الشوارع المزدحمة ,باتت هادئة , لا يُسمع بها أي صوت سوى إرتطام قطرات الماء المتادفعة من أعالي السُحب إلى الأرض .
صوت هطول المطر يملئ المكان و يُغطي على جميع الأصوات التي من الممكن أن تصدر في هذا الوضع .
تبلدت السماء أكثر من ذي قبل و باتت الغيوم متلاصقة بشدة كما لو تحتضن بعضها البعض بشدة ,
في لمح البصر دوى صوت الرعد و اخترق البرق بضيائه المؤقت أبصار الناظرين له كما لو أن كل شيء بات يجتاحه الأبيض لأقل من 0.01 جزء من الثانية ,
ثم عادت الصورة لطبيعتها و لألوانها القاتمة , على الرغم أن اجو و الوقت الآن لا يتفقان ,
فيفترض أن تكون الشمس الآن تشرق ببهاء و تدُفئ المارة , إلا أن ذلك لم يحدث ,
و كأنما الشمس الضاحكة الدافئة فقدت إبتسامتها وهي الآن تختبئ خلف الغيوم وتبكي بشدة .
حقاً تخيل ما يحصل في ذلك الجو جعل من القشعريرة تجري في داخله ,
تنهد بعمق و هو ماثل أمام نافذته الكبيرة التي تحتل الجدار بأكمله ليستطيع رؤية المدينة الساحرة بجمال أضواء أبنيتها و فضاء السماء ليلاً ,
وضع يده على الزجاج الذي بات عليه طبقة من البخار الكثيف , لوجود الحرارة المنبعثة داخل شقته واصطدامها بالنافذة الباردة ,
مسح جزءاً بسيطاً من النافذة علَّه يرى ولو قليلاً المنظر من الأسفل .
بعد دقائق , شعر بملل فظيع من المراقبة , إتجه نحو أريكته المفضلة و رمى بثقل جسده عليها ,
كأنما يحمل هموماً أثقلت كاهليه و الأريكة المسكينة كانت ملجأه الوحيد للتخلص منهم ,
أسند رأسه و أراح جسده بكسل على الأريكة الناعمة ,
رفع رأسه بملل و هو يُفكر بـ : " اللاشيء " .
حقاً .
يتأمل السقف الفيكتوري بشرود تام ,
بعقل فارغ تماماً , كما لو أن لا شيء يستحق أن يفكر به حتى ,
أغمض عينيه ببطء و تنهد مجدداً .
: تُرى هل ما أُفكر به صحيح ؟ , آمل أن أكون مُخطئاً هذه المرة فقط .
نهض من مكانه بعد ما يُقارب الساعتين و 45 دقيقة تقريبا
ً و هو ينظر لساعته بيده اليُمنى : أووه لم أشعر بمرور الوقت أثناء تحديقي بالفراغ .
أبتسم ببلاهة على نفسه وتفكيره , كما لو كان ساذجاً أو شيئاً من هذا القبيل .
أنزل رأسه للأرض وهو يتمتم : آمل فقط أن أكون مُخطئاً .
فُتح الباب ليرفع رأسه بسرعة و عيناه مُتسعة بذهول و ملامحه متجمدة .
. . . .
اتمنى عجبتكم البداية ^^"
339 كلمة . واو كبداية ^_^"؟
أنت تقرأ
Rainy City . المدينة الممطرة
Short Storyالمدينة الاشهر بتقلباتها الجوية 《 لندن 》 هو شاب منعزل . منفرد . يحدث له شيء يقلب حياته رأسا على عاقب . يتمنى ان يخطئ بتوقعاته . كي تعود حياته كما كانت لكن . هل سيخطئ ؟ قصة قصيرة لن تكون رواية لذا . اتمنى ان تعجبكم .