فقد للمرة الأخرى

21 1 2
                                    

أسبوع مضى قضت فيه الفتاتان كل وقتهم معاً .. النوم معاً الأستيقاض معاً الأكل والتسوق واللعب كلها كانت أشياء مشتركه بينهم ...

ليله تسبق صباح اليوم الموعود

كانت ديم وسارآ على السرير يتحدثون بأشياء كثيرة أثنتاهما قررتا أن لا تتحدثا بموضوع السفر
فكلاهما أجلتاه لساعته الأخيرة ففكرة الرحيل
كانت مؤلمة لكلاهما ...

قاطع حديث سارآ رنين هاتفها الذي يتصل به والدها
ابتلعت سارآ لعابها بمحاولة بسيطة لتعديل صوتها.

سارآ : مرحباً أبي ... حسناً سأفعل... الأن !! لكن .. حسناً حسنا أنا قادمه.

نظرت ديم إلى سارآ تبحث عن حديث قد يريحها شيء كأن كابوس رحيلها إنتهى لكن ...

سارآ : أبي يخبرني أن أءتي للمنزل الأن .. شيء كان أتأكد أن كل ما أريده قد تم نقله لهناك .
ديم : حسناً إذاً يجب أن تذهبي !!
سارآ : موعد الرحلة غداً ظهراً ... أنتِ يجب أن تتأكدي أن تكوني حاظرة هناك لوداعي !!
ديم : سأتأكد من فعل ذلك

خرجت سارآ من الغرفة لتتجه إلى باب الخروج عيونها تنظر إلى كل شبر من هذه الشقة تترجى عيناها أن تحفظ تفاصيلها الدقيقة ...تراها كأول مرة دخلت بها باب هذه الشقة ... دائما كانت تشتكي من بعد مسافة غرفة النوم عن باب الخروج لا تدري لما هي أصبحت الأن قريبة جداً بالنسبه لها.

وقفت لتنظر لديم خلفها بسرعة ... كلتاهما تحاربان دموع حقيقة أن هذه أخر زيارة لسارآ هنا حتى أجل غير معلوم .

حشرجة خرجت من ديم لتتحدث بعدها : إذا غداً في الظهيرة سوف نلتقي .
سارآ : أجل .
ديم : هل أستطيع أحتظانك دون بكاء !

وكأن عيون سارآ تنتظر الأشارة فقط لتبدأ بالجري على خدها الشاحب .
إحتظنت ديم سارآ بشده محاولة أسكاتها عن البكاء تحدث سارآ وتهون على قلبها مصيبة الفراق .. صداقتهم إستمرت ل 13 سنة بدون فراق أبداً ... هي فقط مرة وكانت لمدة أسبوع وكادت سارآ أن تموت من البكاء وقلة التغذية ... الأن فراقهم دائم إلى أجل غير مسمى ...

كانت شهقات سارآ تغرس خناجر في قلب ديم وبكاء ديم كماء نار سكب على جسد سارآ .. توقفت سارآ عن البكاء بعد فترة لتلتفت ديم وتعود لغرفتها مسرعة ... لتخرج سارآ من المنزل مغلقه الباب بقوة ... تعلم ديم أن سارآ فعلت ذلك لتعلن خروجها ... وتعلم سارآ أن ديم فعلت ذلك لتستطيع الرحيل دون خسران المزيد من الدموع .

بعد أن خرجت سارآ من المنزل ذهبت ديم للنوم وهي تبكي رغم أن الوقت مبكر جداً على ذلك .. كلنا ننام عندما نحاول الهروب من واقع مر نعيشه .

11:30 مساءً

أستيقطت ديم تشعر بأن حلقها ينزف دماً كلما حاولت أن تتنفس ... وقفت لتشرب القليل من الماء لترحم حلقها وترتاح هي من عذابه .. خرجت من الغرفة لتجتاحها برودة غريبة إنتظنت نفسها لتستمر بالسير حتى المطبخ وعندما حاولت إلتقاط الكأس رأت إنعكاس وجهها في المرأة ... حمرة شديدة تكتسي خديها وعيناها كأنها دماء وتمتلك إنتفاخات شديدة ... أكانت تريد أن تشرب الماء ليذهب الالم للجحيم ...هي فقط تذكرت أن سفر سارآ غداً لتعود موجة البكاء مرة أخرى ويرتجف جسدها بشدة ... تحاول العودة للسرير قبل أن يخونها جسدها لتسقط في غرفه المعيشة ويستقبلها الرخام البار ...بكاء هيستيري ودموع تزيد ديم وحدة... أن لا هنالك ليمسحها أنتِ وحيدة الأن عائلة متوفية وصديقة مسافرة ... تزيدها فراغ الشقه وصوت خرير المياه والأنوار المغلقة وحشة وخوف وتغوص في دوامة الفقد مرة أخرى ...

Is That Real Friendship ?!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن