في الساعه 9 مساءاً هنا في هذه الغرفه الصغيره ذات الجدران البيض وستائر السوداء تكسر نقاء تلك الجدران يتوسطها سرير خشببي أبيض وغطاء أسود أمام ذلك السرير سجادة ذات الوان حياديه وعليها طاولة قصيرة ذات لون ابيض وعليها جهاز محمول أسود يقسم كل من دخل تلك الغرفه أن صاحبها لا يمت للأنوثه بصله أمام تلك الطاوله بمسافه لا بأس بها يوجد باب أسود مغلق ... فتح الباب بقوه لتدخل منه فتاتان الأولى قصيره والأخرى أطول منها بقليل على كل منهما إبتسامة خارجه من أعماق الفؤاد فرحاً تتسابقان لتجلسان أمام تلك الطاولة وتحاول أحدهم فتح ذلك الجهاز هناك ملف يخصهم يحمل تفاصيل حياتهم جميعها أقسما ألا يفتحاه حتى حفل أصغرهم بعيد ميلادها الثامن عشر مرتب على حسب أعمارهم فتحا الملف على الجزء الأعلى منه ملف أخر يحمل الرقم خمسه وداخله مقطع فيديو مصور لهما في أيام المدرسه الأولى في حياتهم ...
عندما بدأ تظهر في الشاشه فتاة صغيرة شعرها يكاد يصل إلى كتفها وعليها قميص أبيض اللون وبنطال يكاد يستر فخذيها الممتلئه ذا لون أسود عندما ظهرت تلك الفتاة ضحكت أحدم بشده فالأخرى منذ الصغر تعشق الالوان الحياديه وبين ضحكاتها تحاول سارآ التحدث ولكنه يخرج متقطعاً : ألم أخبرك ... أن هذه الألوان البائسه هي كـ ...فأل حظ سيء... لك منذ الصغر
فترد ديم متصنعه الغضب : أيجب أن أذكرك أنني لو لم أكن في حياتك لكنت قد غرقتي في هموم حياتك البائسه !!
سارآ: أضن إذاً أن حياتي أصبحت بائسه بسبب تعرفي عليك
ديم : اللعنه أنا لا أعلم لما أنا ما زلت أصادقك رغم نكرانك للجميل .
ينقطع ذلك النقاش عندما تظهر فتاة أخرى ترتدي فستان ذا لون سكري فاتح و على أماكن متفرقه من ذلك الفستان خيطت ورود صغيره لها ألوان مشرقه وشعر يصل إلى أسفل أكافها وطوق ورود في أعلى رأسها وخدود حمراء خجله لتنفجر ديم ضاحكه بأستهزاء وسخرية : لا أعلم هل كانت الألوان المشرقه التي تعيشين في وسطها أعطتك حظ رائعاً كما تقولين
سارآ : أخبرتك سبب حظي السيء وجودك في حياتي فقط .
ويستمر ذلك النقاش العقيم ولا يكاد يخلو لقاء لهم منه وينتهي ذلك المقطع الذي لم يشاهده أحد سوى جدران الغرفة ولينتقلوا لصور أيام الروضة لهم ديم كانت دائماً ذا شخصيه قياديه وعنيده في جميع الصور وسارآ ذات شخصيه خجوله وهادئه جداً ومطيعه فيهم وفي كل صوره توجد تعليقات من كلا الفتاتان على صور ويستمرون في التنقل بين الملفات الواحد تلو الأخر لكل ملف صوره الخاصه ولكل صوره حكايه وكل حكايه لا تخلو من تعليق مستفز من أحدهم حتى وصلوا لملف ذا الرقم عشره وفي جميع الصور يظهر فارق الطول الشاسع بين الفتاتان ف ديم تبدوا كمن توقفت عن النمو بينما سارآ كانها أصبحت تنمو عنها وعن ديم فكل من يشاهد سارآ يظن أنها في الخامسه عشر أما ديم فكأنها بالسابعه فقط .
سارآ: أظن أن بدايه حظك السيئ في سن العاشره مع بطء نموك هذا
ديم : يستحسن أن تصمتي وتركزي على كميه الأنتفاخات الموجوده في جسدك بهذه الصوره من يراك هنا يشفق على حال ثلاجتكم
بعد ذلك التعليق القوي من ديم ضحكت الفتاتان بشده حتى إمتلئت أعينهم بالدموع فشكل كلاهما كان مضحكاً جدآ فالصور ... وحتى صولهم لملف السابع عشر فكل واحده منهم بكت وضحكت وحنت بشكل قوي على كل تلك الصور .
في نهايه الملف السابع عشر صوره تجمع عائلتاهما جميعاً ليس بسبب شيء معياً هم فقط أرادا أن يختما ذلك الملف بصور عائلاتهم مجتمعه بعد أن حرصا على ان يجمعا صور لهم فقط في جميع مراحل عمرهم .
تنهيده تخرج من الفتاتان بعد أن أستلقيا على السرير تحمل كماً كبيراً من الراحة لوجود كل منهما في حياة الأخرى تلتفت سارآ لترى ساعة الحائط السوداء تدل على ان يوم ميلاد ديم في الخمس الدقائق الأخيره تعود سارآ لتشاهد ديم مغمضه العينين مرتاحه جداً
سارآ : ديم
ديم : همم
سارآ : عيد ميلاد سعيد عزيزتي .
تفتح عيناها ديم مستغربه حديث سارآ : ماذا؟ لما تباركين لي مرة أخرى؟ أنتِ أول من بارك لي هل نسيتي ؟
سارآ : همم لا .. ولكن فقط أردت أن أكون الأخيرة أيضاً
ديم : همم شكراً لك عزيزتي
وفقط هكذا نامت تلك الفتاتان بطريقه مبعثره ف إحتفالهم مع جميع أصدقائهم قبل دخولهم للغرفه ثم الجلوس أمام الحاسوب لثلاث ساعات أرهقهم حقاً ولكن ليس كل إرهاق متعب فبعضه إرهاق لذيذ حقاً...
إستيقظت إحداهم في الساعة الثالثه فجراً لتشاهد الأخرى بجانبها تنام بعمق شديد إجتاحتها رغبه ملحة حقاً على أن تحتظنها بشده أن تخبأها عن جميع من هم خارج هذه الغرفة أستغربت هذه الرغبه حقاً ولم تعرها أي أهتمام رغم خوفها المفاجئ اللذي ظهر بدون مقدمات ليعيق نومها المريح لتحاول النوم مره أخرى ولم تستطع أبداً ...
أنت تقرأ
Is That Real Friendship ?!
Fiksi Umum-همم.. لا أعلم لما أنا أمامك هنا في هذا الوقت لأجيبك على ههذا السؤال الأحمق ؟ -أتعنين أنها لا تعني لك شيئاً ؟ -أبداً لا ... هي كل شيء أساساً وتعني لي معاني كثيرة أكاد أقسم أني أشعر بكرة من نار في حلقي لتدافع الكلمات فيه كلُ منها لا تخرج لأني أخاف...