Part 20

26 3 21
                                    

التقطت عدة اقلام من مكتبي، اخي احضر لي اقلاما متعددة الالوان ، ولها اصنافا جميلا جدا، احضرتها ووضعتها في الغرفة الكبيرة.
في هذا الوقت كان صوت الموسيقى مازال عاليا، صوت جميل ، هادئ جدا جدا.
مع نسائم الليل ازداد الطقس جمالا ، وازدادت روحي حيوية وانطلاقا، الهم انزاح عن قلبي ، وانا الآن مرتاحة البال والخاطر.
رفعت ال(ام بي ثري) عن الاريكة، ووضعته على الطاولة القريبة من النافذة، ولكنني ترددت وتراجعت عن قراري، خفت عليه من ان يتعطل ان لامسته قطراط المطر الغزيرة، فإنني أتذكر يوم قالتلي رغد أن هاتفها المحمول قد تعطل عندما كانت تحمله في الشارع، وقتما كانت تمطر السماء ذات مرة.

حملته واعدته لمكانه على الاريكة، لكن موسيقاه لازالت عالية.
فجأة تعالت اصوات الامطار اكثر، واصبحت اسمع نسائم هذه الليلة التي تكاد لا تنتهي ، واخذت الستائر تهرب وتتطاير من هذه الرياح القوية.

عدت للنافذة مستلقية على حافتها حاملة بيدي قلمي الارجواني ودفتري الارجواني ايضا، تعلمونه، الدفتر الذي كتب عليه"مذكرات"
برغم من انني لا اهتم كثيرا بمثل هذه الأشياء، الا ان شيئا ما يجذبني لهذا الدفتر، يناديني بأن أفرغ مافي قلبي فيه، وكأنه سوف يشعر بي إن ملأت سطوره بخفايا قلبي، لم يشعر البشر بحالنا، فما بالنا بالورق إذا !
وضعتهما على حافة النافذة وذهبت لاطفئ الانوار شديدة الضوء، التي اصابت رأسي بالصداع ! وأشعلت الأنوار الهادئة التي لا تصيبنا الا بارتياح ونعاس.

عدت للنافذة الكبيرة وجلست بقربها، كنت اراقب واتتبع كل قطرة مطر تسقط، كنت أيضا أفكر وأشعر باسترخاء للمنظر، الجو كان حفا رائعا ، الموسيقى والترانيم الهادئة ونسيم البحر الذي يلامس وجهي ويدغده باستمرار وقطراط المطر الباهرة هذه، ودفتري الذي يقف كالتمثال على حافة الشباك، الا انني انتبهت بانه ابتدأت يتعرق من بكاء المطر هذا !
حملته وامسكته وانا انظر للقمر بحيرة وسعادة، فتحت الدفتر قليلا قليلا ، وامسكت القلم، وابتدأت أكتب أشياء لا اعلم ماهي ،كلمات مبعثرة، خطتها يدي، اكتب واكتب واكتب وقلبي ينبض وينبض وانفاسي تلهث مسرعة، يدي تسرع أكثر بالكتابة، وكأنها تحاول امساك الأفكار حتى لا تضيع من بينها.

وهاقد مر الوقت بسرعة.
فجأة سمعت صوت الباب يفتح، بالتأكيد إنه أخي.

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن