القصة الكاملة

577 14 11
                                    

المقدمة...
كل شخص منا عاش معاناة قد لا توصف وظروف صعبة قد دفعت بالبعض منا الى الجنون او ما شابه ذلك.
والكثير منا صبر وشكر وحمد الله رغم معاناته...
المعاناة كانت الشئ الكبير والمؤثر الذي غير مسار مستقبل معظمنا. لذلك طغت المعاناة على قصتي منذ الصِغر وعند دخول داعش ومن ثم النزوح والإنخراط في صفوف المتطوعين ضدهم ولحين أيامي هذه،!
.
.
"النشئة"

شمال العراق

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شمال العراق. او جنوب الموصل لا فرق.
هذا هو موقعي من خارطة العالم الضيق. "بيجي".بمحاذاة نهر دجلة ترعرعت. هناك بدأت رسم الذكريات وهناك تعلمت اول حروف ألابجدية التي من خلالها سأسرد لكم بعض مما عِشته.
ما سأقوله هو بقايا من الذاكرة وفضلات النسيان.
سأنبش ذاكرتي ومخيلتي لعلّي ارجع بأيامي.
لكنني لن أستطيع ذكر كل شئ.
فكما قيل بأن ليس كل اوجاعنا تُحكى فبعضها تُبكى و تتعثر بها الحناجر
ان اغلب مافي الذاكرة لا يبقى شاخصا في الأذهان
تهرب الذكريات من رأسي لتختفي تحت طيات السنين
قطرات من بحر الذاكرة التي داهمها النسيان
ومضات سعادة تليها أبيات حزن لا اشعر بها
لكنها كانت ترتسم ع وجوه المآرة. كان اهل القرية يتوقون لقدوم رمضان لتخفيف صرف العيش. كنت صغيرا لم ادخل المدرسة بعد لا افقه معنى الحزن. كان اكبر حزني ان لا احصل على اللعبة الفلانية. كانت اكبر مخاوفي سماع خبر فلان قد مات
بعد ان اصبح عجوزاً فلا استطيع النوم لعدة ليالٍ.
رغم الحصار ورغم الجوع كبرنا بسرعه
وكأن الأيام تسبقنا في تلك القرية الصغيرة.
صغيرة ام كبيرة لا يهم. المهم انها كانت جنة في عيون صغارها وساكنيها.
اشهر قليلة تفصلني عن حلمي الذي كنت أفكر فيه منذ نعومة أظافري
كل ليلة احلم بحمل حقيبتي الصغيرة المملوءة بالكتب.
حتى أتى اليوم الذي اصبح واقعاً

_يمة انور باچر اول يوم إلك بالمدرسة
_مدرسة،؟ اخيراً !

لم أنم طوال تلك الليلة من شدة فرحي
سهرت والإبتسامة تداعب شفاهي
نهضت مبكراً نحو حلمي المنشود. المدرسة،!
ومن منا لا يذكر اول يوم دراسي له،!
اذكر بأني مللت بعد اول ساعه. كان اخي الأكبر مني "صهيب" بجانبي حين قلت له: مللت جداً الا نذهب للبيت. ضحك ثم قال هذه هي المدرسة التي كنت تبكي في البيت كل صباح عندما اذهب اليها.
مع الايام اعتدتها ولا اكذب عليكم بأنني كنت من المتميزين وذلك بشهادة معلمتي التي كانت تفتخر بأخراجي كل خميس امام جموع المصطفين.
كنت فخوراً بنفسي امام أصدقائي من القرية
الذين اضطرهم ضيق العيش أن يهجروها ليباشروا بأعمال الزراعة مع ذويهم او العمل في السوق.،، حمال..منظف،، لايهم.
المهم لقمة العيش التي تسرقها من فم الجوع، حزنت لحالهم فقد كانوا يتشوقون للدراسة
عيونهم تغسلني كلما مررت بجانبهم فرِحاً،
تباً لجحيم الحصار لم يرحم احد!
قدوة الصف..مُحيي رافع العلم...فارس الصف،
كلها ألقاب حصدتها في مدرستي الأبتدائية آنذاك.
يـآه،،!
تأتي الذكريات الجميلة على شكل سلسلة متقطعة ترسم على وجوهنا شئ من البسمة. ومضات من ألأمل. إجترار للماضي الذي لن ولن يعود..ولا اعرف كل ما هنالك ان الأيام تمر وفي كل يوم لك فيه معارف وأصدقاء تودع البعض وتتعرف على اكثر مما ودعت،
أتسائل: ياترى هل سنلتقي بهم في يومٍ ومكانٍ ما.؟ قد لا نلتقي، والأفضل ان لا نلتقي ابداً،
لأننا سنتألم اكثر حين نودعهم من جديد.!

🎉 لقد انتهيت من قراءة العيش في زمن الدواعش (بين المطرقة والسندان) 🎉
العيش في زمن الدواعش (بين المطرقة والسندان)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن