ها قد كبرت فتاة السادسة عشر
وقد احتفلت مع ام لها و اخ لم يتوان في توفير حاجيات عائلة لا أب فيها
تضافرت الأعوام وتواصلت سنوات لم يكن هاجس القتل محرما فيها كان الدم بالنسبة لبيئة بدوية هو الأرقى لحل مشاكل رسمها القدر قتل العم سفيان و سليم و الحاج موسى و سليمة اخت مرتضى ووووو........ وقتل أب عائلة لمى أيضا
لكن الأيام تمر و أحلام تلك الفتاة تزداد ، أحلام تملكت روحها و سيطرت على كيانها
كانت تود لو أن القدر يصنع لها معجزة كانت تبتسم في وجه الحياة ضاحكة و تقول « فلتشهد يا ليل أني....
**حين عرف وجهها الآخر**
وهبت لمى يوما إلى السوق لتشتري مع صديقة لها الجهاز*(كلمة تونسية تنطق الجيم زاي *الزهاز* تعني ما تشتريه العروس من مستلزمات قبل الزواج)
تفاجأت برونق المدينة و معاصرة سكانها للموضة سيارات فاخرة ، دونتال،جينز....
«شنوة هذا الكل !» (جملة تونسية تعني التعجب مما تراه )
و هكذا تمنت الفتاة لو أنها تتخلص من بيئتها البدوية
قررت أن تفرد شعرها و ان تجدله و ان تحمل حقيبة يد و فعلا استطاعت لكن هذا لم يمنع الناس هههه كلام الناس
شيخ تسعيني تقدم لها رفضت فوافقوا ،بكت فضحكوا
ها قد أتى لخطبتها وقد حضر مع ابن له في الثلاثين من عمره
أهذا ما اصبحنا عليه اليوم ؟ يزوجون الحياة بالموت
قدمت و الدمع بعينيها قدمت و قد أنهك البكاء ووجهها الطفولي لم تكن إلا لترضى و لكنها لم ترض
قررت الرحيل عند الفجر
ذهبت الى الحديقة و بكت وغمغمت شاهقة « و الليل شاهد أني لك يا دنيا أني رافضة لك يا قدري »
تسللت من جحر الآهات و تسلقت جذور الحياة راغبة في التخلص من عالمها الدفين
وقد وصلت إلى المدينة
حيث لم تكن تعرف منها الا ذاك الدكان الركين
الذي اشترت منه صديقتها بعض حاجاتها
---------------
لمى احضري العصير، لمى اكنسي هنا، لمى لمى لمى....
«انت كسولة لا تصلحين لفعل شيئ لكن العم منصور اوصاني فيك! هذه المرة الأخيرة التي أسامحك فيها ههه ستعودين لبيئتك البدوية هههه هههه»
لم تكن تعرف ان في هذا العالم الصغير قرية كبيرة تدعى العنصرية بين الجهات تثائبت قليلا و همست *موش الناس لكل هكا اكيد فما الباهي
لكن مع كل يوم يمضي تزداد معرفتها بالحياة وتزداد حيرتها في ما صنعه البشر من آلام
لقد رحلت لتمضي في سبيل الحياة لكنها صفعت بوابل تخلف آخر
ها قد طردت بعد ان قضت شهرا بنصف راتب لازالت تأمل في عيش أفضل
**ومرت الايام**
ها قد عرف ووجهها البسيط طعم الرفاه أخيرا
ها هي الفتاة تمشي والنور يشع كيارا من محياها
لقد رضي بها كما هي
لقد وجد فيها البساطة و الحياة
لقد تعلق بلؤلؤتي عينيها الدامعتين
ها هي الآن تعيش اجمل لحظات حياتها مع شخص احبها بصدق مع شخص دافع عنها و قاوم معها مصاعب و أتعاب العيش
لكن الحياة تضحك مرة واحدة
......
أنت تقرأ
والليل يشهد
Romanceقصة تروي احلام فتاة في ريعان شبابها ،فتاة صدمت بواقع مجتمع عربي كانت تتامل ما ستبثه الحياة من الحان تولد في اركان ما ورثه العرب من بقايا افكار الاجداد كانت تحاول الوقوف في وجه قدر رسم بيد شبح التخلف لم تكن لترضى و لن ترضى