كانت ليلة ماطرة بغزارة ، السماء سوداء والقمر يتباهى بروعته ، النجوم تتراقص وتتلألأ وسط السماء ، يرفع النَّاس مظلّاتهم ويلبسون ثياباً شتويّة ثقيلة للتدفئة . .اما هي فعكسهم تماماً ، لم تأبه لردائها الخفيف ولم تحمل مظّلة ، بل كان شعرها ذو لون الشوكولا اللذيذة مبللاً تتساقط منه قطرات المطر اللؤلؤية وهي تضع يدها على بطنها مُطأطأة رأسها . .
*********
#Hailey
هايـلــي
*********اصطدمتُ به في تلك اللية ، أمسك بيدي ونهضت بضعف ، كدت ان التهمه لأُشبع جشعي وشُرهي ولكنني كنت كالمشلولة حين نظرتُ اليه ، تلاقت اعيننا وتحدثتا حديثاً لم نفهمه ، لم أنقلب حينها وحشاً ينقضّ على فريسته ليمتصّ الدِّمَاء بنهم كما هي ماهيتي ، بل حدّقت به بصمت متأملّة ملامحه وتقاسيم وجهه السّاحرة ، طأطأت برأسي بخجل فرفع وجهي بسبابته وابهامه لتعانق عيناي خاصته مره أُخرى .
- لم أؤمن يوماً بالحبّ من اول نظرة ، وها انا أومن به في لحظة وبين ليلة وضحاها .
لا أعلم أيُعشق الصوت أيضاً ؟ لان صوته كان خلّاباً وكأنّه ينطق لحناً . اكتفيت بباتسامة دافئة بينما انا خائفة ان انقضّ عليه كأسد مُخيف فيرتعب !
- هل سنلتقي مرّة اخرى ؟
- ربما ..؟
- سآخذ هذه كنعم !
- لك هذا اذاً !ابتسم كلانا ومضى الى سبيله دون أن ينطق بكلمة أُخرى وتركني أعيش بمخيّلتي ذلك المشهد ! شعرت لوهلة انني في فيلم سينمائيّ رومانسي ، لم أتخيّل ولم أتصوّر ان أمرّ بموقف كهذا ولا أن يتحدّث احدهم معي هكذا !
ابتسمت كالبلهاء بينما انا لازال في موقعي ذاته لم اتحرّك قيد أنملة . . .
_________
أكان المطر آنذاك منهمراً ليهنئ لقائنا أم ليُقدّم حبّنا بطريقته الخاصّة ؟
كان لقائاً له رونقه الخاصّ ولم اشعر يوماً ببهجة كتلك الليلة . . .
_________
ترددت الأفكار في عقلي بينما انا ابتسم عليها ، كنت ممدّدة على فراشي ، نظرت لما حولي ..اكياس الدِّمَاء الفارغة ملقاة على ارضية غرفتي ، كؤوس وعلب وبقايا طعام في الأرجاء ، هكذا غرفتي دوماً مبعثرٌ كل شيء ومستحيلاً الترتيب فيها .
شعرت بحلقي الجافّ فهرعت نحو ثلاجة المخزن المُخباة وأخذت احدى اكياس الدماء وانا أشربها بجوع . .- امتعطّشة الى هذه الدّرجة ؟
- وأكثر ممّا تتصورينهمهمت وقالت :
- المهم سنذهب اليوم لإحدى المستشفيات متنكّرات كممرضتين ونسرق اكياس الدماء ، لأنّ الثلاجة على وشك ان ينتهي محتواها .قالت صديقتي فِيـُونا ضاحكة والّتي تحوّلت معي ومثلي ، فأصبحنا صديقتين حميمتين لا تُخفي احدنا شيئاً على الأُخرى حتى عشنا سوياً في احدى الشقق الفندقيّة بعد أن تبرأت عوائلنا منّا منذ زمن طويل .
اومئت وانا اشرب المزيد .
- اوه صحيح لماذا عُدتي متأخّرة البارحة ؟
- آه لا تسأليني فيونا !
- ماذا حدث ؟!زفرت وانا اذكر ليلة البارحة ، الليلة الماطرة الّتي لا تُنسى !
أردفت فيونا بتهكّم :
- أستولت عليكِ الشرطة ؟
- بل استولى عليّ قلبه ..
- اوه هايلي لا تزيديني حماساً وأخبريني ما جرى !
- ليلة جمعت بين اثنين وقد تجمعنا الاقدار ثانية !رفعت حاجبيها بعدم فهم وقالت :
- لا أفهمك ! أتتحدثين بالألغاز ؟ضحكت وحكيت لها ما جرى وفكري لا ينفك عّن التفكير به في كلّ ساعة بل كل ثانية . .
________رأيكم بالبارت الأول؟ ❤️ .
لا تنسو التصويت والتعليقات لدعمي 😩❤️.
أنت تقرأ
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...