البداية

460 21 11
                                    

نظرَ ذلك الرجل الكبير نحو المكانِ بحذر، وكأن ما حوله سيتحرك في أيةِ لحظة وهو سيُمسك به. تنفّس بثقلٍ حينما لم يجد ما كان يبحثُ عنه. "هذا ليس صحيحًا. شيءٌ ما خاطئ. أين من الممكن أن يختفي سلاح الجريمة؟ هل أنتم متأكدين أنكم بحثتم في كل مكان؟ لم تتركوا بقعةً واحدة؟" أدخل يدهُ بجيبه بينما يسمعُ مساعديه وهم يهمهمون. بدأت رجليه تتحرك ليخرج ويرى بنفسهِ. فتحَ باب المنزل ليستقبلهُ الهواء البارد الذي ضربَ وجهه العاري. لعنَ السماء حينما رأى المطر يهطلُ بغزارة ليمحيَ كل أثرٍ من الممكن ان يساعد بشيء. إهتز هاتفهُ معلنًا المكالمة الحاديةَ عشرة لهذا اليوم. أجابَ الرجل بغيرِ رضى. "أتمنى ان لا تضيع وقتي في شيءٍ سخيف، أوه سيهون." شخّر الآخر من الخطِ الثاني. "أنت تعلمُ انني مشغول مثلك، صحيح؟ توقّف عن التظاهر بأنك الوحيد الذي ليس لديهِ مساحةٌ فارغة." اومأ الرجلُ الذي يتأملُ غزارة المطر ليُردف. "تحدّث."
"أتذكرُ ذلك المجرم الذي قبضنا عليه قبل أسبوعين؟ المسمّى بوويفان؟ لقد أُخرج اليوم بكفالة. لا أعلم حتى كيفَ حدث هذا ولم أكن أعلم ان المال يُخرج قاتل. ذهبت لأتحدث مع القاضية عن هذا الأمر وكيف لم تُصدر قرار الإعدام، ولكنها أجابتني بإبتسامة تقولُ 'أنت وسيم، لا تحشر أنفك فيما لا يعنيك'. هل تصدّق هذا!" خرجت انفاسُ الرجل الذي يستمعُ بصوتٍ أعلى من الطبيعي. "يبدو أن ما قالهُ جونميون صحيح." تجعّد حاجبيّ سيهون ليسأل. "ومالذي قاله؟" نظرَ الآخر للشجرِ المبلل. "يبدو أن ابنتها هي حبيبته. جونميون أيضًا ليس متأكدًا من هذا ولكن الخبر الذي أخبرتني بهِ همسَ لي بأن ما قاله جونميون صحيح. ولكني ساتأكد من الأمرِ لاحقًا. لدي قضية لازلتُ في منتص-" توقّف عن الحديثِ لقرابة الثلاثين ثانية حتى يسمع صوتَ سيهون المزعج. "هل حصلتَ على إنتصاب في منتصفِ حديثك؟" هرولَ الآخر مجيبًا. "أعتقدُ أنني حصلتُ على إنتصابٍ في عقلي. سأتحدثُ إليكَ لاحقًا." أقفلَ الخط حتى قبلَ أن يُجيبه سيهون.
أسرعَ الشابُ نحو الشجرة ليتسلق ويحرصَ على ألا ينزلق. نظرَ نحو الغصنِ ليجدَ طرفهُ وكأنه خُدش بشيءٍ حاد، لا يبدو أنه من فعلِ الطيور. أخرجَ قفازاته وارتداها ليبدأ بتفحّص المنطقة. "لا يمكنني أن أجري اي تحليلٍ هنا، والشكرُ يعودُ للمطر." شخّر بسخافة حتى تقابلت حاجبيهِ عندما رأى شيئًا يلمعُ ملتصقًا بورقةِ شجر. اسرعَ بيديه للورقة حتى يكتشفَ ان هناك لاصقًا مع بقعةٍ بيضاء صغيرة. حملقَ الشابُ فيها حتى رفعَ رأسه ونظر للمنزل. ومن ثم أعادَ النظر للورقة ومن ثم المنزل حتى ظهرت إبتسامته الماكرة.

