هذه أول مرة أخرج فيها من بلدي ولا أعرف إلى أين سأذهب وأين سوف أستقر وكلي أمل أن أجد بلد يستقبلني بعدما رفضت كل البلدان العربية عن استقبالنا ومالسبب وراء ذلك لا أعلم لماذا ولم أجد السبب لحد هذه اللحظة. وإذا كانت هنالك مشاكل بين القادة العرب فما علاقة الشعب بمشاكلكم وهل هجرتنا إلى بلاد الغرب أفضل من بلادكم ،
ظاهرة هجرة الشباب العربي إلى أوروبا
ان وراء هجرة الشباب العربي إلى دول الاتحاد الأوروبي عدة أسباب ومنها حالة عدم الاستقرار الامني والسياسي في بعض البلدان ومنها العراق وسوريا والبعض الآخر منها هو عدم توفر أبسط سبل العيش الكريم لبعض شعوب المنطقة العربية ومنها مصر والبعض الآخر يريد أن يبني حياة جديدة ومستقبل جيد له ولتكوين عائلة والعيش الرغيد في دول منحت شعوبها كل أساليب التعليم والراحة والتطور وعلى عكس الدول العربية التي منحت شعوبها الويل والدمار على مر السنين العقود التي مرت ولغاية الآن ولا أحد يفسر سبب استعمال القادة العرب لهكذا أساليب بالتعامل مع شعوبهم مع أن الإسلام كان عكس ذلك وكانت الدولة الإسلامية من أعدل الدول في الحكم وفي معاملة شعوبها لانها كانت عادلة وتعرف انها محاسبة أمام الله وكما قال رسول الله صل الله عليه وسلم (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته).
أما ما نراه الآن من قادة الدول العربية حدث ولا حرج وكل همهم الدنيا ونسوا يوما يرجعون فيه إلى الله وتوفى كل نفس بما تسعى.
وبعدها بدء الشباب العربي بالهجرة إلى أوروبا وبكل السبل فمنهم من ذهب عن طريق البحر وهذه الرحلة كانت من تركيا الى الجزر اليونانية أو عن طريق دول المغرب العربي إلى إيطاليا ولكن هذه الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر والغرق والاحتيال من بعض المهربين الذين استغلوا حالة الناس البائسة في بلادهم وكنا نسمع مئات الأشخاص الذين قضوا حتفهم غرقاً ومنهم النساء والشباب والأطفال ولا أحد قام بمساعدتهم من الدول العربية والإسلامية التي كانت قيادات وروساء هذه الدول مشغولين بالدنيا أكثر من أمور شعوبهم وبالقتال لغايات ليست موجودة وإنما مخططات وكثير من هولاء الناس كانو يطلبون المساعدة من الدول العربية ولكن لا عين رأت ولا آذان سمعت .
وكانت هذه الرحلة عبارة عن قوارب تحمل ضعف قدرتها بالعدد وكانت أمواج البحر وظلمته لا ترحم صغيرا ولا كبيرا في بحر ايجه والبحر المتوسط ومنهم من نجى ووصل إلى اليونان ومنهم من كان نصيبه الغرق والموت على عكس امنياته التي كانت الهروب من الموت والدمار والبحث عن حياة جديدة وآمنة.
وكانت هنالك رحلات برية ولكنها مكلفة ولا أحد يستطيع تحمل تكلفتها إلا القليل والقليل جدا .
لأن أكثر الذين خرجوا لم يستطيعوا إخراج اي شي سوى أنفسهم بسبب الحروب والدمار والقتل .
وبعد الخروج والوصول إلى اليونان وعبور بحر ايجه المملوء بالمخاطر والخوف تأتي مرحلة جديدة وهي استقبالهم في أماكن كبيرة كالمعامل وغيرها وكانت تحدث بعض الأمور ومنها وجود عصابات تجارة الأعضاء البشرية والخوف منها وهذا الأمر كان يخشاه الشباب والنساء الذين هربوا من الموت والدمار من بلادهم ليجدوا الموت في هذه البلاد .
كان هذا الأمر كابوسا لأكثر المهاجرين الذين ضاقت بهم الأرض لا يعرفون إلى أين تسير بهم الدنيا هل إلى حياة جديدة وآمنة أم إلى موت لم يسمعو به من قبل أم مجهول لا يعرف عنه أحد وماهي إلا أيام وأشهر وابتدأ رحلة من اليونان نحو أوربا عن طريق السير لأيام وليالي عن طريق الحدود والغابات وعبور حدود بعض الدول وتوقفهم عند بعضها والبعض منها كان مغلق والبعض منها كان عبوره فيه بعض المخاطر ومنها القليل من كان يسمح للأطفال والنساء بالعبور ، لكنها كانت صعبة ولا توصف كيف يمكن للنساء والأطفال السير لأيام وبعض الدول الأوربية وفرت سبل النقل من حدودها إلى حدود الدول الأخرى ومنها كرواتيا التي وفرت الباصات للمهاجرين لتسهل عليهم الوصولإلى الوجهة أو الدولة التي يريدها المهاجرين والتي تمنحهم الإقامة والسكن والطعام ومن هذه الدول وأكثرها استقبالا للمهاجرين كانت ألمانيا والسويد وبلجيكا وغيرها من الدول الأوربية