boudoudoudsamir@gmail.com
((جين إير))
تأليف: شارلوت برونتي
الناشر:دار البحار
الفصل الأول
عراك شرس
الفصل الثاني
هل رأيت شيئاً؟
قاومت طيلة الطريق، وكان ذلك جديداً بالنسبة إلي، وتصرفاً ساند كثيراً الرأي السيء الذي كوّنته بيسي وآبوت عني.
((إمسكي ذراعيها، فهي كالقطة المجنونة.))
ثم صاحت خادمة السيدة:((يا للعار! يا للعار! يا له من تصرف رهيب يآنسة إير، أن تضربي شاباً هو ابن موكلكِ - وسيدك الشاب!))
((سيدي! كيف يكون سيدي؟هل أنا خادمة؟))
((لا ، بل ادنى من خادمة، لأنك لا تقومين بأي عمل لتكسبي قوتكِ. إجلسي هنالك ، وفكري مجدداً بتصرفك الشرير)).
عند ذلك وصلا بي إلى الغرفة التي طلبتها السيدة ريد، ثم دفعاني إلى كرسي. بدأت أنهض منها كالرفاص، لكن أيديهما منعتني من ذلل في الحا.
قالت بيسي: ((إن لم تجلسي بهدوء ، لا بد من ربطكِ.))أعيرني حزامك يا آنسه آبوت. فهي ستقطع حزامي بسرعه.))
((لا تفعلي ذلك،))صرخت لها. ((لن اتحرك.))
((احذري أن تفعلي ذلك.)) قالت بيسي، وعندما تأكدت من أنني أصبحت أكثر هدوءاً، أخرت قبضها علي، وقفت هي وآبوت بذراعين مكتوفتين، وهما تنظران بغضب وشك إلى وحهي.
قالت بيسي أخيراً وهي تلتفت إلى خادمة السيدة:
((لم يسبق لها أن فعلت ذلك من قبل.))
((لكن هذا كان دائماً بداخلها،)) كان الرد.((وأنا غالباً ما أخبرت السيدة عن رأيي بشأن الطفلة وافقتني الرأي. فهي إنسان صغير مخادع.))
لم تجب بيسي ، لكن بعد وقت قصير خاطبتني قائلة:
((ينبغي أن تعلمي يا آنسة عليكِ أن تكوني ممتنة للسيدة ريد. فهي من يعول عليكِ. فإن أبعدتكِ. من سيهتم بكِ؟))
لم يكن لدي ما أقوله رداً على تللك الكلمات . فهي لم تكن جديدة علي . إذا سبق لي أن سمعت الكثير من المقترحات المتشابهة من قبل ، مؤلمة جداً وجارحة لكرامتي ، لكنها نصف مفهومة . وبعد ذلك انضمت آبوت قائلة:
((كما لاينبغي لكِ أن تعتقدين أنك مساوية للآنستين ريد وللسيد ريد ، لأن السيدة بعطف تسمح لكِ أ، تترعرعي معهم . إذ سيصبح بحوزتهم مبلغاً من المال ، ولن تحصلي أنت على شيء . أن من واجبك أن تكوني متواضعة ، وأن تحالوي أن تجعلي نفسك مصدر رضى لهم .))
((ما نقوله لكِ هو من أجل صالحكِ ،)) أضافت بيسي بصوت أرق . ((ينبغي أن تكوني ذات فائدة وتنالي رضاهم . عندئذٍ ، سيكون لديك مأوى هنا . لكن إن غدوت عصبية ووقحة ، ستبعدك السيدة . أنا متأكدة من ذلك.))