#عندماتوقفت شهرزاد عن الكلام المباح
(الجزء الخامس و الأخير)
الفصل الثالث عشر
أجتمع قادة الحرس، و بعض قيادات الجيش العليا مع شهريار للتخطيط للحرب، و كان معهم العجوز بائعة الخبز-شهرزاد- لوضع خطة للدفاع عن حدود المملكة الغربية. أقترح أحد القادة الإرسال في طلب النصف الأخر من الجيش الموجود داخل المملكة، و قبل أن يدلي شهريار برأيه، دقت العجوز بعصاها الأرض إعتراضاً و قالت:" لا يصح ترك القصر و الشعب بدون حراسه. أليس وارداً لديكم أن تكون المملكة مهددة من قبل الحدود الأخرى؟ لا يجب تقوية جهة واحدة، و ترك باقي الجهات بدون دفاع و لا دعم!" أومأ شهريار برأسه موافقاً، ثم منح الإذن للعجوز بأن تدلي برأيها.أطرقت شهرزاد برأسها، و أنتظرت برهة من الوقت حتى تتأكد من إنصات كافة الحضور بالغرفة إليها، و قالت:" يا مولاي! إن الحرب خدعة ، و عامل المفاجأة فيها أساسي.. فلتطلب من الجند أن يثبتوا خوذاتهم المعدنية على جذوع من الأشجار يقطعونها الآن، ترص كصفوف فوق أسوار المملكة. يقوم الجند بعدها بإشعال مصابيح قوية، تُعلق عاليا فوق هذه الخوذات، حتى تلمع في الليل، و في النهار تنعكس عليها أشعة الشمس، فيظن العدو أن المملكة يحرسها جنودٌ بواسل أشداء و أقوياء البنية. هكذا ننجح في إيهامه، بأن تعزيزات كبيرة للجيش، قد جاءت لدعم الملك، كما يجب علينا أن نقوم بحفر خندق عميق حول الأسوار، ليس من خارج المملكة، و إنما من داخل حدودها، حتى لا يعلم العدو بها، فإن استطاع إختراق الأسوار يسقط في الخندق الذي سيلقي فيه الجنود العشب الجاف، و يصب فوقه القار، و تشعل فيه النيران من نهايتي الخندق و منتصفه في آن واحد."
سألها أحد القادة قائلاً: " و كيف لنا بتخطي الخندق ذهاباً إلى الحرب، أو العودة فراراً للرجوع إذا ما هزمنا؟" فأجابت:" توضع ألواح خشبية ضخمة لمرور الجنود و الخيل و ترفع حالما تعبرون، و لكنني يا سيدي أعلم بأن جنود الملك شهريار لا يفرون، بل يبذلون الغالي و النفيس لأجل بلادهم." تنحنح القائد محرجاً، و صمت.. سألها آخر: " و لكن ما تقترحين يحتاج لكثير من الوقت الذي بدأ بالفعل يبنفذ منا. كيف سنستطيع إنجاز كل هذا بسرعة؟ إضافة إلى أن الجنود سيصيبهم الأجهاد، و لن تبقى لديهم أي قدرة على القتال!" " و من قال أن أياً من الجنود سيقاتل؟ هذه الحرب ستنتهي بدون أن تراق قطرة دم واحدة.."
حط على رؤوس من في الغرفة الطير لوهلة، ثم تصاعدت الهمهمة و أصوات التعجب، لكن شهريار سأل العجوز قائلاً:" و ما السبيل لذلك، أيتها العجوز؟" " أولاً يا مولاي، سترسل خطاباً لملك الجيش المعدي مخبراً أياه، بأنه لن يقوى على قتال جيشك، و أن أضعف مخلوق في مملكتك يستطيع التغلب على أقوى و أمهر الرجال في حاشيته و جيشه، و أنه إذا أحب أختبار ذلك، فليلتقي بك و بصفوة من قيادات جيوشكما في منطقة الحياد." " يالك من عجوز خرفة!" " ضاعت المملكة !" "لا يعقل هذا الكلام" هكذا تعالت الصيحات في الغرفة إلى أن صاح شهريار:" صه! لا أريد المزيد من الضحايا من أبناء شعبي، و إن أستطعت أن أحقن الدماء بأي طريقةٍ، فسأفعل! أيتها العجوز، و من تقترحين أن يكون الخصم من مملكتى؟" " أنا، يا مولاي. لكن لي شرطاً واحداً، ألا و هو، ألا تأتي بذكر أي شيء عن زوجتك في الخطاب، و سأتأكد من عودتها سالمة لك." " فليكن.. هلموا لتنفيذ ما أقترحته العجوز. هيا!"
أنت تقرأ
عندما توقفت شهرزاد عن الكلام المباح
Historische Romaneأمتعتنا شهرزاد بالحكايات و القصص، و لكننا لم نعلم شيئاًّ عمّا حدث لها مع شهريار بعد الليلة التي تلت الألف.. ترى ما الذي حدث لهما؟ تابعوني مع أول رواية لي ستصدر على أجزاء و أتمنى أن تعجبكم. #سلوى