أعلم بأنك لن تعود

44 1 2
                                    

حكايه.. الاستيقاظ من الصباح والبحث عن شخص تعلم جيدا انك لن تجده هي حكايتي انا.. لم يكن الامر طبيعيا بالنسبه لي عندما اتذكر هذه التفاصيل
(طفولتي)
.. نهضت صباحا اتجهت مسرعة الى الباحه الخلفيه لمنزلنا نظرت يميا ويسارا لا اعلم انك كان م ابحث عنه كان حلما ام حقيقه لكنني كنت ابحث عن تجمع الرجال الذي كان في الباحه الخلفيه لمنزلنا حيث الغطاء الازرق ورجل في وسط هذا الحشد كان رجلاً شبه عاريا وقد غطى فقط من سره لركبته.. صرت انظر اليه باستغراب حتى احسست باحدهم يشدني بقوه نحوه كان رجلا مسنا حملني بقوه وهو يتمتم بكلمات لم افهمها نادى اخي لياخذني الى الداخل.. عند دخولي للمنزل كان ملئيا بالنساء يرتدن الاسود وكانهن امواج بحرا هائجه في ليل داسم ترا القليل من بياض وجوهها.. كان كل هذا في راسي...
نظرت يسارا رايت امي حيث كانت تخبز بعض من رغيف الخبز للفطور ذهبت اليها نظرت اليها مطولا لا اعلم م يحدث بداخلي..اشعر انني احلم حتى سمعت صوتها الدافي ينادي باسمي
"حنين" نظرت اليها فهمست بصوت هادي "امي اين ابي " رمقتني بعين دامعه وشاحت وجهها عني لم افهم م ترمي اليه كنت بالرابعه من عمري فلم اعي فنهضت من جنبها وذهبت لثلاجه اخرجت بيضه واعطيتها حتى تعملها لي مع الخبز.. اخذته وذهبت بعيدا وانا افكر بالمنظر الذي لا يزال بذاكرتي...

باليوم الثاني استيقظت ولا يزال المنظر في ذاكرتي ذهبت مسرعه لامي سمعتها تتحدث مع احدى النساء التي ياتن لزيارتها كل يوم وهي تبكي "مات وتركني لاكون مسوؤله عن اثنا عشرا طفلا".. لا اعلم لما احسست بالبكاء رغم انني لا افقه معنى الموت.. ذهبت للمطبخ رايت اختى الكبري تجهز الفطور ذهبت واكلت الفطور فذهبت مسرعه الى المسجد حيث كان الاطفال يجتمعون لتعلم القران.. جلست بعيدا انظر اليهم واستمع لتعاليمهم عندما انتهوا لحقت بالمعلم وكنت اناديه نظر اليي بابتسامه وانحى راسه حتى يقبلني وحملني اليه.. نظرت اليه بابتسامه عندما كان يسالني عن اخي الكبير.. وقد اجبته بانه ذهب من اجل العمل
سالته "عماه ما معنى مات احدهم وتركنا لوحدنا"..
نظر اليي بنظره حزينه ومسح براسي قائلا
" الموت هو فقدان شخصا ما" نظرت اليه بنظره استغراب -__-..فانا لم افهم
لكنه نظر اليي وقال"من مات فقد ذهب لسماء عند الله"..
فقلت بعفويه مثل ابي.. ذهب للعيش لسماء فابتسم ونظر اليي ومسك يدي وذهب بي للمنزل..عدت افكر بكلامه وانظر الى اختي الصغرى قلت لها ابي ذهب لسماء ليعيش مع الله .. كانت براءه تفكير فتاه صغيره بالعمر..

كبرت..

عندما كبرت فهمت ووعيت معنى الموت كنت صغيره وقتها عندما مات ابي لهذا لم اكن افهم ولم ابكي لرحيله الا انني عندما كبرت ووعيت معناه تمنيت لو كان ابي موجود وذلك عندما ضربني اخي الاكبر لانني ضربت اختى الصغرى وكانت امي ترمقني بنظره غاضبه حيث فهمت وقتها انها لا تريدني ان اقترب اليها او احضنها خرجت مسرعتا من المنزل عندما رايت ابنت عمي عند ابيها وقد حضنها بقوه لانه اشتاق اليها بعد ان غاب عن المنزل.. بقيت انظر لمنظرهما ودموعي تنهمر كالنهر احسست انني احتاج لابي احتاج اليه كثيرا..
وكم من موقفن جعلني اتمنى ابي بجانبي الا انه لم يكن معي بكل الظروف..
انتقلت للعيش بيت جدتي وذلك لاعاده بناء منزلنا لانه كان صغيرا جدا واخوتي كبرو ووصلوا لسن الزواج في ذلك الوقت .. عندما انتقلت للعيش ببيت جدتي كان جارنا العم احمد رجل محب ويحب الاطفال وكانت لديه ابنه بمثل عمري .. كنت سعيده جدا لانها ستكون صديقتي.. كنت كثيرة الذهاب لمنزلهم وذلك لعطف العم احمد بنا.. فقد قام بتسجيلي بالمدرسه مع ابنته وحملني انا وهي للمدرسه الا انني عندما انظر اليه يمسك يد ابنته وانا خلفهم كنت اتمنى لو ابي كان حيا لكان هو الان يحملني ع ظهره ليوصلني للمدرسه ويحمل حقيبتي حتى اصعد بالحافله لكنه ليس موجود.. فرجعت لواقعي وقررت بان اعيش من اجل ان يكون ابي فخورا بي وهو في قبره..
نعم فعلت هذا ودرست جيدا وكنت دائما احتل المراكز الاولى بالمدرسه لكن ما كان يحزنني جدا انه لم تكن امي تستطيع ان تترك المنزل لحضور حفلات التكريم التى تقوم بها المدرسه.. كنت احزن في تلك القاعات الا انني انسى الالم واعود للمنزل وانظر لوجه امي الباسم لي..
وها قد انتهيت من المدرسه وكان اختياري لاكمل دراستي الاكادميه في الولايات المتحده
نعم تم قبولي لدراسه في الولايات المتحده لحصولي على مجموع جيد لدراسه بالغرب تجهزت وعزمت لاكمال مشواري الدراسي رغم انني وجدت الكثير من الاعتراضات في مجتمعي للدراسه والعيش بالغربه لكوني فتاه الا انني غلبت على هذا الامر بفطنتي وقناعتي..
حان وقت السفر كنت بغايه السرور الا انني كنت حزينه بعض الشئ فانا ساترك بلدي واهلي واصحابي لحلم لا اعلم ان كان سيكتمل.. ذهبت ومر شهرين وقد كنت وحيده تعرفت لبعض الاصدقاء لكن لم استطع ان افهمهم كثيرا كنت اشعر بالغربه معهم الا انني كنت اقاوم حتى تجاوبت معهم رغم انني اكتشف بعض الامور التي تزعجني الا ان صديقتي ايمي وهي المقربه لدي كنا كالاختين مع بعضنا بتلك البلد.. الا انني كنت اواجه بعض الامور العاطفيه حيث اشتاق لاعائلتي.
اذكر انه عندما اعلمتنا الملحقيه لبلدي في الولايات المتحده الامريكيه بان هناك وفد من الطلاب سياتون فعلينا باستقبالهم .. سيكون حضوره بعد اجازه راس السنه.. تواصلنا مع الطلابات التي شياتن للجامعه معنا وكانت فقط بنت من بين 16 طالب .. اخبرتنا انها ستاتي مع ابيها لذا لا حاجه لاستقبالها.. عندما عدت من اجازه راس السنه واتصلت بصاحب التاكسي..
" صاحب التاكسي الدائم عربي الجنسيه لذا هو يعلم نصف الاماكن ويعرف معظم الطلاب العرب"
اخبرني انه سياتي ليحملني للمطار الى المسكن الا انه سيكون معه زميلتي فقلت لا باس فقد احضر..
عندما فتح الباب القيت التحيه ونظرت لزميلتي مع والدها..
ابتسم ابتسامه خفيفه وتذكرت امي.. عندها قمت بحديث صغير لهما.. عندها عم الصمت.. واشحت انا نظري لنافذه..
سمعت صوته الحنون ليقول لابنته انه سيشتاق اليها وكان يوصي السائق بها.. ونظر لي وبابتسامه خفيفه على وجنتيه قال لي " كوني صديقه لابنتي.. وكن مثل الاخوات" هززت انا راسي بابتسامه بالقبول..
