أفكار إنتحاريّة .

١

أترجَل مِن المركبَة بِهدوء شديد ، تمرّ على ذاكرتي ، تحَذيرات الرئيس ، الموقع يعمُّه الهدوء الشديد ، أقبلتُ للداخِل ، بِخفة
خطوة تليّها الأخرى ، علّت ضجة تكسير الخشب ؛ في الممّر
أصدِر صوت صرير أسنانّي بِبعضها .

رفعتُ نظري ، وعلّا الموقع ، صوت تصفيق المُدرب ليّ ، ثم أردفَ قائلاً بِصرامة
" يجب عليك الحَذر ، فصوتّ صرير أسنانُك بِبعضها ، لن يُنقذك من موضعِك ، إتفقنا ؟"

أطرقتُ رأسي للأسفل ، مُصغياً لكل حرف نطقَه ، أومئت له ، مُتقدماً للجِهة الأخُرى مِن المبتدئين ، خيبّة ؟ حسّرة؟ أجل ، هذا كُل ما أشعُر بِه الآن ، محاولاتي تلُمّ دائِماً بالفشَل

ولكنّ حينما تتردد كلمة الفشل فيّ أُذنيّ ، تعلوّ شفتاي ، إبتسامة
مُتذكراً جدتيّ في مقولَتها : إنّ فشلت يا بُني ، إعلم أن فشلُك مُجرد بداية ليست كل خطوة تَقع بِها ؛ فشل ، لأنّ في صُغرك قد وقعت كثيراً ، كُلنا نقع ، ولكنها مُجرد بداية لكل شيء جديد سينير حياتُك .

•

إستقامَ والِد خوسيّه مِن مقعدِه ، ثم بدأت الوالِدة بالإنهيار ، والتوبيخ على ولدِها :
" والدُك في آخِر لحظاتِ عمره ، وأنت لا تزال تستمِر بالضغط عليه مِن كُل ناحية ؟ "

رفع خوسيّه حاجبيه مُِتعجباً : " هل الآن أنا المُذنِب ؟ ألم أستمِر بالعمل ليلاً ونهاراً ، عيني ذُبلت ، لقٓد نسيتُ الراحة ، لم أرى بعينيّه شفقة ، وهل سأصمُت وأستمر بالمداومة ؟ هل هذا ما يُرضيكُما ؟ ، سأترُك القصر لكُم ، وليتعلم أخي ؛ أن يعمَل . "

إستقام خوسيّه مِن موضعِه وخرج خارجاً ، ليستنشق الهواء الطليق ، ليُنعش رئتيّه ، من همِه

بينما تضَع والِدتُه يديها فوق رأسِها ، تُصلح وضعاً مِن هُنا ، يسقطُ أخر مِن هناك .

•
تفقّد والد خوسيّه الأوراق التي بين يديّه ، مُتعمِقاً بِها ، هل سيُقبل على وضع أخيه ، في مُنظمَتِه ؟ دون علمّه

أصرّ الوالِد على قراره ، أخذاً الهاتِف ، مِن دون التعميق بأفكارِه إتصل على جايمّس ، مُنتظراً ظهور رنّة هاتِفه ، أجاب عليه ؛ بِكل إمتنان و خضوع

" أجل ، سيدي ؟"

توقفّ الزمَن في لحظاتِه ، ليشعُر الوالِد ، بأنه يضَع طِفله على الهاوية التي يظنّ أنه سيقع دون عودة ، إنّ تعمّق بِها أم خرج .

"أهلاً بِك بُني ، أأستطيع أن أتمِنُك بما أغلىّ ما لديّ ؟"
تناغُم الحنيّة في صوته ، أراح قلبْ جايمّس ، لتوقعه ؛ بِحدوث خطأ ما .