفزع بألم ... رغم كل توقعاته ... رغم حدسه رغم كل شيء إلا أنه حقا صدم بالخبر ... فقد ظل طوال الوقت يدعو بنجاة أخيه ... لقد كذب حدسه و شعوره و كاد يصدق بأنه سينجو ...

لكن للأسف ... صدق ذلك الحدس اللعين !

من هول ما حصل لم يعد يستمع لأي مما حوله أو يستوعبه حتى ... رحيل كاورو بالنسبة له أكبر بكثير من أن يستطيع استيعابه في هذه اللحظات !

بكى سوما بشدة حين علم بالخبر أما تداسي فقد كانت عيناه تذرفان الدموع ... دموع الحزن و الأسى ... دموع الفراق ... دموع حملت الكثير من المعاني ...

شيئا فشيئا انهار تداسي و أجهش بالبكاء بقوة و قد كان نحيبه يؤذي القلب و يهز البدن !

لم يستطع أن يصدق أن أخاه قد رحل عن الحياة ... بين لحظة و أخرى !

أخذ يحدث نفسه و هو يعتصر قميصه حيث قلبه الذي بات يؤلمه بعنف : لماذا رحلت يا كاورو هكذا ؟ ... لقد بدأ الثلج بالهطول بالفعل ... إنها أمنيتك التي تمنيتها ... أرجوك كاورو افق و تحدى العالم و مرضك و إصاباتك و أخبرني بابتسامتك المشرقة أنك لا تزال على قيد الحياة !

بالنسبة لسينشو فقد وصل للتو و سمع ما قيل ... و لم يكن حاله أفضل من حال والدي كاورو أو حال تداسي و سوما ... من الصدمة ركض سينشو ليخرج من المشفى ماذا عساه أن يقول أو ماذا عساه أن يفعل ... صديقه و جاره المقرب قد فقد الحياة منذ لحظات ... كان يحدثه و كأن كل شيء على ما يرام ... لم يتخيل و لو للحظة أن كاورو قد يلقى حتفه في المشفى بل في هذه اللحظة ...

رواية || تحدي الصعاب VIP حيث تعيش القصص. اكتشف الآن