_
Harry's POV
استيقظُ على رنين المنبه وأتنهدُ تنهيدةً طويلة ..
لم أملك في حياتي أيُ شيءٍ مُلهم أو يستحقُ الذكر ، ليست مملة كحياةِ مُراهقٍ عاديّ في السادسة عشرة من العمر أو صاخبة مليئة بالاحتفالات والفتيات .. لا ..
ربما قد يُلاحظ الناس يوماً مدى وحدتي .. وكيف أنني سمعتُ عن طريق الخطأ نقاش والدتي وخطيبها عن كوني سأعيش في بيت العجوزِ هايدن من الغد بعد زواجهما ..
وهل اعتقدت أني سأبقى ؟ .. هل اعتقدت - رُبما - مُفكرةً بجانبها العاطفيّ الذي أعتقد أنها تستعمله في كونها عاهرة طيلة الوقت وأخيراً قررت أن تتزوج و أجزمُ أنه زواجُ يومين لا أكثر بعدما يكتشفُ زوجها كونها مُجرد عاهرة تملك مئات الأرقام في هاتفها ..ولكن من يهتم ؟ .. حتى ان كانت خُطتي بالهرب ستفشل فأين سأذهب و أنا لا أملك أي نقود و كوني ما زلتُ تحت السن القانونية يُعيق فرصتي بالعيش وحيداً ..
ولكن إن نظرنا ملياً وفكرنا بطريقةٍ إيجابية .. العجوز هايدن لن تمنعني من الجلوسِ على رصيف الشارع كما أحببتُ دائماً و أعد عدد المارة والسياراتِ الحمراء لقلةِ عددها ..
.
.
.
London | 24.5.12
" أعلنكما الآن .. زوجاً و زوجة "
يُصفق الجميع بحرارة و الورود تملأ المكان و أقفُ بعيداً مشاهداً والدتي تُقبل الرجل و أقلب عيناي عندما أتخيل شكله يراها تضاجعُ رجلاً غريباً كما رأيتها أنا ..
أتجاهل رغبتي بتفجير المكان و الصُراخ في وجههم بالحقيقة ولكن لا .. يتوجبُ عليها البدءُ في حياةٍ جديدة ونقية
لا أعتقدُ أن أصدقائها و كل الحاظرين الآن سيكونون سُعداء ان علموا أنها عاهرة .. أو اذا علموا أنها حولت حياة ابنها للجحيم عندما تحرشت به وهو في العاشرة من العُمر ..
أخرج متجاهلاً كل شيء و أصناف الطعام الذي اشتهيتُ طعمها حقاً فلم أكن أحظى إلا بالقليل ولكن القليل يكفي قناعتي .. أصلُ إلى المنزل أخيراً و ألاحظ أنَّ والدتي كانت قد جهزت لي حقائب حقاً و أبتسمُ بسخرية على ظني أنها ستبقيني إلا أن أصبح قادراً على تدبر نفسي ..
أبدل ملابسي سريعاً و ألقي البدلة اللعينة على السرير و أجد أقرب مزهرية للورود على الطاولة لأحملها وألقيها على الأرض بلا سبب .. اعتقدتُ أن أحطم الزجاج كلما شعرتُ بالضيق .. فقط رؤيتي للشضايا المتناثرة أرضاً وبعضها الذي غُرز في قدمي ليتسبب بنزيفها ..
القطعُ المحطمة تُذكرني بنفسي .. كيف أنني طيلة الوقت اعتدتُ وجودي هُنا وحيداً و أمي بالخارج تفعل ما يعلمهُ الاله وحده .. وفي المدرسة الجميعُ يتجنبني لأنني قليل الكلام وهذا ليس خطأي فأنا لا أجيده لأنني لم أعتد عليه .. و هل تعتقدُ أنها ستلاحظ أنَّ صحونها و أوانيها تتناقصُ شيئاً فشيئاً ؟ .. هي تكادُ تتبرزُ مالاً من الخِراف الذين تعرضُ لهم مؤخرتها !
.
.
أخرجُ من المنزل سريعاً ودموعي تُغطي وجنتاي .. أشعرُ ببرودة أطرافي و وغزٍ طفيفٍ في أنفي من الهواء البارد الذي هبَ على وجهي .. أسير الشارع المقابل لمنزلي ، لم أبتعد كثيراً .. ولكنني وصلتُ للمكان الذي أحببته بلا سبب .. و هجرته لفترة لأن باب المنزل يوصدُ عليَّ كما لو أنني كلبٌ مسعور .. مُضحك ، كلبٌ مسعور .. الكلابُ على الأقل تمتلكُ الحُرية !
أقفُ في منطقتي المُفضلة على الرصيف .. أمام متجر العم مايكل لبيع الحلوى ، لطالما أحببته فهو يهتم بي قليلاً ويعلمُ أني أتمنى الحصول على واحدة .. كان دائماً يناولني الحلوى عندما كُنت صغيراً .. هُنا جالساً على الرصيف .. ولكن الآن هو أصبح يتجنب الاقتراب مني لسببٍ أجعله ! .. من يلومه ؟ .. من يهتمُ لابن عاهرة ؟ ...
.
وعندما كُنت جالساً أذرفُ دموعي ببطء .. دمعةٌ من دموعي أصبحت حُلماً تحقق ..
_
what you think about this part?
أنت تقرأ
Dreams on the pavement - larry stylinson
Romance_ كيف هو شعورك عندما تراني مُجدداً ؟ .. الطفلُ الذي تعاطفتَ معهُ لأنه كان يبكي جالساً على حافةِ الرصيف .. لم يكن عليك مُلامسةُ يداي حينها .. كان عليك أن تلقي نظرةَ اشمئزازٍ في وجهي و ترحل كما رحل البقية .. لما لم تفعل ؟ أكنتَ تقصدُ سرقة قلبي...