بين اللوان الرصيف

9 0 0
                                    

بين الوان الرصيف

· كم ثمن الحكاية يا جدتي

· لا لا اريد من هذه الحكايات التي تحكيها الى جميع المارة

· نعم جدتي اريد الحكاية التي تخفيها على الجميع

· حكايتك انتِ كم ثمنها ؟

بين الوان الرصيف والباعة المنتشرين عليه كان هنالك لون مختلف عن باقي الالوان كانت هنالك سيده تلقي الحكايات على المارة مقابل مبلغ من المال يوفر لها ولأحفادها الثلاث لقمة عيش لا بأس بها وكانت تلك السيدة الطاعنة بالعمر تخبر جمهورها عن نوع الحكاية التي تشتهي اذانهم سماعها وكانت تحصل على جمهور جميل بين قصة واخرى وقد علا صيتها بين الناس حتى وصل الى الامير حيث كان الاخير مهتم بالفنون و الادب وكانت تلك السيدة وحسب رؤية الكثرين الاكثر بلاغة بين الجميع مما تملكه من مفردة جميلة وخيال واسع في سرد الحكايات .

في احد ايام الشتاء جاء الامير كعاته متخفيا بلباس غير لباسه ليستمع الى احدى حكايات السيدة واذا بها تركت مكانها فارغا , نعم تلك العجوز لم تحضر اليوم سأل احد الباعة ان كان قد شاهد تلك السيدة اليوم فاخبره انها لم تحضر منذ اكثر من خمسة ايام وان الكثيرين قلقين عليها حيث انها طوال العامين لم تغب اكثر من يوم واحد عن ذلك الرصيف , حس الامير ان خطب ما اصاب تلك السيدة فسئل ذلك البائع ان كان يعرف عنوانها فاخبره بعنوانها وسارع الامير الى ذلك الزقاق الضيق ليسأل مرة اخرى عن دار تلك السيدة فاخبروه بعنوان دارها , طرق الباب فتحه له صبي لم يتجاوز العاشرة من العمر فسئله عن السيدة ولماذا لم تحضر الى الرصيف منذ عدة ايام فاخبره الصبي بتدهور حالتها الصحية وان صوتها لم يخرج من فمها وسئل الامير عن امكانية مقابلة سيدة فأذن له بالدخول القى التحية على طفلتين كانتا يلعبن ببعض الدمى وما ان وقعت عينه على السيدة حتى القى عليها التحية فاطرقت برئيسها ترد تحية ذلك الشاب تكلم معها دون فائدة وكانت الدموع تملى عيون تلك السيدة فاخبرها انه الامير وسوف يرسل لها اطباء القصر لينظروا في حالتها زادت دموع تلك السيدة لم يفهم الامير سبب حزنها وكان من الاجدر بها ان تفرح بهذا الخبر وتسيل منها دموع الفرح بدل دموع الحزن ,

وما هي الا سويعات حضر عدد من الاطباء الى تلك السيدة وصفو لها بعض الاعشاب التي من شأنها تحسين حالتها واخبروها بأن لا تتكلم لمدة ثلاث ايام فعلا بعد يوم او اثنين بدئت السيدة بالشفاء وما ان جاء يومها الخامس بعد رؤية وحتى استعادة صوتها وقوتها من جديد وقررت الذهاب الى ذلك الرصيف مجددا دون اي تفكير بشكر الامير على ما عمله معها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 21, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بين اللوان الرصيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن