الفصل الأول :
خليل وماجدة زوجان محبان ، يكدحان في النهار ، ثم يعودات لبيتهما منهكين من عملها ، خليل مهندس بناء ، يصحو في الخامسة فجراً ، يلبس قبعته البرتقالية ثم ينطلق ليمارس حرفته التي يتقنها ، تتبعه ماجده بعدها بساعتين ، تتجه إلى المتحف الذي تعمل فيه كمشرفة أمن ، وتؤدي عملها بابتسامة يحسدها عليها زميلاتها ، مرت الحياة رتيبة على هذه العائلة ، قبل أن يرزقهما الله بطفلة أسموها هدى ، فرح الوالدان بها جدا ، ومرت الأيام بسلاسة ، خليل يصطحب هدى لعمله كثيرا ، وهي طفلة مشاكسة ، ترتدي قبعة والدها ، ثم تعطي عمال البناء ارشادات مغلوطة تخترعها من خيالها ، ويومئ عمال البناء وكأنهم سينفذون أوامرها العبقرية ، وعندما تصطحبها والدتها ، فإنها كانت تختفي في ردهات المتحف ، وتضطر والدتها لاستخدام الكاميرات الأمنية لتحديد موقعها ، ولم تفلح محاولاتها الكثيرة في ثنيها عن هذه العادة ، كبرت هدى والحياة تسقيها حنان الأب وعطف الأم ، وعندما أصبحت في التاسعة من عمرها ، لاحظت شيئا غريبا ، كانت عائدة من المدرسة ، والوقت ظهرا ، وثمة ابتسامة سعيدة ترتسم على شفتي والديها ، كان هناك شعور من الحماسة يسري في جسديهما ، لم تفهم ما الأمر ، لكنها سرعان ما هلعت وهي تلاحظ بروزا في بطن والدتها ، التي كانت تتلمس بطنها ضاحكة ، صرخت هدى :
- أمي ماذا بك ، هل تعرضتي لحادث ما ؟
قهقه خليل ضاحكا وهو يحملها ثم شرح لابنته
- كلا انها بخير ، لكنك سترزقين بأخ
اتسعت عيناها ، كانت سعيدة للغاية ، وبدأت تقفز
- اخرجيه الان يا أمي ، أريد أن أراه
لم يملك والدها منع ضحكاته ، فانفجر ضاحكا مرة أخرى ، شرحت أمها
- حسنا يا هدى ، عليك أن تنتظري بعض الوقت لتريه
- ولكن يا أمي ، أريد رؤيته
-إنه صغير جداً الان ، لا يستطيع الخروج
- حسنا سأنتظر إلى الغد !
قالت هدى وهي محبطة ، ابتسمت والدتها وهي تقول:
-أخشى أن عليك الإنتظار لوقت أطول
أنت تقرأ
مخلوقات الليل
Short Storyفي هدأة من الليل ، وفي آخر ساعته وأشدها ظلاما وحلكة، أحست هدى بالعطش القاتل ، نهضت من فواشها بنعومة ، محاذرة أن لا توقظ أختها سلمى ، لكنها فوجئت بأمر لم تتوقعه أبداً !