في احد الايام الهادئه في حديقه منزلي الخلفيه حيث ان عقارب الساعه كانت تشير للساعه الرابعه عصرا كنت اسقي شجرتين حديقتي و انا فوق العشب الاخضر و يحطني الورد الابيض الذي يزن مدخل الباحه الخلفيه لمنزلي و انا اغني بكل فرح و الابتسامه قد رسمت على شفتاي فجأتا اهز هاتفي و اصدر بعض الاصوات التي تدل على انهو وردني اتصال من شخص ما اخرجت هاتفي من داخل جيبي الخلفي و رأيت اسم المتصل ( مين سوك اوبا ) رددت على المكالمه فوراً و بلا تردد و فرح و الابتسامه لا تفارق شفتاي بسبب ان الذي قد سرق كل الحان قلبي التي تسمى بالدقات قد اتصل و انا في اتم سعاده رددت بأبتسامه وسيعه الى انها اختفت تدريجا بعد ما تلت تلك الكلمات على اذني مثل النار المشتعله حرقت قلبي و احساسي و ادخلت هاتفي مسرعه و ذهبت جريا الى مقصدي المحتموم و عينان مليأتان بلأل تنزل تدرجيا كل المطر على خداي و انا اجري مع امل ان الذي سمعته اذناي كان مجرد خدعه او نكته كنت اردد بداخل قلبي ان كل ما سمعته هو مجرد مفاجأه بصيطه من سارق قلبي و هأنا اخيرا وصلت لمقصدي الذي اتمنا بل اترجا ان الذي سمعته اذاني مجرد اوهام دخلت مسرعه و نظارات الاناس من حولي التي لا تفارقني جرت الى المكتب الممرضه و سألت بنفس واحد و عيناي تترجا ( اين غرفه مين سوك ) قالت لي بكل هدوء ( اتضري سيدتي للحضه ) و هي تتفقد حاسوب الذي على المكتب و انا كنار تغلي تتضر من يطفأها فجأه قالت لي ( غرفه المريض مين سوك في دور الرابع قسم حوادث الغرفه رقم ٥١١ )بعد سماعي لكلماتها صرخت عليها بأعلى ما امكن صوتي ان يقدر عليه وقلت ( لا تقولي عن مين سوك مريض انتي هي المريضه المجنونه مين سوك بخير هاذا مؤكد ) انا لا اكذب عليكم ان كل المتواجدين بذالك الحجر القو بنضراتهم علي بكل خوف من شكلي و صراخي لاكن هم لا يهموني ابداً الان كل ما يهمني هو مين سوك جرت بكل ما املك من سرعه الى المصعد و ضغط على زر هبوط المصعد و وقفت امامه كالجليد ثانيه ! ثانيتان ! ثلالث ! و لم يفتح قلت بصوتي و بكل غضب وبصراخ و هاذا ما جعل عروق رقبتي تبدو بارزه فوق جلدي ( اللعنه عليك ) و جرت مسرعه الى الدرج و انا العن اي شي امر به حتى نفسي لعنتها بعد ان كدت ان اسقط جراء تهوري وانا اجري عبر الدرجات و بعد صعودي للطابق الرابع التفت يمينا و شمالا و انا ألهث و نبضات قلبي لازالت كزلزال تضرب بين عضام صدري ثم اتجهت مسرعه لليمين بعد رؤتي للوحه الخضراء المكتوب بها قسم الحوادث باللون الابيض و جريت و عينان على كل رقم يوجد على الابواب و اخيرا بنهايه الممر رأيت الرقم الذي سوف يحدد مستقبلي رقم ٥١١ دخلت الى تلك الغرفه مسرعه و عقلي و قلبي و جسدي حتى روحي معلقه بالذي وراء الباب امسكت مقبض الباب بكلتا يداي و انفاسي متسارعه فتحت الباب و رأيت مشهدا تمنيت طول حياتي ان لا اراه و هو ان الذي سوف يكمل مستقبلي محاط بالاسلك و الاجهزه من كل زاويه مشيت لخطوه للأمام و قلبي يرجو ان كل ما اراه هو وهم خارج عن المنطق و خطوت و خطوت حتى اصبحت اقابل سريراً ابيض اللون الذي تريجت من الّه انهو لن يحمل الجسد الذي هو فوقه الان لم اعد اتحمل المنظر الذي امام احسست بأنهو لم يعد هناك شيء يحملي و سقط على الارض البارده و عيناي و خداي قد اغرقا بالدموع مددت يدي لأمس يد البارده التي فوق سرير و انا كلي امل ان ذالك مجرد مقلب من مقالب مين سوك الغبيه فجأه و بدون سابق انذار سمعت صوت تمنيت الصمم بعدهو وهو كان صوت الحان قلب مين سوك التي توقفت عن العزف المقطوعه التي عشقتها من بين ملايين المقطوعات وقفت و انا لا اصدق مالذي اسمعه جرت مسرعه و انا اصرخ بكل قوه و بصوت مهزوز ( ساعدوني ارجوكم ساعدوني ) رأيت فتات ذات رداء ابيض تقترب مني و هي تستعجب صراخي هاذا و انا عيناي الميأتان بالدموع التي ترسمت كالبركه فوق جفني السفلي و قالت ذات الرداء الابيض بكل خوف ( مابك انستي مالذي يجري ) لم اتفوه بحرف فقط جررتها من ثيابها البيضاء و اتجهت الي الجسد البارد و الذي لا يتوقف صوت الاه المربوطه به عن صياح بعد ان ابصرت صاحبت الرداء الأبيض حال الذي كان يجري بين جدران تلك الغرفه البيضاء جرت بكل فزع و نادت اصحاب الاثواب البيضاء و اقبلو الى من كان فوق السرير واصبحو يضعون على صدر العاري لذالك الجسد اله لا تتوقف عن الوميض و هي تعد تنازلياً بعد كل وميض ضوء و أيضا تضرب بالاله على صدره ، اشع الضوء مره ! مرتان ! ثلالث ! اربع ! خمس ! لاكن لا فائده من محاوله فقد تحررت تلك الروح من ذالك الجسد و قالت ذات الثوب الابيض بعد ما نزعت الكمام الذي يغطي وجهها ( القد حاولنا انستي لاكن يأسفني القول ان المريض مين سوك قد فارق الحياه ) صرخت بكل الم و بصوت اقوى من كل صرخاتي اليوم التي كانت حقا كثيره و قلت ( كاذبه انتي تكذبين مين سوك لم يفارق الحياه مستحيل لقد وعدني بذالك ) وانا انزع الغطاء الابيض من فوق رأس الجثه الهامده و اقول بأمتسامه محاوله ان اقنع نفسي ان كل الذي اراه مجرد كابوس يأتي و يذهب ( مسحيل انت لان تتركي مين سوك انت وعدني انك لم تركني صحيح هيا استيقض ) وانا امسح على شعره بكل حنان و تحطم جائت لي تلك الممرضه من الخلف وهي تقول ( انستي من فضلك يجب علينا نقل المريض لثلاجه الموتى حتى تتأتي عائلته و تستلم الجثه ) تجاهلت ما تقول وبقيت متشبثه بقميص مين سوك وانا لا اصدق ما يحصل او بالاصح لا احاول حتى تصديق ذالك و نظرت لوله الى عيناه المغلقتان و لففت ذراعاي حول رقبته و غصت بوجهي في ثيابه و انا اتحسس الجسم الذي كان سوف يملكني بعد يومان رفعت رأسي بيأس و انا انظر الى الخاتم الفضي الذي بيدي و عيناي تذفان الدموع المستمره قال الطبيب من خلفي والذي كان يضع يداه داخل جيوب ثوبه ( لايوجد حل هيا امسكا بها من الخلف و انا سوف انقل الجثه للثلاجه ) اٌومتا له الممرضتان و امسكو بي من خلف و غطا الطبيب المريض بالغطاء الابيض و سحب السرير و انا انظر ل يدي من سوك الارزه من تحت الغطاء الابيض و الغريب اني لم اصطع مقاومت الممرضتان التان تمسكان بي من الخلف فقط بقيت القي بنظري على السرير الابيض الذي يستمر بالبتعاد عن ناضري وهو يحمل من تمنيت العيش باقي حياتي معه ........
في يوم الذي يليه يوم العزاء الذي كان كلجحيم بالنسبه لي ذهبت خارج المنزل المليء لاناس و بلون الاسود و بيدي كيس كبير ذهبت الي الحديقه المقاربه للجسر الحجري الذي فوق النهر الجاري العميق في نفس مكان لقائي انا و مين سوك تذكرت بكل الم صور لي في ذالك المكان رسمت شفتاي ابتسامه صغيره بكل انكسار و ذهبت الى دورات المياه العامه و خرجت بعد فتره من زمن مرتديه فستان ابيض و شعري الاسود منسدل على كتفاي و انا احمل باقت ورد حمراء اتجهت الى الجسر الحجري وقفت فوق حواف الجسر الموقوس وانا ارتدي الكعب الذي لم اصتطع التوازن به بسرعه و قلت بعدها بِأعماق نفسي مين سوك انا اقبل بكل زوجاً يكمل حياتي و ابسمت و اغمضت عينان و نزلت دمعه حارقه على خدي سلمت بنفس و ارخت قدماي و تهاويت الي النهر و سلمت روحي بكل امل تتقابل الحان قلبي و الحان قلب مين سوك في العالم الاخر بين باقي الارواح الطائفه ل تكتمل تلك السنفونيه التي لم تنتهي في هاذا الجانب من الحياه .