أعتذر

54 4 10
                                    









قالت قبلَ أنْ تودعه:

"اعتذر، عن كل ما بدرَ مني..
أعتذر، لأَني لا أُبادلكَ المشاعر ذاتها، ولأني لا أستحقُ تضحياتكَ لي!
أعتذر، لأننا لا نُلائمُ بَعضُنَا، ولأني لم آتي من بيئةٍ تناسبُ بيئتكْ، فنحن مختلفين!
بالنيابةِ عن الجميعِ.. أعتذر، فالمجتمع لا يرحم علاقة من هذا النوع، علاقة لم يسبق لهم ان عاشوها أو حتى سَمِعوا بها!"

لاحَظَتْ تلك الدموع التي تجمعت داخل عيناهِ وأكمَلَتْ:

"أرجوك افهمني..
علاقتنا صعبةٌ مستحيلة، فلا تنسَ بأنني.. عربية!
أرجوك، امحني من ذاكرتكَ وانسَني.. انسَني، وكأني شيئاً لم يكن!
والآن، وداعاً، أتمنى أن تعيشَ في سعادةٍ وهناء! "

انهت كلماتُها التي غُرِستْ كالأشواك في قلبهِ، بابتسامة.. واستدارت لترحل:

"سارة !!"

بصعوبةٍ نطقَ بإسمها!

"أخافُ أن لا أستطيعَ محيُكِ من ذاكرتي وذكرياتي، فأموتُ هماً..
وأخاف أن أفشل في نزعِ حبّي لكِ من قلبي، فأعيشُ جسداً بلا روح!
فأنا دونكِ ميتٌ لا محالة..
سارة، أتعلمين؟ بقربكِ اجِدُ السعادةَ والهناء، فكيف لي ان اجدُهُما في بُعْدكِ!؟"

لم تلتفت له، بل ظلّتْ تنظرُ للأسفلَ بعينٍ باكية، وبقلةِ حيلة! ثم هَمَتْ بالرحيل..

مرّت الأيامَ ومَرّتْ السنين، والشعور بالذنب يكبُرُ بداخلها! بينما هو..


ماتَ عشقاً..
ماتَ حُبّاً..
ماتَ شوْقاً..
ماتَ مُتَيَّمًا بها!

مُقتطفات من ذاكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن