اليومُ الثامن : أربعون يومًا ؟

136 13 19
                                    

بالرغم من أن عدد الفوتز والكومنتز قليل فعلًا ومُحبط لكن ، سوف أُكمل حتى النهاية ! 🌟

* * *
-١-

"ها أنتِ ذا .. إيما روبنز. أو هل أدعوكِ .. باسمٍ آخر؟" اقترب بجسده المعدنيّ نحوهها.

"من أنتَ .. مالذي تريده بالضبط؟" قالت بثقة لم تعهدها في صوتها المُنكسر.

"قلتُ لكِ .. أنا مُجرد إنسان .. إنسان آلي لطيف "
قالها بابتسامة، ابتسامة غريبة تمامًا لدرجة أن إيما لم تلحظ أنها ابتسامة !

"كما ترين .. أنا لا أُشبهكم"

"بالطبع، إنك قبيح على أن تكون إنسانًا حقيقيًا"

"قبيح؟ على الأقل أنا صافي السريرة، وجميل تمامًا من الداخل.. أنا لا أقتل الأبرياء، لا أُثير الحروب، وأنا ذكي تمامًا.."

"حسنًا ما دمت ذكيًا لديّ لُغزٌ جميل، من الأذكى؟ أنت.. أم من صنعك؟ إن الإجابة بسيطةٌ جدًا! لا يجدر بك أن تكون مُتعجرفًا ومغرورًا في حضرة جنس صانعك، ألا توافقني؟"

"ومن الذي أخبركِ بأنهُ تمّ صناعتي بواسطة جنسكم! أنا لم أُصنع بواسطة بشر أبدًا. لقد صُنعت بواسطة وحوش! وحوش صنعتني لأكون وحشًا مثلها تمامًا. ولكنني اخترتُ أن أكون إنسانًا أكثر من الإنسان نفسه!"

بدت إيما مشوشة للحظات، هل أنا فعلًا أُكلّم آلة؟ الغريب هو ليس أنهُ ذكيّ جدًا، الآلات عادةً هكذا... الغريب أنهُ .. حساس! وعاطفي! هذه الصفات، لا يمكن أن تكون في آلةٍ باردة. إنها صفات تتميز بها الكائنات الحيّة فقط.

"إنك مُجرد آلة بزر تشغيل، يُمكنني بهذا الزرّ إما إطفائك للأبد أو إعادة برمجتك!"

ضحك ضحكةً عاليةً صدحت في المكان حتى سرت الرعشة في أوصالها وتجمدت أطرافها
"لا تتحدثي كأنكِ تعرفين الكثير! هذا يُثير إشمئزازي! بالنسبة لشخصٍ عاش في غيبوبة لخمس سنوات، بل عاش في غيبوبةٍ حياته بأكملها، هل هذا ما تقولينه إليّ؟ هل تظنين .. أنني مجرد رجل آلي فعلًا؟"

"م...مالذي تقصده؟"

"يُمكنكِ القول بأنني مُوكلّ بمهمة من نوع خاص، مهمة عاجلة .. وأنتِ! أنتِ من المفترض أنكِ تعملين عليها الآن، كيف يُعقل بأنكِ لا تعرفين ربّ عملك؟"

"أنت تُثرثر كثيرًا!" قالت بمُقت شديد.

ارتفعت نبرة صوته، شيءٌ ما، كالدمّ، كالدمّ تمامًا يغلي، بداخله. قلبهُ يشتعل، يبدو ... يبدو غريبًا جدًا كأنهُ .. نصف بشريّ ونصفُ آلة!
صرخ بزهوّ وابتسامة واسعة "أربعون يومًا. أربعون يومًا يا عزيزتي. من المُفترض أنّ معكِ أربعين يومًا كحدٍ أعلى! حضرة المُحققة. روبنز."

"أربعون يومًا؟"

"لديكِ مهلةُ أربعين يومًا لحلّ هذه القضية، وإلا سيتم إبادة جنسكِ البشريّ اللعين بالكامل !"

* * *
-٢-
"هل استيقظتِ؟" قالت جينيفر بابتسامة.

"مالذي حدث؟ كيف... كيف يحدث هذا في كلّ مرة أوشكُ فيها على فهم شيء؟ حينما كنتُ هناك مع إداورد.. و .. و مع ذلك الرجل الآلي! مالذي يحدث معي!"

"هل أنتِ بخير عزيزتي؟" جينيفر لا تزال مُحافظة على ابتسامتها.

"أقول لكِ .. أن هنالك شيئًا خاطئًا معي... لقد .. لقد ذكر لي شيئًا بشأن قضيةٍ ما.. وأربعين يومًا.. هكذا قال!"

صرخت جينيفر بانفعال "لهذا أنا أسألكِ الآن .. عن ماذا تتكلمين تحديدًا! تبدين كمن يُهلوس!"

"مالذي تقصدينه؟ جيني.. جيني أنتِ كنتِ معي .. حسنًا ليس تمامًا ولكن صوتكِ كان حاضرًا.. في تلك المركبة.."

"أظن أنهُ يجدر بكِ أن تحصلي على مزيد من الراحة. لا تبدين بخير. هل معكِ حُمّى؟ هل كان هذا بسبب سقوطكِ في النهر؟ يا إلهي.."

"عن أيّ نهر تتحدثين أيتها الملعونة! لقد مرّ على ذلك ثلاثة أيام! لا تُعامليني كالمجنونة! كل هذا لأنني عرفتُ حقيقتكِ!"

"الحقيقة يا عزيزتي أنكِ مريضة جدًا، أنا آسفة لأنني عرضتُكِ لكلّ هذا.. أنا.."

قاطعتها إيما بهدوء "من تكونين بالضبط! هل تعرفينني؟ هل لديكِ بعض الأحقاد معي؟ هل .. هل اعتقلت أحد أقاربكِ وزجّيت به في السجن؟ هل يجبُ أن أثق بكِ لأنكِ أول من رأيت حال استيقاظي؟ لا تظنّي بأنني بهذه السذاجة! أنا مُحققة! لقد اعتدتُ أن أشكّ في كل شيء، لأن هذا هو عملي. لا تظني بأن بإمكانكِ خداعي! أنا الآن أعرفُ... أعرفُ عن الفرقة الناجية أو أيًا تكن.. أعرف عن القضية.. ولكن الشيء الوحيد الذي لا أعرفه هو... هو..."

"هو؟" سألت جينيفر بسخرية واضحة.

"مالذي .. مالذي تُريدينه منّي؟!"

"هل تُحققين معي الآن؟"

"أنا أسألكِ"

"أُريد حِمايتكِ.."
قالت جينيفر بضعف، بخوف، ورجاء.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 25, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ولادة الموت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن