وطني

164 3 0
                                    


لا أحد يعلم على وجه اليقين ما هو سبب اندلاع الحرب في وطننا .. الكثير يرجعون هذا الأمر إلى مجزرة ارتكبت بحق ركاب باص مدني على يد مسلحين مجهولين في قلب العاصمة ولكن السبب الحقيقي أبعد من ذلك ولا شك ..

من الصعوبة أن نصنف البلد الذي نعيش فيه على أنه وطن .. لم يكن غريباً في هذا البلد أن تندلع أقسى المعارك وأقواها بين أبناء الصف الواحد والطائفة نفسها ..
حينما يتحرك الطمع في النفوس، تسقط روابط القربى والدين لم يكن في هذا البلد مبادئ ثابته ولا أحلاف ثابته ..
الكل كان مستعداً ليتعامل مع الشيطان .. والكل تعامل معه في فترة من الفترات ..

واليوم بعد خمس وعشرين سنة من هذا الحدث الأليم أتساءل هل انتهت الحرب حقاً ؟؟ أم أنها ما زالت تشتعل تحت الرماد، وبحاجة لمن يطلق الشرارة الأولى كي تنفجر من جديد .. أحياناً أطمئن وأقول: مستحيل أن تعود الحرب، لقد سئمها الناس وأدركوا عبثيتها، ولكن كلما تذكرت أن المسؤولين الذي يحكمون البلد الآن هم أنفسهم قادة الميليشات وسادة الحرب تشاءمت .. واليوم أمسكت قلمي محاولاً أن أسترجع بذكرياتي أحداثاً أليمة عايشتها بنفسي .. لن أدعي أني سأؤرخ الحرب، فالصورة أكبر بكثير من أن أحيط بها .. سأكتفي بأن أنظر إلى انعكاس صورة الحرب في عيني أبطال هذه القصة .. بالنسبة للكثير كان هؤلاء الأبطال مجرد أرقام أضيفت إلى قافلةطويلة من ضحايا الحرب .. أما بالنسبة لي، أنا التي عايشتهم بنفسي فقد كانوا أبطالاً أسطوريين صبغت الحرب حياتهم بالدم والدموع ..

عرس في الجنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن