بينما نتصفحُ ثنايا كُتبِ الماضي، و نُطلُّ على نوافذِ التاريخ،ِ حَيثُ تَقبعُ المعارِكُ الطاحنةُ و يشتدُ النزال، فحين امتزجت المؤامرةُ بالخيانةِ أعلنت تناغمها في أمرٍ لم يرُق لِشُعوبِ نيوكاتوريسا، حيثُ احتدَّ الزمانُ على غناءِ السيوفِ و رقصاتِ الأحصنة، سرقتْ مسامعي عباراتٌ تُعلنُ عن رفعِ رايةِ الحرب:- يا من هزّت حوافرُ فَرَسِكَ جيوشَ ملكِ فيوريست مجتمعة، دايمند موديرن ها قد استعدَّ احدُ اسودي فأسرع بإخراجِ فريستك، ارني كيف يقاتلُ فرسانُ كرايسيس.
دايمند: أهلاً بالذي قَدِمَ من جيوتساي العريقةِ و اجتازتْ جيوشه صحراءَ موريافانا، و لم يكن بمقدورِ جيشٍ اجتيازها، فكيف بجيشكَ قطعَ الصحراءَ لخوضِ المعركة، على المهلِ اليكساندر لانكاستر، فإن فريستي تنظفُ انيابها.
تقدمَ كلٌ من الفارسينِ و في خاطرِ كلٍّ منهما هدفُ يتيمُ، إنهما باللقاءِ قاتلٌ أو مقتول ..
السيفُ في يدٍ و الدرعٌ في الأخرى و عيونٌ تقدحُ شرراً لِعدوِّها، انقضّا على بعضهما، بينما جحظتْ العيونُ من هولِ النزالِ منتظرةً الخاسرَ المعطيَ الضوءَ الأخضرَ لبدأ المعركةِ.إنحسمَ النزالُ الأصغرُ، ها هو فارسٌ يعانقُ الثرى... التحمَ الجيشانِ... فلم يُعْرَفْ مُنتصرٌ من مهزوم.
مع مضيّ القليلِ من الوقتِ اتضحتْ معالمُ المعركةِ، جيشٌ اتجهَ إلى الصحراء، من ذا الذي انزلَ الرايةَ البيضاءَ؟
ما كان معروفاً عن هذا القائدِ انه لا يتخلى عن المكسبِ و الحسم ... و ما عُرِفَ عن المعاركِ أنها كرٌ و فر.
دايمند في خلده: حتى و إن بلغتَ بجيشِكَ البحر، سنجعلُ من خيولنا سُفناً، ويُصَرِحُ بالعَلن:
طاردوا جيشَ جيوتساي.في الجانبِ الآخرِ:
يهمس اليكساندر بمكر: هذا أنتَ موديرن ... و هذه هي نهايتك.
بدأت المطاردةُ و استمرتْ حتى اقتربَ جيشُ اليكساندر من شقٍ بينَ جبلينِ ثم ذابَ في عتمته، و كأن الشقَ ثغرٌ لأفعى ضخمة، أو كبابٍ تَوَّجَهُ بمفتاحِ النصر ..أو كما يَفْتَرِضُ اليكساندر أن يكون.
في جوفِ ذاِكَ الجبل الذي لا يُسْمَعُ فيه سوى ارتطامِ الرياحِ بأطرافِ صخورهِ و تلاعُبِها بالرمال،
أدركني صدى حوافرَ مع صهيلٍ مزَّق السكونَ ثم هدأ، أخذتُ أتعمقُ بالأمْر ...أمعنتُ النظرَ، وإذا بجيشِ اليكساندر يتربعُ بالمنتصفِ، يقفُ مواجهاً لجيشِ كرايسيس.
أنت تقرأ
●•نيوكاتوريسا•●
Randomاصواتُ مؤامراتٍ مبحوحةٍ، و اخرى صوتها كالرعد، هي اغانٍ مؤلمةٌ و قصصٌ تُحكى قبل النوم، منها مياهٌ عذبةٌ ... و اكثرها مستنقعات. فاليومَ هنا حربٌ و غداً سلام، هكذا كانَ و ما زالَ الزمانُ كما كان؛ ستبقى الحربُ هي الملكةَ المسيطرةَ، و الدمارُ وزيرُ الظلم...