كان لي صديق احبهُ جداً
فهو اطيب الناس قلباً اعظمهم خلقاً
لكنه فقير ودميم الخلقه
اجتمعت هتان الصفتان فيه
لكن عقله متفتح وافكاره نيرة
صاحب رأي حكيم ولسان قويم
له القليل من الاصدقاء والكثير من الاعداء
الكثيرين يكرهون شكله لكنهم لا يخالطونه
ينظرون اليه بدونية وغالباً ما ُيسمعونه كلمات الازدراء والتهكم
ينتقدون شكله وينتقصون من ملبسه وهندامه
ورغم ما يسمعه منهم الا انه يقابلهم دوماً بالمزاح والمداعبة
ويرد عليهم بطرق ذكية ساخرة فيسكتهم وهم يدمدمون في داخل انفسه
لانه ابداً لا يخضع لهم
سألته : كم تكره من اولئك الذين يسمعونك كلمات ينتقدون فيه شكلك اوفقرك
تبسم وقال اني لا اكره احد سوى الضالم لغيره
قلت له كيف ؟
قال ان من ياكل اموال الناس او يتعدى على ممتلكاتهم لانه يملك القوة والسلطان ذلك من اكره وهو عدوي الوحيد
اما من ينتقص مني فهو بالحقيقة يلومني على شيء لا املكه
فالذي خلقني هو من خلقه
والذي رزقني هو الذي يرزقه
وفي كلا الحالتين لا ٌالام الا اذا قصرت في نظافة ملبسي وجعله يناسب وقتي وزماني الذي اعيش
او قصرت في السعي من اجل استحصال لقمة العيش اما التوسعه فهي من بدايتها حتى نهايتها توفيق من الله
اذا تساوى الجهد والطاقة العقلية المبذولة من اجلها
انا احزن واحزن كثيراً عندما اسمع مثل تلك الكلمات لكن لن اسمح لها ان تذلني اوتجعلني اقل من غيري لذلك ارد بقوى حتى اعادل الكفه
ان روحي وروحك لا احد يعرف شكلهما ما نراه هو فقط مركبت الروح وهو الجسد فاذا خرجت الروح تعفن الجسد مهما كان شكله او جماله
ربما تكون روحي اجمل من ارواحهم وربما يعوضني ربي بحياتي الابدية ما هو اجمل منها واحسن من غيري لاني صبرت ورضيت على الشكل الذي وهبني الخالق فكل ما يحصل في الدنيا
من الشكل والمال والذرية والاملاك و،،،،انما هي اختبار
مثلا اعطاك الله الشهوة وهو لا يُسأل لماذا ومنعك من اشياء تشتهي فعلها بسبب هذه الشهوة
تكون نتيجة اختبارك خاضعة لمدى طاعتك لربك في امتناعك عن الاشياء التي حرمها عليك وفعلك للاشياء التي اباحها اليك بنية الطاعة
وان وضعت في اختبار الشكل او قلت المال
سوف تكون نتيجة اختباري كما في الاختبار السابق
قلت له شكراً يا صديقي على هذا الدرس البليغ
ودعته وتذكرت النعم التي اغرق فيها ولا اشكرها لاني اطمع في غيرها او اكثر منها