التحول إلى "شبح"

120 13 9
                                    

رشفت رشفة شاي أخرى، وضعت الفنجان بملل و نظرت عبر النافذة حيث يتساقط المطر بشدة و البرق يضرب من حين إلى حين.   و العجيب، أن هذا التقلب الجوي المفاجئ يحدث في الصيف!
-"هذا هو حظي الذي يؤجل رحلة جوية ليومين!" قلت و أطلقت زفرة غضب.

كنا جالسات أنا و أمي و صديقتها في طاولة مربعة صغيرة من طاولات مقهى المطار، و قد التقينا بها بعد أن تم تأجيل رحلتها هي الأخرى.

ابتسمت و قالت سائلة:"لما كل هذا العبوس؟ يومان حران!! يمكنك أن تتنزهي بمطلق الحرية، الطعام و المبيت مجاني في فندق خمس نجوم!"
نظرت إليها دون أن أجيب من الغضب، بينما قالت أمي:" غدا لديها مسابقة، أو بالأحرى كانت لديها مسابقة رياضية."
-"هيا! لديك عذر مقبول للتغيب عن المسابقة. أنا متأكدة أن هذين اليومين لن يتكررا، فقط استمتعي."
لم أجب ثانية فأردفت:" يمكنك الانضمام إلى تلك الفتيات، هناك ابنتي و صديقاتها."
نظرت إلى أمي، لم تبد أية ردة فعل، فشكرت المرأة و ذهبت.
كانت الفتيات تضمن طاولتين معا و يجلسن حولهما، يتحدثن و يضحكن بمرح، على عكس الجو السائد في المقهى. ما جذبني فيهن أن كلهن جميلات، ذوات قوام رياضي، و لا واحدة منهن بدينة أو قصيرة!
- " هل يمكنني الانضمام إليكن؟"
-"أكيد، مرحبا بك! اسمي... "
و هكذا تعارفنا و بدأنا نتجاذب أطراف الحديث. كانت الفتيات رائعات، أحسست أنني أعرفهن منذ مدة.
-" إلى أين كنت ذاهبة يا سارة؟" سألتني فتاة منهن.
-" بل كنت عائدة إلى بلدي."
-" عائدة، لماذا؟ لم تنته أيام العطلة بعد."
-"كانت لدي مسابقة غدا، كنت أود المشاركة."

-" أي مسابقة هذه؟ ألا يمكنك المشاركة عبر الانترنيت؟"

-" إنها مسابقة رياضية، حول اللياقة البدنية و ما إلى ذلك. كي يتم تحديد مستوانا للعام القادم. آه يا مسابقة." كدت أن أبكي في تلك اللحظة.

-" هل تحبين الرياضة كثيرا؟"

هنا انضمت إلينا فتاة تبدو في 12 من عمرها، تضع نظارة شمسية. لكنها لم تقل شيئا و الفتيات لم ينظرن إليها حتى، ربما لم يرينها أصلا.

-" نعم، كثيرا جدا." أجبت على الفتاة التي سألتني.

سادت فترة صمت، نظرت إلي تلك الفتاة الجديدة و سألتني بلطف:" هل تلعبين معي؟"

لم أجد أي عذر للرفض، فأجبتها:" حسنا، لكن ما هي اللعبة؟"

-" سأريكي."

أمسكتني من يدي و أخذتني معها. كنت أنظر إليها و أتذكر لمن تشبه، لكن كان الأجدر بي أن أفكر أين تأخذني.
-"ما اسمك؟" سألتها لأنني لا أحب التعامل مع من لا أعرف اسمهم.
-" إيومي." أجابتني و في تلك اللحظة توقفت، كنا واقفتان في صالة الحقائب بالمطار، شبه فارغة... هناك بعض المسافرين نائمين في الأرض، و الحمالون يوصلون البضائع. التفتت إلي إيومي و ظهرت نظرة غريبة في عينيها، لم أفهم معناها فرأسي بدأ يدور و أحسست بألم شديد. أحسست أن رأسي سينفجر، كأن مائة عاصفة تدوي في الداخل. صرخت... صرخت لكن بدون صوت، لم تكن لدي أية طاقة لإخراجه.

فقدت وعيي، لكنني لما استرجعته كنت لا أزال واقفة أمام إيومي و هي تبتسم في وجهي. ما هذا؟ هل كنت أحلم؟ هل كنت أهذي؟ هل فقدت عقلي؟

التفتت إلى الوراء كي أعود إلى حيث جئت، ذهبت أجري لكنني كدت أن أصطدم برجل كان مارا، إلا أنني اخترقته !

صدمت أكثر من ذي قبل، فالآن أنا أرى ما يحدث و ليس مجرد إحساس. نظرت إلى يداي، ثم إلى نفسي. كانت هناك امرأة مارة بجانبي، انتبهت إلى أنها محاطة بهالة صفراء اللون. مددت يدي كي أرى ما سيحدث، كانت هالة دافئة و يدي اخترقت جسمها.

ظهرت إيومي أمامي، نظرت إليها بمزيج من التساؤل و الغضب. و قبل أن أتمكن من صياغة أفكاري و تساؤلاتي قالت:" لا مجال للعودة إلا بعد إكمال الاختبارات."

ماذا؟ لعبة أصبحت اختبارات؟

-" ما الذي تقصدينه؟؟" سألت بغضب جهنمي (ففي لحظة، أصبحت أفضل حياتي المملة السابقة).

فجأة اشتعلت عيناها بلون أحمر، كأنها منارات لسفن الشر، و في ظهرها ارتفع جناحان أسودان مثل لباسها، ارتفعت بهما قليلا في الهواء، و ظهرت في يديها سيوف بيضاء كأنها من نور !

فجأة اشتعلت عيناها بلون أحمر، كأنها منارات لسفن الشر، و في ظهرها ارتفع جناحان أسودان مثل لباسها، ارتفعت بهما قليلا في الهواء، و ظهرت في يديها سيوف بيضاء كأنها من نور !

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
شبح ليوم واحد- shadow for a dayحيث تعيش القصص. اكتشف الآن