الفصل الثاني : نقطة تعارف

101 5 3
                                    

وبعد أن انتهيت من التعريف بنفسي اتجهت للجلوس بجانب فاطمة وبدأنا بتشارك أطراف الحديث.و بعدها دخلت معلمة الفصل حيث وضعت كتابها بقوة على الطاولة حتى صمت الجميع، ثم نظرت إلينا من خلف نظارتها نظرة ثاقبة و أصبحت عيناها السوداوتان كعينا قطة،وهتفت بصوت عالي قائله: وقوف!

و بمجرد استماع الطالبات إلى تلك الكلمة وقفن بسرعة و الذعر قد دب في قلوبهن إلا طالبة واحدة فقد بانت علامات الاستهزاء والضحك على وجهها ، ولم تستطع أن تكتم ضحكتها فضحكت بصوت عالي لنتلقى صوت حاد كاد أن يخترق مسامعنا ويقول : ما هذا الهراء ؟ أقلت شيئا يستدعي الضحك ؟

نعم كانت هذه معلمة الفصل التي تدعى "سماح" والتي بدت و كأنها ستقتلنا في أي لحظة بنظراتها الثاقبة تلك و صوتها الحاد. فصمت الجميع و هم يقفون بإستقامة، وملامح الإرتباك ظهرت على وجوههم إلا تلك الطالبة ..

المعلمة سماح وهي تنظر لنا بنظرة ثاقبة فتقول : من تلك التي ضحك ؟

بدأ الجميع يتهامس فيما بينهم ولكن ذلك الصوت الحاد أوقفهم مرة أخرى وهو يقول : اصمتوا !

ثم كررت السؤال بصوت أكثر حدة و قالت : من تلك الفتاة التي ضحكت ؟؟ إن لم تخبروني فسوف يعاقب الصف أجمع .

زاد إرتباك الطالبات وخوفهم و لكن بين أجواء الصمت صدر صوت يقول: أنا التي ضحكت، لم أكن أقصد ذلك و أنا أعترف أن ما فعلته لم يكن صوابا أعذريني معلمتي.

صمتت المعلمة لبرهة ونظرت إليها وقد رفعت أحد حاجبيها وقالت بإندهاش:ما اسمك ؟

أجابت بخوف، و إرتباك،و هي تنظر لنظرات المعلمة التي تكاد تقتلها : أدعى نوال

المعلمة سماح بحدة أكثر من السابق : لأن هذا هو اليوم الأول من العام الدراسي سأسامحك ولكن لو أعدتي ذلك مرة أخرى فستسحقين كليا ، ثم صمتت لبرهة وقالت : الحاضر يعلم الغائب ليكون للجميع علم بما سأقوله، من يكون معي سلسا ، و مجتهداً ،و لا يتبع أساليب الخبث ،و الجدال ،و اللعب سأضعه على رأسي وأكلله بأكاليل الياسمين ولكن من أجده يلعب ،و يتخذ طريق الإهمال منهجه سوف يرى شيئا لم يره قط هل هذا مفهوم .

جميع الطالبات في آن واحد : مفهوم .

آيه وهي تقول في نفسها : ( ما هذا الأسلوب ! ألا يوجد أسلوب أكثر تحضراً ؟ أتمنى أن تمضي هذه السنة على خير أشعر أننا سوف نلاقي حتفنا )

و بعد الإنتهاء من أجواء الرعب والخوف و مرور الحصة الأولى ثم الثانية و بعدها الثالثة جلستُ برفقة فاطمة لنتناول فطورنا ولكن كان هناك سؤال يداعب فكر فاطمة جعلها تتمتم قائلة : أين خديجة لم أرها اليوم ! يبدو أنها غائبةٌ اليوم كعادتها فهي لا تحضر اليوم الأول من السنة و ...... .

أيام مضتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن