بعد يوم متعب وسفر شاق وصلنا لمنزلنا الجديد اخيرا، كان رائعا بحق، واسع و نظيف عكس توقعاتي، فبيت مهجور منذ اكثر من ثلاث سنوات مستحيل ان يكون بهذا الترتيب. كان كل شيء بمكانه، الخزانة و الاثاث و الستائر لا اثار للغبار عليها، الارضية لامعة مصقولة كل شيء نظيف. صعدت لارتاح من السفر بعدما اخترت احدى الغرف المعزولة، كانت بعيدة عن الغرف الاخرى فأنا لا احب الاتصال بالعالم الخارجي كثيرا، هكذا انا منذ الصغر منطوي و احب الخصوصية. فتحت باب الغرفة لافاجئ بما لم تتوقعه عيناي، على عكس المنزل كله كانت هذه الغرفة وحدها تشعرك بالكآبة، متسخة و مفعمة برائحة الاتربة ، تفترش ارضيتها سجادة حمراء شحب لونها جراء الغبار و يتوسط الغرفة سرير مهترئ تحيط به كومة اوراق، امتلأت جدران هذه الغرفة بطلاسيم و رموز لم افهم منها شيئا، كنت انوي الخروج من هناك و البحث عن غرفة اخرى لكن التعب و الاعياء نالا مني. استلقيت على السرير و لم اشعر بنفسي الا و قد غططت في نوم عميق، لاستيقظ فجأة وسط ظلمة الليل على صراخ مروع هز اركان البيت. اللعنة ما هذا ؟ صحت منتفضا من مكاني، و سرعان ما توارت الى ذهني فكرت بثت الرعب في نفسي: هذا صوت جدي! نزلت بسرعة الى الطابق السفلي و دقات قلبي تتسارع، اضأت المصباح لاصدم بجدي مستلقيا على الارض يتوسط جبهته منجل ضخم و تسبح جثته وسط بركة الدماء. اتسعت عيناي من الصدمة و خرجت من المنزل حافي القدمين تتبعت ضوء منزل قريب طرقت على الباب باقصى ما لدي كانت اصوات السب و الشتم تتعالى و ما ان فتح الباب حتى انقضضت على الرجل و انا ابكي و اصرخ بملئ حنجرتي: ساااعدني! النجدة انقذه ارجوك انقذه! لقد اخترق جمجمته هو سيموت ارجوووك ساعده انقذه ارجوك لا اريده ان يموت!! ظل الرجل صامتا و هو يرمقني بنظرة شفقة ثم قال بنبرة هادئة اخر شيء توقعته: تبا! يبدو ان اشباح الزئبق قد عادوا من جديد!!!