1) في ليلة ماطرة

3.2K 132 89
                                    


كانت ليلة ماطرة بغزارة ، السماء سوداء والقمر يتباهى بروعته ، النجوم تتراقص وتتلألأ وسط السماء ، يرفع النَّاس مظلّاتهم ويلبسون ثياباً شتويّة ثقيلة للتدفئة . .

اما هي فعكسهم تماماً ، لم تأبه لردائها الخفيف ولم تحمل مظّلة ، بل كان شعرها ذو لون الشوكولا اللذيذة مبللاً تتساقط منه قطرات المطر اللؤلؤية وهي تضع يدها على بطنها مُطأطأة رأسها . .

*********
‏#Hailey
هايـلــي
*********

اصطدمتُ به في تلك اللية ، أمسك بيدي ونهضت بضعف ، كدت ان التهمه لأُشبع جشعي وشُرهي ولكنني كنت كالمشلولة حين نظرتُ اليه ، تلاقت اعيننا وتحدثتا حديثاً لم نفهمه ، لم أنقلب حينها وحشاً ينقضّ على فريسته ليمتصّ الدِّمَاء بنهم كما هي ماهيتي ، بل حدّقت به بصمت متأملّة ملامحه وتقاسيم وجهه السّاحرة ، طأطأت برأسي بخجل فرفع وجهي بسبابته وابهامه لتعانق عيناي خاصته مره أُخرى .

- لم أؤمن يوماً بالحبّ من اول نظرة ، وها انا أومن به في لحظة وبين ليلة وضحاها .

لا أعلم أيُعشق الصوت أيضاً ؟ لان صوته كان خلّاباً وكأنّه ينطق لحناً . اكتفيت بباتسامة دافئة بينما انا خائفة ان انقضّ عليه كأسد مُخيف فيرتعب !

- هل سنلتقي مرّة اخرى ؟
- ربما ..؟
- سآخذ هذه كنعم !
- لك هذا اذاً !

ابتسم كلانا ومضى الى سبيله دون أن ينطق بكلمة أُخرى وتركني أعيش بمخيّلتي ذلك المشهد ! شعرت لوهلة انني في فيلم سينمائيّ رومانسي ، لم أتخيّل ولم أتصوّر ان أمرّ بموقف كهذا ولا أن يتحدّث احدهم معي هكذا !
ابتسمت كالبلهاء بينما انا لازال في موقعي ذاته لم اتحرّك قيد أنملة . . .
_________
أكان المطر آنذاك منهمراً ليهنئ لقائنا أم ليُقدّم حبّنا بطريقته الخاصّة ؟
كان لقائاً له رونقه الخاصّ ولم اشعر يوماً ببهجة كتلك الليلة . . .
_________
ترددت الأفكار في عقلي بينما انا ابتسم عليها ، كنت ممدّدة على فراشي ، نظرت لما حولي ..

اكياس الدِّمَاء الفارغة ملقاة على ارضية غرفتي ، كؤوس وعلب وبقايا طعام في الأرجاء ، هكذا غرفتي دوماً مبعثرٌ كل شيء ومستحيلاً الترتيب فيها .
شعرت بحلقي الجافّ فهرعت نحو ثلاجة المخزن المُخباة وأخذت احدى اكياس الدماء وانا أشربها بجوع . .

- امتعطّشة الى هذه الدّرجة ؟
- وأكثر ممّا تتصورين

همهمت وقالت :
- المهم سنذهب اليوم لإحدى المستشفيات متنكّرات كممرضتين ونسرق اكياس الدماء ، لأنّ الثلاجة على وشك ان ينتهي محتواها .

قالت صديقتي فِيـُونا ضاحكة والّتي تحوّلت معي ومثلي ، فأصبحنا صديقتين حميمتين لا تُخفي احدنا شيئاً على الأُخرى حتى عشنا سوياً في احدى الشقق الفندقيّة بعد أن تبرأت عوائلنا منّا منذ زمن طويل .

اومئت وانا اشرب المزيد .

- اوه صحيح لماذا عُدتي متأخّرة البارحة ؟
- آه لا تسأليني فيونا !
- ماذا حدث ؟!

زفرت وانا اذكر ليلة البارحة ، الليلة الماطرة الّتي لا تُنسى !

أردفت فيونا بتهكّم :
- أستولت عليكِ الشرطة ؟
- بل استولى عليّ قلبه ..
- اوه هايلي لا تزيديني حماساً وأخبريني ما جرى !
- ليلة جمعت بين اثنين وقد تجمعنا الاقدار ثانية !

رفعت حاجبيها بعدم فهم وقالت :
- لا أفهمك ! أتتحدثين بالألغاز ؟

ضحكت وحكيت لها ما جرى وفكري لا ينفك عّن التفكير به في كلّ ساعة بل كل ثانية . .
________

رأيكم بالبارت الأول؟ ❤️ .
لا تنسو التصويت والتعليقات لدعمي 😩❤️.

تناثـُر الأحمـَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن