و في صباحٍ باكرٍ
رحتُ أمشي مرتديةً معطفي الجلدي و بيدي مظلة و حول عنقي وشاحٌ أحمرٌ فاقعُ
نظرت حولي ..أسفل قدمي رصيف مهترءٌ و على يساري مبنىً قديماً و على يميني شارع فارغٌ بجواره شجيرةٌ صغيرة تساندها شجرةٌ كبيرة..
أدخلت يداي في جيوب معطفي و همست لنفسي..:
" أما خطب الرياح ؟
تستمرُ بدفعي بقوة لكي تسقطنِي أرضاً
و كلَّما تقدمتُ خطوة دفعتني للوراءِ عشرُ خطوات..
و رغم شدتِها إلَّا أنَّ وشاحيَ الأحمرَ مازال صامداً حول عنقي..
أهيَ حقاً بهذه القوة ؟ أم أنا التي ضعيفة ؟! "
أغلقتُ عينايَ فترائت لي ابتسامتك في وجهي..
عاتبت نفسي.. : كفاكي وجعاً فـ المحبوبة قد رحلت..
شعرت بأشواكٍ ناعمة تلامسُ خدي..
نظرت إليها و إذ بها دموعي انهمرت فحرقت قلبي..
نظرت حولي مجدداً فلم أجد لا الشجرة و لا الرصيف و لا الشارع و لا المبنى!!
همست ساخرةً : أحقاً صمدتُ أنا بينما اقتلعت الرياح ما حولي.. ؟
و حينما أدركت الأمر.. لم يكن وشاحي حول عنقي.. و إذ بي بعيدة برفقة هذي الرياح الهادئة .. بلا وشاح و لا شجرة و لا شارع و لا رصيف و لا مبنى..

YOU ARE READING
الوشاح الأحــمر
Kurzgeschichten" و كلَّما تقدمتُ خطوة دفعتني للوراءِ عشرُ خطوات.. "