"سعيد, حدثنا أين أنت الآن؟ "
"أنا حالياً موجود على داخل مقصورة القيادة الأرضية لـناسا "
حسناً لنعود قليلاً بالزمن, قليلاً. منذ أيام المدرسة و سعيد منبهر بالفضاء, ينظر ليلاً للسماء و يحاول حفظ أماكن النجوم. يرسم بمساراتهم أشكال و وجوه.
" أمي, هل يوجد أحد يعيش على تلك النجوم؟ "
" النجوم هي شعلات من النار لا يمكن لأحد العيش عليها "
" أمي هل يوجد أحد على تلك الكواكب؟ سألت معلمي و قال لا, لكنني أعتقد أنه يوجد "
" لا يعلم أحد يا صغيري لكن كل المنطق يقول لا. "
" لا يا أمي, أنا لم أرى كل سكان عمارتنا, لكنني أعلم أنهم بالتأكيد موجودين. لم يبني صاحب العمارة كل تلك الشقق فقت لأسرتنا. لا أعتقد أن الله خلق تلك الكواكب و النجوم لنا فقط, بالتأكيد هناك سكان آخرين. و يوماً ما سأذهب هناك, سأرى بيتنا صغيراً و سأكون على كوكب آخر. و سأخبرك هل وجدت أحد أو لا "
نظرت له أمه نظرة ما بين الفخر بمستوى تفكيره و بخياله, و بين عدم اليقين
" لكن يا صغيري لا يوجد أحد عربي يمكن أن يسافر الفضاء, كما أنه يتطلب سنوات دراسة كثيرة و صعبة لا تقدر عليها. لكنك ستكبر لتصبح طبيب عظيم مثل والدك. "
نظر لوالدته بإستنكار نظرة العازم على أمره, نظرة من رآى مصيره بعد سنوات عدة, و ينتظره. دخل إلى غرفته و أطفاء الأنوار لينام, كانت الغرفة مظلمة تماماً إلا من ذلك الضوء الفسفوري المشع من النجوم البلاستيكية التي لصقها بحائط سقفه لينظر لمجرة (مايلس - Mailes), مجرة هو إخترعها و سماها تيمناً بدبه اللعبة.h
على مر السنوات الدراسية أظهر سعيد حبه للمواد العلمية عن الأدبية, فكان متفوق جداً في العلوم و الحساب. لكنه أيضاً كان متفوق في بقية المواد, إلا أن حبه للعلوم جعله يجمع كل أموال العيدية التي يأخذها من أهله و يشتري تليسكوب صغير لينظر به للسماء في محاولة لرؤية النجوم بشكل أقرب.
حين أصبح في الثانوية العامة كان يفاضل بين دخول كلية طب كما يتمنى والده أو دخول كلية العلوم كما حلم كثيراً, و بعد صراعات مع والده و والدته قرر تجاهل حلمه و التنازل عنه و قرر دخول كلية طب نزولاً عند رغبتهما. و مع أول أعوام الدراسة توطدت علاقته بشاب زميل له في الكلية يدعى أمير, و الذي كان من أسرة غنية جداً و عريقة جداً. بمرور الفصل الدراسي الأول كان أمير قد أصبح صديق سعيد قريب, مع طباع سعيد الإجتماعية و حبه للإنتشار وسط الناس , و شخصية أمير المرحة و حبه الزائد للمساعدة كانا أشهر أثنان في الكلية.
سعيد كان قد أخبر أمير بحبه للفضاء, في الواقع كل الكلية كانت تعلم حبه للفضاء, فكانت هدية عيد ميلاد سعيد هي تليسكوب كبير. كانت الفكرة أن يكون عيد ميلاد مفاجيء فدعى أمير أصدقائه ليوم شواء في المزرعة في الفيوم, و مع دخول الليل و الإحتفال بعيد ميلاد سعيد قدم له التليسكوب و هو منصوب و موجه للسماء. لم يستطع سعيد تمالك نفسه, فهذة ليست مجرد هدية و هذا ليس تليسكوب عادي مثل الذي إبتاعه من عيديته, هو جهاز معقد جداً.
أنت تقرأ
مايلس - Mailes
General Fictionالأ فقط بموت الشغف تموت الأحلام. سعيد حلم و لم يستسلم للواقع. رحلة من سماء غرفته لمجرات جديدة