لقد كنت اتخيل لو كان ابي معي.. لم يكن ليتركني لدقيقه واحده عن عينيه..
انا لم احظى بحضن ابي وهدوءه الا انني ولدت على ان اكون مسوؤله عن نفسي وذاتي.. لذا لم احظى بالاهتمام الابوي..
مرت سنه وكانت حافله بالكثير وتحمل بطياتها بعض الالم.. اشتقت لعائلتي واشتقت بان يكون لي اب
فانا كلما رايت اب مع ابنته تمنيت ان اكون مكانهما ..
بعد مده طويله راودني مثل ذلك الكابوس.. فخطر ببالي ان اسال امي لما دائما هذه الصوره بمخيلتي
ام انه واقع بانني رايت ابي بعد غسله وقبل ان يلتف بكفنه..
وفي يوم اخر بينما كانت ايمي طوال الوقت تتحدث مع اهلها وبالاحرئ والدها كنت عندما اراها تحدث وازدها بالهاتف ارتعشت انا واتخيل بان يتصل ابي بي..
هلتدركون اصعب موقف حدث لي واحسست انني ساجن من هذا.. عدت لغرفتي فمسكت ورقه وقلم وبدات اكتب رساله لوالدي بالاحرى هي كانت كحوار بيني وبين ابي...
لازلت حتى الان اقول هل يعقل ان جننت بتلك اللحظه ام هو لانه من حولي جميعهم يملكون ابا وانا لا.. وكل مره الفتيات يقوللن لحظه ابي يتصل والاخرى كذلك ..
الا انه يوما ما جعلني اقف امام نفسي عندما اتتني الفاجعه بان اب زميلتي قد توفى
لم ابكي ولم يكن كانت كالصاعقه نزلت عليي ذهبت لغرفتها رايتها تبكي ... قلت للبقيه لنخرج اتركوها لوحدها فانا اعرف شعورها الان
بقيت لوهله وبعدها اتخذت بان اتحدث معها
ذهبت اليها..وبدات..
" قلت لها لا تبكي كثيرا فهو لا يريد منك البكاء بل يريد العاء له بالرحم والثبات عند السؤال.. انا افهم شعورك جيدا لكن هذا لن ينفع معك عليك ان تكوني قويه ليكون هو سعيد بقبره..ومسحت على ظهرها
فانا لست جيده لتهدئه احد..
وتركتها وبقيت تلك الليله كلها ابكي كثيرا بسبب اشتياقي لاهلي كنت اعلم انه لو كان ابي حيا لسال عني كل يوم ولكنني كنت اعلم بان امي تسال عني ولانها اميه لا تستطيع الاتصال بي فكانت تنتظر اخوتي في نهايه الاسبوع لتحدثني.. كنت دائما انتظر نهايه الاسبوع لاتحدث معها.. الا انني مع الوقت وبعد ان اكملت سنه ونصف في تلك البلد وقد تذوقت مرارة الغربه قررت ان اعود لوطني وبلدي لاكمال دراستي الجامعيه فانا لم اتحمل غربتي وابتعادي عن اهلي.. لانهم جنه اخاف ان افقد احدهم قبل ان اراه او اضحك معه خفت بان يرحل احدهم عني وانا بعيده.. عذرا ابي فانا لم اكمل ما تمنيت لتفخر بي الا انني متاكده بانك لو كنت حيا لما جعلتني اذهب بعيدا الا انك ستقول لي هذه تجربه ابنتي لا تحزني فانا فخور فيك.. عدت لبلدي واكملت باحد الجامعات القريبه من منزلي حتى اذهب واعود للبيت دون اشتياق لاحد.. الا انه رغم وجودي في بلدي وقريب من عائلتي الا انني لا ازال اشتاق اليه وانا اعلم بانه لن يعود..
نقطه..
سالت امي بهدوء." امي هل تم تغسيل والدي في الباحه الخلفيه لمنزلنا القديم"
نظرت لي بتعجب وقالت نعم ..
حيناها استوعبت ان ذلك المنظر الذي بذاكرتي وذلك الرجل الذي وسط حشود الرجال هو جثمان ابي الذي انتهو من غسله وكانو يهمون بان يجعلوه في كفنه..
فبكيت لرحيله المسرع عنا قبل ان اعانقه وانا ادرك بانه ابي ..
ولا يزال المنظر بذاكرتي عندما اسمع بموت احد..
رحمك الله وجعلك من اهل جنتك..
.... النهايه
Hanin Al~Shooq

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 07, 2016 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

قصتي Where stories live. Discover now