اليومُ الثالث : القضيةُ الأخيرة

197 17 4
                                    

-١-

نسيتُ القول بأنني مُحققة في القضايا الجنائية، الفريق ٥
* * *
"إذن، أنتِ مُحققة !"
"لا أظنكِ تسألينني؟ أخشى من أنكِ تعلمين أشياء حتى لا أعلمها أنا عن نفسي!"
"أنا أُحاول بدأ حديثٍ معكِ ليس إلا.. " تضحك جينينفر.
" حسنًا، ومالذي كنتِ تقولينه ؟ بشأن ذلك التقرير السخيف ؟ لمَ يجب أن أكونَ أنا من يُنقذ العالم ؟ لا تقولي أنكِ تودين صنع مني بطلة أو شيئًا من هذا القبيل ، أنا أكره هذه السخافات ."
تصرخ جينيفر "سخافات؟!!"
"أتعلمين .. أنتِ تُفرغين صبري العظيم ! هل يجب أن أُخبرك أنه قد تم زراعة رقاقة لعينة في جسدي ! أي أن أيّ نشاط محسوب عليّ ! "
تقولُ جينيفر ، عيناها حمراوان بشكلٍ غريب ، إنها تبكي بهدوء
"أنتِ لا تفهمين أي شيء..."
تردّ إيما بصوتٍ هادئ بعد ان لانت ملامحها المتجمهمة
"نعم .. أنا لا أعرف ، لا أفهم ! لهذا ؛ أُريد منكِ أن تساعديني .. اتركيكِ من هذه التقارير ، أُريد أن أسمع منكِ .. لماذا أنا ؟"
"تحتاجين لتعلم الكثير ، أظنّ أن قراءة الملخص لم تُفدكِ ! ألم تدركي بعد مالذي حلّ بالعالم ؟ هل يجب أن نعود بالزمن خطوةً خطوة لكي تفهمي أنهُ يجب، قطعًا لا يأذنُ الشكّ، بأن عليكِ البحث في هذه القضية!"
تصرخ "نعم !! القراءة لم تُفدني! أنا أنسانة بليدة وحمقاء ولا أحب القراءة ، أنا لا أعترف بالكُتب ، أنا أفهم أكثر من الجوّ الواقعي الحسيّ ، لهذا أنا مُحققة في القضايا الجنائية ! لا يُمكنني أن أفهم عبر قراءتي عن جريمة ما، يجب أن اذهب إلى مسرح الجريمة وأتقصى الوقائع بنفسي، يجب أن أقابل الشهود وأعاين الأدلة وأتواصل حسيًّا مع كل شيء من حولي، هذا هو عملي الذي لا أجيدُ غيره.."
لحظة صمت .
تتحدثُ جينيفر بصوتٍ مهزوز
"تسألين لماذا أنتِ من يجب عليه القيام بهذه المهمة.."
"بالضبط !"
تضحكُ جينيفر بسخرية :
- لو قلتُ لكِ أنكِ آخر بشرية عاقلة تملكُ حرية نفسها.... لو أخبرتكِ بأن البشر قد غدوا جميعًا كالعبيد مُقيدين بسلاسلَ خفية، تشدها تلك اليدُ الملعونة متى ما أردات، ليست الاجسادُ فقط من قُيّدت آنسة روبنز. لقد تمّ تقييد العقول أيضًا، لقد تمّ كبتُ أكثر الأجزاء حُريةً في الإنسان؛ عقله!
إذن ؛ آنسة روبنز، هل ستصدقينَ قصتي؟ أم هل ستستمعين، على الأقل؟

تتأملُ إيما عدستيّ جينيفر الزرقاوتين تتأرجحانِ بقلق، ترد بثقة :
- سأستمعُ إليكِ، جيني. وبالمقابل، أنا لا أعدكِ بتصديق ما تقولين.
- أشكركِ على إتاحة هذه الفرصة.....
حسنًا، أنتِ لاشكّ تعلمين بأحداث تلك الحروب التي وقعت في منتصف العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، لقد كانت حروبًا فاتكةً للغاية. إنها حملات إرهابية، غير مُنظمة، ليست حتى حربًا واحدة بين عدة دُول وقوميات، إنها حربٌ عمياء. بلا هدف، ليست نزاعًا لأجل سلطة أو ثروة أو أي شيء.
لقد تنبه مجموعة من العلماء بأن البشر يتحولون لحيوانات في مملكة الغاب، القوي يأكلُ الضعيف، ولم تعد القوانين سائرةً في أي بلد، ولا محترمة ولا معمول بها.
هُم فكروا "لابد أنها نهاية الإنسان."
لهذا صنعوا قوةً أُخرى ...

تتفاعلُ إيما وترد مُقاطعة :
- وماهي هذه القوةُ بحق الجحيم!
-إنها.....
تُصدرُ صوتَ حشرجة، تشهق، تسقطُ على الأرض لتدور كسمكة، تلك الشابة الجميلة جينيفر تتحول لما يشبه بالوحش الفزع .. تتعرق وتبدأ في السعال
تفتحُ عينيها وتصرخ : اهربي! يجبُ أن لا يعرفوا مخبأنا! يجب أن لا يروكِ .. عليكِ الهرب!
" اللعنة ! ماهذا بحق الجحيم!"
تركضُ إيما بغير هُدًى تاركةً جينيفر مُلقاةً في الغرفة، تتردد قليلًا ، يشدها زاك للخارج "ليس لدينا وقت لهذا"
لم تفهم أي شيء، كانت تركض فقط ..
تركض في المدينة المظلمة، نبضها يتسارع .. تتوقفُ عند محطة قطارات قديمة، تلهث، تكادُ انفساها تتقطع ..
قلبها حائر، وفكرها مشغول
هل ما تقوله هذه المدعوّة جينيفر صحيح ؟
تساءلت مجددًا
"لمَ يجب أن أتولى زمام هذه القضية ؟ لقد كانت آخر قضية بحثت فيها سببًا لمعاناتي طوال هذه السنوات الخمس ، لقد كانت سببًا لهذه الحال التي أنا فيه الآن ، لو سعيت في هذه القضية من يعلم ماذا قد يحدث أيضًا ؟" كانت تحادث نفسها.
"مخطئة. تلك القضية كانت نجاتكِ"
قال زاك بصوتٍ آخر ، أو بالأصحّ ، لقد اصدر زاك ذلك الصوت فحسب .
تنظر بتوجُّس وتهمس بقلق "من تكون أيضًا !"

ولادة الموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن