2
ربما كان أول نفع حقيقي للكتاب هو عندما جاء الدكتور عوني الى الصف ليلقي لنا محاضرة لا أول لها ولا آخر... الدكتور عوني هو أحد أولئك الذين لا يستحقون لقب الدكتور اطلاقا.. احضر شهادته من احدى الدول الاوربية التي يشترون فيها الشهادات بالنقود.. وهو لم يكن يفقه أي شيء سوى شتم الطلاب بأقذع العبارات... كان ذلك بعد موت خالي بثلاثة أيام... كنت شاردا انظر في الكتاب بينما أفكر في واقعي الكئيب ونوبة من الغضب على كل شيء تنتابني.... أردت فقط أن أصرخ وأحطم كل شيء.. لم يطل الامر كثيرا حتى شعرت بأحدهم يصيح بي .. انتفضت من مكاني كالملسوع لأرى الدكتور عوني ينظر لي نظرة حانقة وهو يصرخ بكلمات لا افهمها ولا اسمع شيئا منها لكنها كانت على الأرجح من ذلك السباب الذي يملا به فمه طوال الوقت.. نظرت للطلاب فرأيتهم بين مقهقه ومستمتع بالأمر وبين من لا يبالي على الاطلاق.. عندها حصل شيء غريب فعلا.. وجدتني دون وعي أقول لفظة لاتينية بصوت لم يسمعه غيري وغير صديقي خليل الذي يجلس بجانبي.. فجأة وقع الدكتور عوني على الأرض وهو يصرخ ويصيح ويولول وعلى وجهه أبشع علامات الألم.. كألم بروميثيوس والرخ يلتهم كبده.. ثم بدأت جمجمته تتشقق شيئا فشيئا والدم يسيل منها.. بدأت حالة هيستيريا جماعي تجتاح الصف والطلاب يصرخون ويبتعدون عن الدكتور الذي وضع يده على راسه يحاول جمع رأسه.. استغرق الامر دقائق بدت كأنها ساعات حتى سكت الدكتور مرة أخيرة وللأبد.. وقع على الأرض والدم يسيل من رأسه ليغرقه بالكامل كان المنظر بشعا جدا.. وكنت لا أزال واقفا بعدما قلت تلك العبارة اللاتينية.. ابتسمت بشكل باهت ثم جلست في مكاني كأن شيئا لم يحصل.. ثم بعد لحظات عاد وعيي إلي فانتفصت من مكاني من جديد وانا انظر الى جثة دكتور عوني على الأرض.. لم يلاحظ أحد او يحاول الربط بين ما حدث للدكتور عوني وبين ما كان يفعله في آخر لحظات من حياته.. كان يصرخ في ويتهمني بان راسي فارغ لا يحتوي الا على ثمرة جوز متعفنة.. الوحيد الذي لاحظ ذلك هو صديقي الوحيد خليل... لاحظت أنه بدأ يتحاشاني في الأيام التي تلت تلك الحادثة.. غالبا لم أكن لاهتم للموضوع ولكن خليل هو صديقي الوحيد لذا سألته محاولا التظاهر انني طبيعي ولكنه قال لي "كان الاوربيون يقولون (أقتل أي شخص يتكلم اللاتينية بطلاقة مالم يكن القس الكاثوليكي نفسه) وانت لست قسا كاثوليكيا على ما أظن" دهشت للحظة ولم أرد عليه ثم أخذت كتابي وخرجت .. انه ذكي بالفعل لاحظ الكلمات وعرف انها باللاتينية وفسر الموقف بسرعة ولا اظن انه لم يلاحظ الكتاب الذي احمله معي أينما ذهبت بل وألصقه أحيانا بالشريط اللاصق على جسمي كي لا يسرقه أحد.. العنوان يقول بوضوح ان من يسرق الكتاب او يأخذه بدون إرادة صاحبة فسيلقى عقابا اليما... وان الطريقة الوحيدة لانتقال الكتاب هي برضا صاحبه وان كان عبر الاحتيال او الخداع..
أنت تقرأ
الساحر الشاب
Terrorالساحر الشاب... . . . ذلك الكتاب ما زال موجودا عندي في القبو منذ سنوات ولم أفتحه ابدا ولا أنوي ذلك ابدا.. مرت على هذه الحادثة 7-8 سنوات ومازلت احتفظ بهذه الرسالة.. كانت ذكريات مريرة ولكني سأخفيها كي لا يتهمني أحد بالجنون ... فليرحم الله ضحايا هذا ال...