المقدمه

1.7K 57 16
                                    

ها قدر مرت اعوام منذُ العثور على هولمز في منزلهِ في داونز ممدداً وساكناً بعد أن صمتَ ذلك العقلُ العظيم إلى الابد.

إنني أفتقده حتى هذا اليوم واتخيلُ احياناً في لحظات وعيي أنني مازلتُ أسمعه يُردد كلماتة الشهيره :"اللعبه مستمره يا واطسون..."

كما سبق لي أن كتبتُ في مكان أخر، فقد كان ستامفورد هو الذي اقترح عليّ إمكانيه الإقامة في مسكنٍ مشترك مع رجلٍ كان يظنّ أنّه كيميائيّ تحليليّ يعملُ في المستشفى نفسه. وقد عرّفني ستامفورد إلى هولمز الذي كان يُجري تجارب على أسلوبٍ لعزلِ بُقع الدم. وكان الاجتماعُ الأوّل بيننا غريباً و مربكاً و لا يُمحى من الذاكرة بالتأكيد... كان مؤشراً واضحاً إلى ما سيأتي.

كانت تلك نقطهَ التحوّل في حياتي. لم تكن لدي ايّةُ طموحات أدبيّة، ولو اقترح عليّ أحدٌ أنْ أُصبح كاتباً ذا أعمالٍ منشورة لضحكتُ من الفكرة. لكن، في إمكاني القولُ، بكل أمانة و بدون أنْ أمدح نفسي، إنني اصبحت مشهوراً إلى درجة لا بأسَ بها.

غير انني بدّدتُ ما يكفي من الطاقة على انشغالاتي الذاتية، وينبغي أنّ اكونَ قد فتحتُ بالفعل بابَ منزل 221B في شارع بيكر ودخلتُ الغرفهَ التي ابتدأت فيها مغامرات لا حصرَ لها. انا أشاهده الآن، اشاهد وهجَ المصباح خلفَ زجاج النافذه. أشاهد الدرجات السبعَ عشرَ وهيَ تدعوني الي الصعود من الطريق.

كم تبدو هذه المشاهدُ بعيده، كم مضى من الوقت منذ الصعود من الطريق. نعم، هاهوَ ماثلٌ هناك، غليونهُ في يده،يستدير نحوي يبتسم :"اللعبةُ مستمرَّه..."

القضية القرمزية.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن