أيا قمر ما لي أراك شاحبا .وكأن ظلمت الليل قد ألقت بظلها الشبحي أمامك. لا تقل لي بأنك تشعر بالوحدة.ألا يكفيك هذا النور المشع.ألا يكفيك عزف الجندب لتسليتك.ألا يكفيك كثرة النجوم حولك .ألا يكفيك حديث العشاق معك.ألا يكفيك الشعر الذي يصاغ فيك.ألا يكفيك الإستماع لتسامر المسافرين تحت ضوءك. أراك وقد تهلل وجهك بالفرح.أهو بسبب ماسمعته؟ أكنت أعمى عنه من قبل والآن قد أبصرته.
القمر:لقد كنت محقا في كل ما قلته .لكن الحقيقه التي لا يعرفها أحد أنني أشعر بالوحده لأن ضوئي يختفي في النهار .وعزف الجندب لا أسمعه في الشتاء.والنجوم الكثيرة حولي لا تحدثني لأنها لا تفهم لغتي.وحديث العشاق كله عن أحبابهم.والشعر يصاغ للتشبيه بجمالي وضيائي وليس عني.وتسامر المسافرين يكون مع بعضهم لأني مجرد ضوء لهم إن لم يجدوا نارا.بعد هذا كله لا بد أنك تتسائل لماذا إذا هذا الفرح المرتسم على وجهك؟ ،سأقول لك:أنه بسبب سؤالك عن حالي ومحاولتك التخفيف من معاناتي.لأنك الشخص الوحيد الذي تحدث معي حقا وكنت أنا الطرف الثاني في هذا الحديث.فشكرا جزيلا لك .ولعل الله أن يأتي لي بأشخاص مثلك يتحدثون معي ولا يتحدثون إلي.
انتهى بقلمي سيوو.
