قصة النبيّ لوط عليه السلام
لقد عاش نبي الله «لوط» عليه السلام في قرية تعمل الفواحش وتغضب الله في فعلها المنكرات. فكان يرفض مشاركتهم فيها، ويبتعد عنهم ويذهب ويتعبد الله تعالى. ولذلك فقد اختاره ربّ العالمين سبحانه وتعالى ليكون نبياً مرسلاً إلى قومه ليحذرهم من عذاب الله ويدعوهم لترك المنكرات، ويأمرهم بعبادة الله وأن يكونوا طاهرين ويخافون الله تعالى.
يقول تعالى عن هؤلاء الكفار وكيف كان نبيهم لوط ينصحهم بأن يتركوا فعل الفاحشة التي تغضب الله تعالى، وأن هذه الفاحشة والمنكرات هي من صنعهم ولم يسبقهم إليها أحد من الناس: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 80].
فقد كانوا يصنعون الفواحش بمختلف أشكالها ويخالفون الفطرة الإلهية، ويصنعون أشياء منكرة لم يسبقهم إليها أحد من الناس من قبلهم. فقد كانوا يمارسون الفاحشة مع بعضهم علناً "الذكور مع الذكور" وهذا ما نسميه اليوم بالشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية.
لقد كذّبه قومه، ولم يستمعوا إليه، ويتحدث الله تعالى عن قول قوم لوط لنبيهم عليه السلام وكيف كان جوابهم له عندما دعاهم إلى الإيمان: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [الأعراف: 82]. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
لقد أرسل الله إلى لوط ضيوفاً فاستقبلهم، ولكنه لم يعرفهم فقد كانوا من الملائكة، وجاؤوا على صورة رجال. وعندما علم الكفار بأن لوطاً عنده ضيوف أسرعوا بيته وأرادوا أن يعتدوا على ضيوفه. وعندما وصلوا إليه وحاولوا الاعتداء على الملائكة وهو يظنون أنهم رجال، قالت الملائكة لسيدنا لوط: (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) [هود: 81]. زوجة لوط عليه السلام فقد كانت كافرة ولم تؤمن برسالة لوط عليه السلام ولذلك أصابها العذاب.
ويذهب سيدنا لوط مع أهله ويسيرون ليلاً وعندما خرجوا من القرية أنزل الله العذاب على الكفار، وبدأت الأمطار تهطل عليهم، ولكن ليست أمطاراً من الماء، بل أمطار من الحجارة! وعندما سمع لوط وأهله صوت عذاب أهل القرية لم يلتفتوا، إلا زوجته التفتت إلى الوراء فأصابتها الحجارة فماتت. وهكذا أنجى الله لوطاً وأهله وأهلك الكفار. يقول تعالى عن عذاب قوم لوط: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) [الأعراف: 83-84].