أشتهي لو كنت محض سراب ، بيت قصيدة منفي عن الوطن ، أسطورة لم تعد تذكر ، حكاية مملة التفاصيل ، شبح الليالي الداكنة ، روح من مقابر الشعور ...
*جسد بملامح مبهمة *
تجلس أمام المراة ، تشاهد سواد عينيها
تلمح روحها تسري في أرجاء مسكنها الجامد.
تلمح الدمع منبثقا من مسام الفؤاد الكئيب.
تسمع نغمة الحياة .. نغمة الحياة الميتة بما تساورها من مخاوف.
تسمع تدفق الدماء و ضخه ، ترى دماءها تضطرب بفعل موجات غضبها.
بحر داخلها ، بل شلال من أطياف المشاعر الميتة.
كل ما تراه ، شريط قديم من سنوات الأبيض و الأسود ، شريط يذكرها بحلاوة الماضي الممزوج بالسم المرير .
الحياة .. فلم يعاد ، فلم يتكرر كل ساعة ، كل يوم ، نغير فيه قليلا لكن نهايته لا قوة لنا في ادارتها.
كل يسعى لما يحلم به ، و البعض يسعى أن يحلم دون تحقيق.
إنها لأشد العالمين أن الحلم لن يتحقق ...
إن المأساة و رغم الموت ستتواصل.
إن الحياة و رغم المعاناة ستتواصل.إن كان للحياة معنى ، فليس للحي وجود.
إن علمت ما تخفي الحياة من مغزى ، إعلم أنك لست بموجود حتى.
لأن من يلقن دروس الحياة ، يعيش التطبيق فقط.
لا يستمتع بعفوية الأطفال و لا جنون المراهقين.
هو فقط يتصرف ككبار السن ، يحاول عيش حياة مسطرة ، يحاول السير على درب مجهز، هذا النوع من الأشخاص يحاولون تقليد العيش ، هم ليسوا بأحياء و إنما هم ساكنون في احضان الموت المتنفس بالحياة.
هم فقط يمثلون ، يكذبون على أنفسهم و يصدقون.
أما هي :
ما من عالم بمأساتها ، بحرقتها.
و ما من دار بما تخفي ضلوعها المزركشة بحر الخريف.
أسرار .. ليس لها أسرار .
و إنما لها حقائق ، لا تسعى لإخفائها و رغم وضوحها لا أحد يفقه ، لا أحد يفهم ، و لا أحد يحاول أن يشعر.
هي أكبر من جسدها ، أكبر من عالمها ، أكبر مما هي عليه.
هي جليدية الخطى ، تخلف الثلج الدافئ أينما تحل.
هي عاتية ، عنيفة ، رياحها تحمل ظلمة كئيبة تدمي نفوس الشاعرين.
هي عاشقة ، عاشقة لفراغها ، لوحدتها.
أكبر ٱنتصاراتها كانت ٱبتعادها و نفورها من البشر المجردين من الإحساس بثقل ما تحمله.
أنت تقرأ
ملامح مبهمة
Short Storyأشتهي لو كنت محض سراب ، بيت قصيدة منفي عن الوطن ، أسطورة لم تعد تذكر ، حكاية مملة التفاصيل ، شبح الليالي الداكنة ، روح من مقابر الشعور ... *جسد بملامح مبهمة *