الراكب 1 : طارق

63 3 0
                                    


إبتسم برضى عن مظهره و نزل إلى الاسفل .. دخل المطبخ و وجد أمه تحضر طعام الإفطار .. قبلها على رأسها و هو يقول:صباح الخير أمي

إبتسمت أمه قائله:صباح النور .. إستيقظت مبكرا اليوم على غير العاده طارق

جلس طارق على مائده الطعام قائلا:اليوم يومي الاول في الجامعه .. روح الشعف عالية لدي

دخل صبي ذا الخامسه عشر من عمره إلى المطبخ وهو يفرك عينيه قائلا بصوت يملئه النوم:صباح الخير (و جلس على المائده)

نظرت إليه امه و قالت بعتاب:ماجد .. عليك ان تغسل وجهك قبل الإفطار

تثاوب ماجد و وضع رأسه على الطاوله قائلا:أشعر بالنعاس

تنهدت امه بقلة حيله و إلتفت تكمل تحضير الطعام .. عقد طارق حاجبيه بعدم رضى و قال بحده:ماجد .. ألم تسمع ماقالته أمي؟!!

ماجد بإنزعاج:طارق .. انت لست ابي لتتحكم

رفع طارق حاجبه و قال بنبرة تهديد:ألم تسمع ما قلته؟!!

ماجد بإنزعاج:يا إلهي .. ابي مسافر لا تعتبر نفسك ولي أمري .. مفهوم؟! .. هذا مزعج للغايه (نهض مكملا) لا اريد الطعام (و خرج)

إلتفتت أمه بقلق إلى طارق اللتي كانت ملامحه هادئه تماما .. نهض قائلا ببرود:سأذهب

الأم بسرعه:ألن تتناول الطعام؟!!

إبتسم إبتسامه باهته و إقترب منها .. قبلها على رأسها و قال بنبره هادئه:لا أريد .. لا رغبة لي .. مع السلامة امي (و خرج )

الام:في حفظ الله با بني

........ خرج طارق و ركب سيارته و انطلق بها وهو شارد الذهن تماما ......

{مرحبا جميعا .. انا طارق .. و انا في العشرون من عمري و أكبر افراد عائلتي المكونه من اخي ماجد وهو يأتي بعدي بخمس سنوات .. ثم آخر العنقود التوأمتان لورا و لينا وهما في الثامنه من عمرهما .. اما عن والدي .. مالذي اقوله عنه؟!! .. نعم .. هو مسافر كما قال ماجد .. لا ليس ما فهمتوه .. فأبي مختفي منذ سبع سنوات .. سافر بعذر عمل إضطراري .. لكنه لم يعد بعدها ابدا .. لا احد يعلم اين ذهب او اي شيء عن مكانه .. إختفى هكذا فقط .. امي حاولة التغطيه عن هروبه و اخبرتنا انه مسافر لكني كنت اعي بأنه اختفى .. صدق اخوتي ذلك بحكم صغر سنهم انذا .. و الان اهي ماجد مدركا للأمر و هاهو بدأ يتمادى .. الامر بدأ يصعب علي و على امي كثيرا فحتى إخوتي تسألاني عن ابي .. و المشكله الاعظم انه ليس لدينا اقارب .. لا من جهة امي و لا من جهة ابي .. لذا الوضع متأزم مع ان امي تقوم ببعض الاعمال هنا و هناك .. لكن المال الذي تأتي به لا بكفينا البته .. لذا انا قررت العمل و بالفعل بدأت عندما كنت في الصف الاول ثانوي .. كسائق اجره لذا احوالنا مستقره و الحمدلله .. و لكن مع كل ذلك الضغط الذي كنت اعانيه لم يمنعني من الاجتهاد في دراستي وهاهو يومي الاول في الجامعه ... اوقفت سيارتي في مواقف الجامعه و انا مستعد تماما لسخريه التي قد اواجهها .. فأنا قادم بسيارة اجره .. لكني عودت نفسي منذ مده على التجاهل لذا الامر لم يعد يهمني كثيرا ... خرجت من سيارتي حاملا معي حقيبتي و هاتفي النقال .. لا يملك هاتف سواي و امي .. مع ان ماجد بدأ يلح علي هذه الايام بهاتف جديد ... لكننا لا نملك من الميزانيه ما تكفي لهاتف جديد .. لكني سأحاول جاهدا .. فهو في النهاية اخي الوحيد ... تجاهلت كل هذه الافكار عندما رأيت صديق طفولتي جهاد واقف و يلعب بهاتفه النقال .. إقتربت منه و قلت بإبتسامه}:السلام عليكم

مذكرات سائق الاجرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن