جو هادئ للكتابة ، أوراق متوفرة ، أقلام متنوعة و كل شيئ من حولي دافئ و هانئ إلا أنا ..
و هذا أنا ، أحتاج بعض الشقاء كي أضفي بعضا من التوازن لحياتي الراحلة.
***
منزل فارغ من أي مظهر للحياة.
لا يوجد غير أنفاسي.
و هل تعبر أنفاسي عن الحياة ... ؟
هي لا تفعل غير تذكيري بشوق الرحيل .أجلس فوق الأرضية المتجمدة.
جسد منهك من قلة الحركة.
عينان يحتل ما تحتهما السواد.
ثغر بٱبتسامة ساخرة ، متقززة.
أوراقي تكاد تنفذ و أقلامي كذلك.
هجرت العالم للحظات ... بقدر ما ذقت هجر الأحرف ، هجرت الجميع.
ودعت أحبتي بكلمات جافة ، ودعتهم كما ودعني الربيع بزهوه و بهجته.
أحيانا ، تحتاج أن تختلي بنفسك ..بأفكارك.
في مكان بعيد ، في زمن آخر لم يوجد و إنما خلق لحظة الإختناق.
تقف الكلمات عند حافة القلم الشبه جاف ، تنفذ أوراقي شيئا فشيئا و لا أمانع ذلك.
لا أتحرك من مكاني و لن أتحرك.
هجرتني الكلمات هي كذلك.
تبرأت مني أبجديتي ، كما فعلت معي الحياة.
أصرخ .. أصرخ و أعوي و أنتحب و لا أحد يسمع .
بعيدا عن البشر جميعا ، لا أحد يسمعني غير الجدران المتراقصة بفعل الدمع.
دمعي ما عدت أشعر به ..
لم يعد يغلي بحرقة ما أخفيه.
لم يعد باردا بالثلج الذي أردم تحته خيباتي.فقط دمع وهمي ... كالحياة.
هو كذلك ، كالحياة ... هي وهم جميل و حقيقة مؤلمة.
و مازلت أصرخ دون حراك .
أصرخ بٱنكتام .هذا ما يحدث حين أنقطع عن عالمي .. عن الكتابة.
أنا ، قنبلة موقوتة ... أنا كذلك.
قنبلة حين توشك على الإنفجار ، تتراجع.
الكتابة بندقية يحملها الكاتب و يصوبها نحو ذاته.
الكتابة تخسر الكاتب نفسه شيئا فشيئا.
يوما ما ، لن أجد ما أكتبه .. لن أجد من يقرأ تراهاتي و من يشعر بحمى الروح التي تعتليني.
يوما ما ، سيمل قرائي من تعاستي.
يوما ما ، ستمل أوراقي من نزف القلم ، و سيمل القلم من الحبر الدامع و يمل الحبر من نفسه.
أنت تقرأ
يوما ما
Short Storyيوما ما ، ستكتب كلمة "النهاية" لأول مرة في تاريخي . و لكن لحد هذه اللحظة .. إنها "اللانهاية" ...