——

إنتظر الصغيرُ الطعام بقلةِ صبرٍ لتخفّ حرارته. زمّ شفتيهِ بعبوسٍ ينظرُ للساعة المعلقة على الحائط حتى يتمتم. "إشتقت لك." حتى سمعَ صوتَ تراقص مفاتيحٍ وقفز من مكانه ليبتسم بشدة على منظرِ حبيبهِ المنهك. "جونق إن!" هرولَ الصغير نحوَ احضانهِ ليعانقه بشدة. ضحكَ جونق إن. "اهدأ أنا لن اختفي، بعد." مسحَ يده بلُطف فوق رأسِ حبيبه قبل أن يطبع قبلة على جبينه. إبتسم كيونقسو بخجلٍ ودفنَ رأسه بصدرِ الرجل. عبسَ الأسمر مردفًا. "سوو، انا جائع. تعلم أنه بإمكاني اكلك الان وحالاً ولكنني لا أريد ان اراك تخرجُ من مؤخرتي." دفعَ كيونقسو حبيبهُ ونظر له بإشمئزاز. "أنت مقرف! ما هذا بحقّ الله؟" ضحكَ الأصغر قبل أن يُمسك يد صغيره ويجرّه نحو الرائحة الشهية. "أنت رائع حقًا! مالذي بالفعلِ لا تتقنه؟ أنت جميل، لطيف، تطهو جيدًا و-" أسكته الصغير بحشوِ ملعقةٍ ممتلئة بالأرز لفمِ الذي أمامه، يشعرُ بأذنيهِ تحترقان. "توقف عن إحراجي! أ- أنا لا أعلم مالذي يجبُ علي ق-" هذه المرة، أسكته الكبير بحشوِ ما كان في فمهِ بفمِ الصغير. ليبتسمَ بعدها قبل أن يقبّل ثغره سريعًا. "لن تتذوّق أجمل من أرزٍ مخلوطٍ بلعابي."

——

"سوو، أنا ذاهبٌ للعمل. هل تريدُ شيئًا؟" أفصحَ جونق إن قبل أن يرتدي حذائه. نظرًا لأنه لم يتلقى أي اجابة، ذهبَ للمكانِ الذي يوجدُ فيه صغيره، ليراه في فقاعةٍ قد صنعها هو والمجلةِ التي يقرأها. صفعَ جونق إن مؤخرته ليشهقَ الآخر كردة فعل طبيعية. حملقَ الصغير بالكبيرَ ليصرخ. "لقد أخفتني! مالذي سيحدث إذا تلقيت صدمة قلبية؟" أخذ الكبير قضمةً من الخبزِ المحمص قبل أن يقهقه. "صغيري، أنت لن تتلقى صدمة قلبية من مجردِ صفعةٍ على المؤخرة." أمسكَ بحقيبتهِ الموضوعة على منضدةِ الطعام. "بالإضافة الى أنني اشتقتُ لمؤخرتك، جدًا." إبتسم إبتسامته الجانبية قبل أن يتلقى صفعةً من الأكبر على كتفه لينتحب. "أكرهك!" مشى جونق إن حتى وصلَ الى المخرج ليُجيبه. "نعم صحيح لدرجةِ انك ترجّوتني لتلع-" "جووونننق إنننن!!!!" صاحَ كيونقسو بما تبقى في حبالهِ الصوتية ليركضَ الى الأعلى. ضحكَ الأسمر ليصرخ أيضًا. "أحبك ايضًا، سوو."

———

"واو جونق إن! كيف اكتشفتَ ذلك؟ أعني لو كنت مكانك لما خطرت لي فكرةُ تسلقِ الشجرة، وخاصةً في يومٍ ممطر!" صفّق جونميون فخورًا بصديقه. ليتلقّى إبتسامة من الآخر. "ذلك بسببِ أنني كيم جونق إن. أليس هذا كافيًا؟" سخر سيهون على الأسمر قبل أن يفتح فمه. "هذا ليس لطيفًا ابدًا. لماذا عليّ ان اسمع هذا الهراء بالدقيقةِ التي أدخلُ بها هنا؟" نظرَ جونميون لسيهون قبل أن يُغلق فتحتيّ انفه بيده. "سيهون، ألا تعلمُ كيف تستحم بعد ممارسةِ الجنس! اللعنة أنت لا تعلم كم أنك نتنٌ الآن." نظرَ سيهون له بتعجّب ليجلب أنفه لملابسه. "إن رائحتي رائعة! مالخطبُ مع أنفك؟" قلّب سيهون عينيه. "يجب أن تجدَ شيئًا افضل لتقوله في المرة القادمة." مشى لماكينةِ القهوة قبل أن يشغلها. "أوه! ايضًا توقف عن مديحِ جونق إن، هو سيرفعُ مؤخرته العاهرة اذا بقيتَ تلقي عليه كلماتك الحلوة-الكاذبة." أخذ كأسه المفضّل الذي يكون على شكلِ غزال. تقشعرَ جسدُ سيهون حينما شعرَ بضربة هواءٍ دافئ تصتدمُ برقبته ويدينِ انزلقت لخصره، ليهمس صاحبُ اللمسة. "لا تكن غيورًا، سيهون-اه." طبعَ قبلة خلفَ اذنه ليضحك بعدها. تنفّس سيهون بثقلٍ ويبدو عليه الغضب حينما بدأ يفركُ المكان الذي قبّله فيه جونق إن. "أنت تعلم أن كيونقسو لن يعجبه ما فعلته!" جلسَ الأسمر على مكتبهِ قبل ان يفتح ملفّ قضيته الأخيرة. "أعلم انك تحبني."

Moonlight Truthحيث تعيش القصص. اكتشف الآن