خلق الله تعالى الإنسان من تٌراب ثم جعله " نطفه ثم علقه ثم مضغه " حتى اكتسى اللعظم لحماً واللحم جلداً ، ابدع في صٌنعه عز وجل ، ودبر الكون حكمة وأية ، فحيرة الإنسان دائماً على نفسِة فاللوم والحيرة ، يجعل من الصغيرة كبيرة ، ويٌضخم الأمور لو كانت تسري على مجاريها ، فإبداع الكون جزء لا يتجزء من إبداع الخالق للمخلوق ، اللذي جعل من الإنسان يرتبط بكٌل شي بالحياة في حٌزنه وفرحه ، فالخيرة في الامر في تدبر وتخيل الكون ، يجعلك تنظٌر لحجم نفسك وعقلك اللذي لا يتساوى مع هاذي الدٌنيا اجمع ، دائما ينزعج البشر من إختلاف الطبيعة فالفصول الاربع ، ولا يتذكر بأن الفصول خٌلقت من اجله ، هذا المثال فقط ليبين بأن الانسان يهتم بالأمر من حوله ولا يهتم لما هو خير له ، ولو تفكر بحكمه الله في جعلها فصول أربعه تتفاوت على مدى الايام ، لما قال " الحياة تجري على منهج واحد " تخيلك فقط بتعدد الفصول يجعلك تشعر بان الله جعل لك أيام لا تجري كما العادة ، ففصل الصيف لو كان طول العمر ؟ لضجرت من الدنيا من شدت الحر ، ولو كان الخريف يمٌر بحياتك من الولادة لمللت أكثر من تساقط اوراق الشجر ، ولو كان الشتاء صديق العٌمر ؟ لتمنيت النار رفيقاً بدلا عنه ، ولو كان الربيع جزء من حياتك ؟ لمتلأا عقلك من الملل والتحسر ، فالإنسان خٌلق مٌحباً للتنوع بالحياة ، هاذي ليست من تفكيره ، بل من حكمه خالقه ، لهذا الكون جزء بسيط من حياة الإنسان لإسعادة فكيف الباقي ؟ إذا التدبر بخلق الله لا بٌد ان تتفكر به قبل ان تقول " أين السعادة " وانت لست بصانعها ...